جرائم السوشيال ميديا - أرشيفية
"أعوذ بالله من الشيطان الرجيم".. دائما وأبداً عادة ما تصدر مننا تلك الجملة لتحصين أنفسنا من مكر الشيطان حتي يحفظنا الله من أرتكاب الذنوب فإن الله خير كافياً، ومع تطور الزمن وجدنا أن الشيطان يصل إلينا من خلال شاشة الهاتف أو الجهاز اللوحي الذي يستخدمه الكثيرون، لذلك أنا اليوم معكم لنحصنا أنفسنا من الشيطان الإلكتروني الذي أخترق حياتنا، فجهزوا البخور وأخفتوا الأنوار ولتبدأ الجلسة.. بهذه الكلمات وتلك المقدمة بدأ الخبير القانوني والمحامى بالنقض أحمد عبدالقادر، حديثه لـ"برلماني" بشأن جريمة خطيرة من الجرائم الإلكترونية، ألا وهى ضرب الصور وفبركتها والتي تطال الكثير من الأسر في شرفهم وسمعتهم.
وتابع "عبدالقادر": "يوم من تلك الأيام في شهر الإنتصارات أكتوبر العظيم جائني أحد الأصدقاء، وجلس أمامي، وكنت منشغل حينها في بعض القضايا، ولكن لفت أنتهابي صديقي يجلس أمامي يقرب الهاتف من فيه ويقول (خلي البنطلون أسود) - (شيل الإيد وخليها علي المكتب) - (هات الملفات علي جنب)، كنت أظن وقتها أنه يتحدث مع صديق له، وإذا به يدير الهاتف لوجهي وجت صورة لي في أزهي الزي وفي أحدي المكاتب المرموقه فتعجبت.. !!!!! كيف لك أن تصنع هذا وأنا هنا قابع بين ملفاتي يشوه يداي أقلام الحبر، ثم ضحك وقال لي يا متر أنت معقول متعرفش برنامج (.....)، فرددت عليه (أبداً)" .
الشيطان الالكتروني وكيفية ترويضه
واستطرد: "أعجبتني الفكرة وجلسنا سويا نصنع من أحلامنا صوراً، فهذه صورة التقطت من خيالي، وأنا علي شاطئ بحر الكاريبي، وأخري وأنا أصافح أحدي الشخصيات العامة، وأنتهينا وأنصرف هذا الصديق ولكنه ترك في عقلي وسواساً يتوغل داخلي، كيف لهذا الذكاء الصناعي أن يفعل كل هذا؟ وما البال أذا ما استخدمت تلك الحيال للإبتزاز الناس كأن يقوم شخص بإختلاس صورة لإمرأة ويضعها علي جسد عاري؟ ثم يستغلها في تنفيذ مخطط إجرامياً، ما حال الشخصية المشهورة التي وضعنا بجانبها أن وصلت عليها الصورة؟ أليس لها الحق أن تقاضينا لانتهاك حرمة الحياة الخاصة؟ كل هذه الأمور شغلت باللي وعلي الفور أحضرت أدوات أخراج هذا الشيطان من رأسي وبدء في أعداد التعويذة".
الحرز الأول
ويُجيب "عبدالقادر" على كل هذه الأسئلة المطروحة، والتي دارت في رأسه بقوله: من أهم الأحراز التي يجب أن يستعين به الشخص في مواجهة الشيطان الالكتروني نص المادة 25 من القانون رقم 175 لسنة 2018 والتي تنص علي أن:- "يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن ستة أشهر، وبغرامة لا تقل عن خمسين الف جنيها ولا تجاوز مائة الف جنيه أو بإحدي هاتين العقوبتين كل من اعتدي علي أي من المبادئ أو القيم الأسرية في المجتمع المصري أو انتهك حرمة الحياة الخاصة ...... أو نشر عن طريق الشبكة المعلوماتيه أو باحدي وسائل تقنية المعلومات معلومات أو أخبار أو صور وما في حكمها تنتهك خصوصية أي شخص دون رضاه سواء كانت المعلومات المنشورة صحيحة او غير صحيحة".
