لكن هذا ما فعله ترامب يوم الجمعة، عندما سأله صحفى عن التقارير التي تحدثت عن أن الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو قد قدم تنازلات كبيرة في محاولة لتخفيف التوترات الثنائية، بما في ذلك منح الولايات المتحدة الموارد الطبيعية للبلاد.
فأجابه ترامب قائلا: "لقد قدم كل شيء"، مؤكدًا بذلك التقارير. "قدم كل شيء. هل تعلمون لماذا؟ لأنه لا يريد العبث مع الولايات المتحدة"، مستخدما لفظاً خارجاً شهيراً يعرف فى الصحافة الأمريكية بـ F---word.
وكانت صحيفة نيويورك تايمز قد ذكرت الأسبوع الماضي أن مسئولين من فنزويلا عرضوا على الولايات المتحدة حصة كبيرة في نفط البلاد وثرواتها المعدنية الأخرى. لكن إدارة ترامب رفضت هذه العروض في النهاية.
كما ذكرت وكالة أسوشيتد برس أن مسئولين فنزويليين طرحوا أيضًا خطةً تقضي برحيل مادورو عن منصبه في غضون ثلاث سنوات وتسليم السلطة إلى نائبته ديلسي رودريجيز، إلا أن لولايات المتحدة رفضت هذا العرض أيضًا.
ولم يستغرق الأمر وقتا طويلا حتى روج البيت الأبيض لكلمات ترامب البذيئة، وفقاً لتقرير وكالة أسوشيتدبرس، وهو ما ساعد في التأكيد على موقف إدارته المتشدد تجاه فنزويلا ونظام مادورو.
حيث نشر حساب الاستجابة السريعة التابع للإدارة الأمريكية على موقع التواصل الاجتماعي X سريعاً فيديو لكلمة ترامب المسيئة، مصحوبة بثلاثة رموز تعبيرية نارية. وهو الآن المنشور المثبت على حساب "RapidResponse47". كما نشر الحساب الرسمي للبيت الأبيض الفيديو مع اختصار "FAFO"، أي "تسكع واكتشف".
وتشير أسوشيتدبرس إلى أن ترامب استخدم الكلمة المسيئة مرة واحدة على الأقل أمام الكاميرا هذا العام، عندما عبر عن إحباطه في يونيو الماضى من استمرار قتال إسرائيل وإيران رغم وقف إطلاق النار.
وقال ترامب حينئذ: "لست راضيًا عنهم. لست راضيًا عن إيران أيضًا، لكنني مستاء حقًا من خروج إسرائيل هذا الصباح". "لدينا دولتان تتقاتلان منذ فترة طويلة وبشدة لدرجة أنهما لا تعرفان ما الذي تفعلانه..."، مستخدما F---Word.
وسبق أن استخدم ترامب هذا اللفظ في مناسبات أخرى أيضًا، لكن ليس على الهواء. ففي مقابلة أجراها فى عام 2021 مع صحفي إسرائيلي، انتقد ترامب بشدة تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المُهنئة للرئيس السابق جو بايدن بفوزه في انتخابات 2020. وردًا على مقطع فيديو نشره نتنياهو في 20 يناير 2021، نُقل عن ترامب قوله: "لم أتحدث إليه منذ ذلك الحين. تباً له".
يأتى هذا التقرير، بعد أن الجدل الذى أثير حول كارولين ليفيت، متحدثة البيت الأبيض، بعد الكشف عن ردها الصادم على صحفى هافنجتون بوست.
وكتب المراسل "إس فى داتى" فى مقال نشرته هافينجتون بوست، أنه عند توجيه السؤال عبر مراسلات نصية مع المتحدثة، عن هوية من اختار العاصمة المجرية لاحتضان قمة بوتين وترامب، ردت المتحدثة قائلة "أمك من فعلت"، متابعة بسيل من الإهانات التى وصفت صحيفته بصحيفة غير حقيقية.. ولم ينشر المراسل داتى تفاصيل المحادثة محل القصة.
وأدعت الصحيفة أن سبب هذه الإجابة الغريبة من قبل المتحدثة باسم البيت الأبيض، أن الصحيفة محسوبة على التيار اليسارى الليبرالى فى الولايات المتحدة، وهو تيار يعارض الرئيس الحالى دونالد ترامب بشراسة.
