الإثنين، 15 ديسمبر 2025 08:35 م

"من الأعماق.. مصر تسجل اسمها فى العالمية".. ميناء السخنة يدخل جينيس كأعمق ميناء من صنع الإنسان.. 19 مترا من قلب البحر الأحمر يعيدون رسم خريطة الموانئ الدولية.. والوزير: توجيهات الرئيس وراء التحول للعالمية

"من الأعماق.. مصر تسجل اسمها فى العالمية".. ميناء السخنة يدخل جينيس كأعمق ميناء من صنع الإنسان.. 19 مترا من قلب البحر الأحمر يعيدون رسم خريطة الموانئ الدولية.. والوزير: توجيهات الرئيس وراء التحول للعالمية ميناء السخنة
الإثنين، 15 ديسمبر 2025 06:00 م
كتبت- هبة حسام

- كامل الوزير: دخول ميناء السخنة موسوعة جينيس تتويج لجهد دولة كاملة

- رئيس "اقتصادية قناة السويس": 2025 عام الافتتاحات ونكتسب تنافسية دولية بفضل القطاع الخاص

- رفع أطوال أرصفة السخنة من 3 – 23 كم خلال سنوات التطوير

-  تشغيل محطة RSCT لمضاعفة تداول الحاويات ودعم الاقتصاد الوطنى

- الشراكة مع مشغلين عالميين وراء نجاح ميناء السخنة

 

لم يكن دخول ميناء السخنة موسوعة جينيس للأرقام القياسية، كأعمق ميناء من صنع الإنسان في العالم بعمق 19 مترًا، مجرد رقم قياسي عابر، بل علامة فارقة في مسار طويل من التطوير والتحول الاستراتيجي، جعل من هذا الميناء بوابة رئيسية لمصر على حركة التجارة العالمية، ومحورًا لوجستيًا يغير موازين المنافسة في البحر الأحمر وشرق المتوسط.

 

هذا الإنجاز العالمي تزامن مع حدث لا يقل أهمية، تمثل في بدء التشغيل التجريبي للمرحلة الأولى من "محطة البحر الأحمر لتداول الحاويات- RSCT" بميناء السخنة، في مشهدٍ يعكس كيف تحولت خطط الدولة من رؤى على الورق إلى مشروعات عملاقة تعمل على الأرض وتخاطب العالم بلغة الأرقام والقدرات الفعلية.

 

56299869-c004-46e4-a099-3525dcbfbf62
 

اليوم، الاثنين الموافق 15 ديسمبر 2025، شهد الفريق مهندس كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل، ووليد جمال الدين، رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، مراسم بدء التشغيل التجريبي للمحطة الجديدة، التي تُعد أحدث وأكبر محطات الحاويات داخل ميناء السخنة، وتقوم بتشغيلها شركة "هاتشيسون" الصينية، أحد أكبر مشغلي الموانئ عالميًا، ضمن تحالف يضم الخطوط الملاحية العالمية COSCO وCMA CGM.

 

المحطة يجري تطويرها على مرحلتين بإجمالي أطوال أرصفة يبلغ 2.6 كيلومتر، منها 1.2 كيلومتر للمرحلة الأولى، وعلى مساحة تصل إلى 1.6 مليون متر مربع، وبطاقة استيعابية تصل إلى 3.5 مليون حاوية مكافئة سنويًا، مع قدرة على استقبال السفن العملاقة التي يصل طولها إلى نحو 400 متر، ما يضعها في مصاف كبرى محطات الحاويات في المنطقة.

 

002c6b9a-22f5-4cf4-8d04-ef7f26cd9fbd
 

خلال فعاليات التشغيل التجريبي، رست اليوم، أول سفينة حاويات على أرصفة المحطة، وهي السفينة CMA CGM HELIUM القادمة من سنغافورة، في إشارة عملية لبدء دورة تشغيل حقيقية وليست رمزية، وقد تفقد الحضور غرفة التحكم الرئيسية، التي تُدار منها أوناش الرصيف العملاقة الستة STS القادرة على التعامل مع السفن ذات الحمولات الكبيرة، إلى جانب 18 ونش ساحة أوتوماتيكيًا RTG تعمل بأنظمة ذكية لتحديد مواقع الحاويات وترتيبها، ما يقلل التدخل البشري ويرفع كفاءة وسرعة التداول.

