الثلاثاء، 17 يونيو 2025 03:36 ص

إيران تستعيد توازنها بعد الصدمة.. طهران تطارد عملاء الموساد بالداخل وتكثف هجماتها على تل أبيب.. البرلمان الإيرانى: ضربات إسرائيل تمت عبر عناصر متغلغلة فى الداخل.. ويطالب المواطنين بالإبلاغ عن أى تحركات مشبوهة

إيران تستعيد توازنها بعد الصدمة.. طهران تطارد عملاء الموساد بالداخل وتكثف هجماتها على تل أبيب.. البرلمان الإيرانى: ضربات إسرائيل تمت عبر عناصر متغلغلة فى الداخل.. ويطالب المواطنين بالإبلاغ عن أى تحركات مشبوهة الحرب الايرانية الإسرائيلية
الإثنين، 16 يونيو 2025 10:00 م
آمال رسلان

على مدار الـ72 ساعة الماضية وفى خضم الحرب الدائرة بين إيران وإسرائيل، عملت طهران بشكل مكثف على تتبع خطوات جواسيس الموساد داخل إيران، واللذين كانوا كلمة السر في نجاح الضربات الأولى داخل طهران وعمليات الاغتيال المباغتة التي تمت لقيادات الصف الأول من القادة العسكريين داخل النظام الايرانى.

ولم تتواقف على مدار اليوم أخبار القبض على عملاء جدد وتقديمهم للمحاكمة، بل إن طهران بدأت تكتشف ورش للمسيرات داخل الأراضى الإيرانية أقامها الموساد الإسرائيلي، حيث أعلنت قيادة الشرطة في محافظة أصفهان عن تفكيك ورشة سرّية لتصنيع الطائرات المسيّرة المتوسطة والصغيرة في ضواحي المدينة، وضبط كميات كبيرة من المعدات والقطع الإلكترونية المستخدمة في هذا المجال.

وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء أن العملية جاءت بعد رصد استخباراتي دقيق، حيث تم تحديد موقع الورشة المشبوهة، وعلى إثر ذلك نفّذت القوات الأمنية عملية منسقة أسفرت عن اعتقال 4 متهمين عملاء لإسرائيل، وأضافت أن التحقيقات الأولية تشير إلى أن الموقوفين كانوا بصدد تجميع وتصنيع طائرات مسيّرة صغيرة لاستخدامها في أنشطة تخريبية داخل البلاد، مشيرًا إلى أن التحقيقات لا تزال جارية للكشف عن بقية الشبكة والداعمين المحتملين لها.

وأعلن حاكم مدينة دهلران، اليوم الإثنين، أن الدفاعات الجوية الإيرانية أسقطت ثماني طائرات مسيّرة إسرائيلية متطورة خلال تصديها لهجمات إرهابية شنتها قوات الاحتلال الاسرائيلى على مناطق متفرقة من البلاد.

وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء بأن الحاكم أوضح أن منظومة الدفاع الجوي الموحدة نجحت في رصد واستهداف المسيّرات المعادية في سماء دهلران، مشيرًا إلى أن جميع الطائرات التي تم إسقاطها كانت مزودة بتقنيات متقدمة.

يأتي ذلك مع تأكيد رئيس البرلمان الإيراني أن جزء كبير من ضربات إسرائيل لا تأتى عبر الهجمات العسكرية، بل يتم عبر عناصر متغلغلة في الداخل. وأضاف "في هذا الصدد، يجب على شعبنا الواعي أن يُبدي يقظة شديدة، ويبلّغ الجهات الأمنية فوراً بأي تحرك مشبوه".

وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء بأن محمد باقر قاليباف، رئيس مجلس الشورى، قال :أن إسرائيل وبضوء أخضر من الحكومة الأمريكية، لوّث يده الخبيثة بارتكاب جريمة جديدة على أرض وطننا العزيز، فهاجم الجبناء المناطق السكنية والمستشفيات ومعدات الإغاثة والبنى التحتية المدنية، وقصف المنازل، مستهدفًا نساءً وأطفالًا ومدنيين مظلومين، ليكشف مرة أخرى عن طبيعته الخبيثة المعتادة على سفك الدماء منذ أكثر من ثمانين عامًا".

وقال رئيس المجلس: "كانت الخطة شلّ قدراتنا الدفاعية والهجومية عبر اغتيال القادة وضرب بعض البنى التحتية العسكرية، وفي الوقت نفسه كان يراهن على دفع الناس إلى الشوارع في طهران، لتحقيق حلم عمره أكثر من أربعين عامًا بالإطاحة بالنظام ".

وتابع: "توحّد الشعب الإيراني، بمختلف قومياته وتوجهاته السياسية، في مواجهة العدو ، ووقفوا صفاً واحداً خلف أبنائهم في القوات المسلحة.

وقال رئيس المجلس: "جزء كبير من هجمات العدو يتم عبر عناصر متغلغلة في الداخل، لا عبر الهجوم العسكري المباشر، لذا يجب على شعبنا الذكي أن يتعامل بيقظة وحرص كبير، ويبلّغ فوراً الجهات الأمنية عن أي أمر مشبوه".

وأضاف: "إن تفعيل التعبئة الشعبية ميدانياً في كافة أنحاء البلاد، وبالتنسيق مع مسؤولي التعبئة والحرس الثوري، يمكن أن يلعب دوراً مهماً في مواجهة العمليات الإرهابية والتخريبية".

تتزامن محاولة تتبع العملاء في الداخل الايرانى مع تصاعد قوة الضربات الصاروخية ضد إسرائيل حيث أشعلت حيفا فجر الأثنين، ويعنى هذا أن طهران بدأت تستعيد توازنها بعد المفاجأة، كما قال محلل لشبكة سى إن إن الأمريكية بإن الضربات الصاروخية الإيرانية المستمرة ضد إسرائيل أظهرت أن قوات إيران قادرة على إعادة تنظيم صفوفها حتى بعد أن قتلت تل أبيب العديد من قادتها العسكريين فى هجومها الأول.

وقال تريتا بارسى، نائب رئيس معهد كونيسى للحكم المسئول إن الإسرائيليين استهانوا بقدرة إيران على إعادة تنظيم صفوفها بعد استهدافهم الناج للغاية للقيادة العليا للجيش الإيراني وتمكنهم من قتلهم، وأضاف بارسى إن إسرائيل اعتقدت أنهم عطلت القيادة  والتحكم فى إيران، لكن هذه الفكرة تمت إعادة هيكلتها سريعا.

وتابع بارسى قائلا إن ما نشاهدع الآن هو أن الصواريخ الإيرانية ناجحة فى اختراق كافة طبقات الدفاع الجوى الإسرائيلي.

كما اعترفت صحف إسرائيل بذلك، حيث كشفت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، اليوم الاثنين، أنّ الذخائر الإيرانية دقيقة إلى حدّ كبير كما تظهر بعض الضربات الموثّقة، في حين تخلّف رؤوس الصواريخ دماراً هائلاً، وذكرت هآرتس أنّ “البرنامج النووي الإيراني هو الهدف المركزي المُعلن ولكن يبدو أن الإنجازات فيه محدودة.

كما أشارت الصحيفة إلى أنه وبعد الانتقادات التي تلقّاها، قام نتنياهو أمس الأحد بجولة في مواقع الدمار ومعظم وزرائه لا يزالون مفقودين، وأوضحت أن "نتنياهو لا يجيب عن الأسئلة وبالتالي يصعب معرفة ما إذا كانت لدى إسرائيل استراتيجية لإنهاء الحرب".


print