كتبت ريم عبد الحميد
لم يكن عداء المتحدثين الرسميين فى إدارة ترامب لـ صحفى هاف بوست مجرد اعتراض على مراسل عُرف بآرائه المعارضة للرئيس، وهو نهج تتبناه العديد من وسائل الإعلام الأمريكية مثل سى إن إن وواشنطن بوست وABC News، ولكنه كان أشبه بانتقام من الرجل الذى سبق وأحرج الرئيس نفسه، حتى وإن كان هذا فى فترته الرئاسية الأولى قبل أكثر من خمس سنوات.
وتلقى الصحفى إس فى دايت، رداً مهيناً فى واقعتين منفصلتين من متحدثين رسميين فى الأولى مع متحدث باسم البنتاجون بعد أن طرح سؤالاً عن سر اختيار بودابست مكانا لقمة مرتقبة بين ترامب وبوتين، والثانية مع المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت، وكان سؤاله عن رابطة عنق وزير الدفاع الأمريكي التي حملت ألوان العلم الروسى، وقيل له فى الواقعتين "أمك من فعلت".
ووقعت مواجهة سابقة بين ترامب والصحفى إس فى دايت S. V. Date فى أغسطس 2020، خلال الفترة رئاسية الأولى.. حيث سأل دايت: هل تندم على كل أكاذبيك على الشعب الأمريكي؟
ورد ترامب قائلاً: على ماذا؟
فأجابه دايت: على كل الكذب وعدم الصدق.
فسأله ترامب: من فعل هذا؟
فأجاب دايت: أنت فعلت.
وتوقف ترامب برهة، قبل أن يبدأ فى تلقى سؤال آخر دون أن يجيب على دايت.
كما ألف إس في دايت كتاباً، صدر فى فبراير 2021، بعد شهر واحد فقط من مغادرة ترامب البيت الأبيض بعد انتهاء فترته الأولى. حمل الكتاب عنوان "الأحمق المفيد: كيف قتل دونالد ترامب الحزب الجمهورى بالعنصرية ، وبقيتنا بفيروس كورونا، ولماذا لم ننته منه بعد".
وهاجم دايت ترامب بشدة فى الكتاب، وكتب يقول: "بعد أربع سنوات من الفوضى المستمرة، والكذب المتواصل، والأهوال شبه اليومية، كسياسة رسمية لانتزاع الأطفال من أحضان آبائهم لمنع عبور الحدود غير الشرعيين، علينا أن نضع في اعتبارنا أن الوضع كان يمكن أن يكون أسوأ. على الرغم من سوء الوضع، لم يكن لدى دونالد ترامب أي قدرة على التفكير الاستراتيجي، ولا أي اهتمام بالتعلم من أخطائه، ونطاق تركيزه معدوم. لذا، نعم، كان معجبًا تمامًا بالديكتاتوريين القتلة وأشاد بهم، وكانت لديه هو نفسه ميول استبدادية، بما في ذلك، بالطبع، محاولاته المتكررة لسرقة الانتخابات التي لم يستطع الفوز بها، والتي توجت بمحاولة انقلاب كيو أنون القاتلة في 6 يناير. لكنه كان غير كفء، وسيئًا في تنفيذ دوافعه".