للمرة الثانية خلال 4 أشهر، تستعد الولايات المتحدة غدا السبت لأكثر من 2600 احتجاج ضد إدارة ترامب في جميع أنحاء البلاد في تظاهرة تعرف باسم "يوم لا للملوك"، حيث يسعى المنظمون إلى الاستفادة من الزخم الذي حققته فعاليتهم السابقة في 14 يونيو، حيث نظمت حوالي 2000 مظاهرة في جميع الولايات الخمسين واستقطبت أكثر من خمسة ملايين شخص.
وفقا لصحيفة نيويورك تايمز، تجري الاحتجاجات هذه المرة على خلفية الاغلاق الحكومي في واشنطن، ومداهمات الهجرة، ونشر القوات الفيدرالية من الحرس الوطني في المدن، ويقول المنظمون إن مضمون حركة الاحتجاج يبدو أكثر جرأة، وإنهم يتوقعون عددًا أكبر من المشاركين.
وقال هانتر دان، المتحدث باسم تحالف "لا للملوك"، إن عدد المسجلين بالفعل، وهو ليس شرطًا، يكاد يكون ضعف ما كان عليه في يونيو.
يقول المنظمون إن الاحتجاجات تهدف إلى الحفاظ على المبادئ التي تأسست عليها أمريكا ومقاومة ما يعتقدون أنه نظام استبدادي، مثل نظام الملك جورج الثالث، الذي مارس سلطته على المستعمرات وقال دان: "نتحد للمطالبة بأن يتخذ ممثلونا موقفًا ضد تجاوزات ترامب التنفيذية للحد من سلطته، ولمساعدتنا في نهاية المطاف على إسقاط النظام واستعادة الديمقراطية قبل فوات الأوان".
يضم التحالف الداعم لحركة "لا للملوك" أكثر من 200 منظمة وطنية وآلاف المجموعات المحلية، بما في ذلك الاتحاد الدولي لموظفي الخدمة المدنية، والاتحاد الأمريكي للحريات المدنية، والاتحاد الأمريكي للمعلمين، المبدأ الأساسي للاحتجاجات هو اللاعنف، ويُقال إن المنظمين مدربون على تهدئة الأوضاع. ويقدم موقع التحالف الإلكتروني مقاطع فيديو تدريبية حول كيفية تنظيم الاحتجاجات السلمية.
من المتوقع أن تقام الفعاليات الرئيسية في جميع المناطق الحضرية الكبرى، بما في ذلك نيويورك وشيكاغو وهيوستن وسياتل وفيلادلفيا ومن المتوقع أن تتجمع حشود كبيرة خارج مبنى الكابيتول في واشنطن العاصمة ولوس أنجلوس لكن ستقام أيضًا تجمعات في مدن أصغر في كل ولاية.
ندد قادة الجمهوريين بالمظاهرة، واصفين إياها بـ"مسيرة كراهية أمريكا"، قائلين دون دليل إن المتظاهرين دفع لهم للمشاركة كما ألقوا عليها باللوم جزئيًا في إطالة أمد إغلاق الحكومة، وقال وزير الخزانة سكوت بيسنت، أثناء ظهوره على قناة فوكس بيزنس: كما تعلمون، 'لا ملوك' يعني لا رواتب لا رواتب ولا حكومة
وفي وقت سابق، قال راسل فوت مدير مكتب الإدارة والميزانية إن أكثر من 10 آلاف موظف فيدرالى قد يتم تسريحهم خلال فترة الإغلاق الحكومى فى أمريكا التى دخلت أسبوعها الثالث، وأشار موقع أكسيوس إلى أن هذا العدد يفوق ضعف عدد حالات انهاء الخدمة التى أعلن البيت الأبيض عنها الأسبوع الماضى.
وقال وزير الخزانة الأمريكى، سكوت بيسنت، إن الإغلاق الحكومى قد يكلف اقتصاد الولايات المتحدة ما يصل إلى 15 مليار دولار أسبوعيًا، وذكرت صحيفة ذا هيل أن وزير الخزانة استند فى تصريحه حول الخسائر إلى تقرير صدر عن مجلس المستشارين الاقتصادى" الذى أكد أنه قد يكون هناك خسائر اقتصادية تصل تقريبا إلى 15 مليار دولار أسبوعيا.
وكان رئيس مجلس النواب الأمريكى، مايك جونسون (الجمهورى عن ولاية لويزيانا)، أعلن أن الإغلاق الحكومى فى طريقه ليصبح الأطول فى التاريخ ما لم يقبل الديمقراطيون فى المجلس تمرير قرار الجمهوريين لاستمرار تمويل الحكومة ما لم يتخلى الديمقراطيون عن مطالبهم الحزبية، ويصادقوا على ميزانية شفافة غير مشروطة لإعادة فتح الحكومة وسداد رواتب الموظفينا الفيدراليين.
على الجانب الأخر، منع قاض فيدرالى إدارة ترامب مؤقتا من فصل العمال أثناء إغلاق الحكومة، قائلا إن التخفيضات تبدو ذات دوافع سياسية ويتم تنفيذها دون تفكير كبير، ومع مرور كل يوم على إغلاق الحكومة، يواجه مئات الآلاف من الموظفين الفيدراليين المفصولين مؤقتا أو الذين يعملون بدون أجر ضائقة مالية متزايدة والآن يواجهون حالة من عدم اليقين بشأن خطط إدارة ترامب لتسريح العمال.
ويتمسك الجمهوريون والديمقراطيون بمواقفهم، مقتنعين بأن رسائلهم تلقى صدى لدى الناخبين، ويعد مصير موظفى الحكومة الفيدرالية من بين نقاط الضغط العديدة التى قد تدفع الطرفين في النهاية إلى الاتفاق على حل للأزمة.
ومن المقرر أن يصوت مجلس الشيوخ يوم الثلاثاء المقبل للمرة التاسعة على الحل الجمهورى المؤقت، حيث كانت المحاولة الثامنة التى جرت الاثنين الماضى فشلت بأغلبية اصوات 49 صوتاً مقابل 45.