ويضيف الخبير القانوني: يعتبر هذا الحرز من الأحراز العامة التي يجب أن تكون معلومة لنا جميع بأن القانون 175 لسنة 2018 نظم هذا الأمر ولم يتركه لهوي الأفراد للتلاعب في الصور وأنتهاك الحياة الخاصة، فقد وضع المشرع عقوبة لكل من أنتهك حرمة الحياة الخاصة عن طريق شبكة المعلومات مستخدما صوتا أو صورة أو حتي أخبار غير صحيحة للنيل من كرامة أو قدر المجني عليه - وعليه فقد قرر المشرع عقوبة وهي الحبس لمدة ستة أشهر أو بغرامة لا تجاوز المائة الف جنيه وللقاضي أن يجمع بين هاتين العقوبتين أو يكتفي بواحدة .
حرز خواص الخواص
ويؤكد "عبدالقادر": حرزنا في هذة المسالة هي المادة 26 من القانون 175 لسنة 2018 فإن كانت المادة 25 تبين لنا أن أنتهاك حرمة الحياة الخاصة يعد جريمة فالمادة 26 تخاطبا بالتالي: "يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن سنتين ولا تجاوز خمس سنوات وبغرامة لا تقل عن مائة الف جنيه ولا تجاوز ثلاثمائة الف جنيه، أو باحدي هاتين العقوبتين، كل من تعمد أستعمال برنامج معلوماتي أو تقنية معلوماتيه في معالجة معطيات شخصية للغير لربطها بمحتوي مناف للاداب العامة ، أو لاظهارها بطريقة من شأنها المساس باعتباره أو شرفه".
وردد قائلاً: "أُوصيكم ونفسي أن يعلم الجميع بأن المشرع المصري من أفضل مشرعي القوانين، ولنا في دساتير بعض الدول أسوة حسنة، فقد عالجت المادة 26 من قانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات جريمة أصطناع محتوي خادش للحياء عن طريق أستخدم أحدي البرامج المعلوماتيه المختصة في تركيب وأعادة تدوير الصور"، مضيفاً أنه قد وضع المشرع عقوبة مغلظة عن العقوبة التي أتي بها في المادة 25 حيث رفع سقف الغرامة والحدود القصوي لعقوبة الحبس، فنجده قرر بأن العقوبة علي ارتكاب تلك الجريمة هي الحبس لمدة من سنتين إلي 5 سنوات وبغرامة من 100 علي 300 الف جنيه أو باحدي هاتين العقوبتين .
"الاستعاذة" من الشيطان الرجيم
وأشار الخبير القانوني إلى أنه من ظاهر تلك المادة أو العقوبة علينا أن نرجع إلي رشدنا، فهذه الرسالة إليكي عزيز من غلبتك الغرائز والشهوات القانون المصري تعامل مع أفعالك الشاذة بكل حزم وشدة بعيداً عن أن هذا الأمر منافيا للقانون ومجرم، فهو أيضا لا يتناسب مع كافة الأديان التي أمرت بحفظ الحقوق وصون حرمة الانسان وعدم هتك سترها سواء باستراق الصور أو الفيديوهات أو عن طريق الاصطناع، وهنا يصدق قول النبى محمد: "تركت فيكم ما أن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا كتاب الله وسنة رسوله"، وعليه أحتذي بهدي نبيك وأحتذي بهدي دينك فكل الأديان السموية لم تبح تلك الموبيقات، فعليك أن تتعامل مع الشيطان الالكتروني وكأنه حقيقي أستعذ بالله من الشيطان، وتحصن بذكر الله إلا بذكر الله تطمئن القلوب، وأعلم أن القانون الدنيوي ما هو إلا جزء بسيط من القانون السماوي، فالعاقب كبير في الدنيا والأخرة .
طريقة التنفيذ
وفى الأخير يقول "عبدالقادر": إلي كل من تعرض للإبتزاز من أي نوع سواء بصورة أو فيديو أو أي شئ غير أخلقي دس عليه نظم القانون أمر الملاحقه القضائية عن طريق تحرير محضر بالواقعة بمباحث الانترنت والتي ستتولي الأمر من الناحية الفنيه ثم يتم أرسال المحضر للنيابة المختصة لمتابعة شئونها، والمحاكم المختص بنظر ذلك النزاع الذى يدخل ضمن أختصاص المحاكم الاقتصادية، وإلي هنا تكون قد أنتهت جلستنا في التحصين من ذلك الشيطان المارد الذي عشش في عقول الكثيرين نسأل الله العافية.