 

كما شهد نائب رئيس الوزراء، ورئيس اقتصادية قناة السويس، عملية تنزيل عدد من الحاويات من السفينة إلى الأرصفة وساحات التخزين، في تجربة تشغيلية كاملة تعتمد على التحكم الآلي عن بُعد، وتعكس مستوى التطور التكنولوجي الذي وصلت إليه الموانئ المصرية.

 

222d0577-7157-4705-b6de-2c6304f4c132
 

جينيس.. شهادة عالمية لميناء مصرى
 

اللحظة الأبرز جاءت خلال المؤتمر الصحفي الذي أعقب الفعاليات، حين أعلنت كانزي الدفراوي، الحكم الرسمي لموسوعة جينيس للأرقام القياسية، نجاح ميناء السخنة في استيفاء جميع اشتراطات تسجيله كأعمق ميناء من صنع الإنسان في العالم، مؤكدة أن عمق 19 مترًا يجعله قادرًا على استقبال أضخم السفن التجارية عالميًا، فيما تسلم الفريق كامل الوزير الدرع التذكاري للرقم القياسي، في مشهد يعكس اعترافًا دوليًا بحجم التطوير الذي شهده الميناء.

 

وفي كلمته، أكد الفريق كامل الوزير أن توجيهات القيادة السياسية كانت الدافع الرئيسي وراء تنفيذ مشروع تطوير ميناء السخنة، مشيرًا إلى أن إجمالي أطوال الأرصفة ارتفع إلى 23 كيلومترًا بعد أن كان لا يتجاوز 3 كيلومترات عند إنشاء الميناء، واعتبر أن هذا التحول يعكس حجم الجهد المبذول، وقدرة الدولة على تنفيذ مشروعات عملاقة رغم التحديات، سواء خلال جائحة كورونا أو في ظل الأوضاع الجيوسياسية والاقتصادية العالمية.

 

97edef8c-e58b-4a35-8bdb-ab8dbc1a8923
 

وأوضح الوزير، أن ما تحقق في السخنة يمثل نموذجًا يمكن تعميمه على باقي الموانئ المصرية، في إطار رؤية شاملة تهدف إلى تحويل مصر إلى مركز لوجستي عالمي رائد في التجارة والترانزيت، معتبرًا أن دخول موسوعة جينيس هو تتويج لجهود العاملين بالمشروع والدولة المصرية بأكملها.

 

عام الافتتاحات والشراكة مع القطاع الخاص
 

من جانبه، أشار وليد جمال الدين إلى أن عام 2025 يُعد عام الافتتاحات بالنسبة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، بعد نجاحها في جذب استثمارات متنوعة في الموانئ والمناطق الصناعية التابعة لها، مؤكدًا أن الشراكة بين القطاعين العام والخاص، خاصة مع مشغلين عالميين، قدمت نموذجًا ناجحًا للتعاون، وأسهمت في رفع تنافسية الموانئ المصرية إقليميًا وعالميًا.

 

وأوضح أن وجود هذه الكيانات العالمية لا يقتصر أثره على زيادة تداول الحاويات والبضائع، بل يمتد إلى نقل الخبرات، وتعزيز التكامل في سلاسل الإمداد العالمية، ودعم الصادرات المصرية، بما ينعكس مباشرة على الاقتصاد الوطني.

 

3d05fd0b-a232-4be2-befc-39aadb0c6159
 

ميناء السخنة
 

وبعد دخول الميناء موسوعة جينيس، وبدء التشغيل الفعلي لمحطة حاويات عملاقة به، أصبح ميناء السخنة الآن ليس مجرد ميناء على البحر الأحمر، بل منصة استراتيجية تربط الصناعة بالتجارة، والمناطق الصناعية بالممرات الملاحية العالمية، ومع هذا التطور المتسارع في أرصفته وعمقه، يرسخ الميناء مكانته كبوابة مصر الرئيسية نحو الأسواق الأفريقية والخليجية والآسيوية، كما يعد خطوة متقدمة في طريق تحول مصر إلى مركز لوجستي عالمى فاعل.

 


print