قال النائب طارق رضوان، رئيس لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب، إن ثورة 30 يونيو كانت لحظة فارقة في التاريخ السياسي المصري الحديث، إذ خرج ملايين المواطنين في مشهد غير مسبوق، ليعلنوا رفضهم القاطع لمحاولات اختطاف الدولة المصرية وهويتها الوطنية، ويؤكدوا تمسكهم بمسار ديمقراطي يعكس تطلعات الشعب الحقيقية.
وأضاف رضوان، في تصريحات صحفية، أن الثلاثين من يونيو لم تكن مجرد انتفاضة شعبية، بل بداية لمسيرة إصلاح شاملة سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، وضعت الأسس الصلبة للجمهورية الجديدة، التي تتسع لجميع المصريين دون تمييز.
وتابع "رضوان" أن أولى خطوات الجمهورية الجديدة تمثلت في استعادة الدولة وهيبة مؤسساتها، حيث عبّرت الثورة عن إرادة شعبية حقيقية في مواجهة مشروع جماعة حاولت فرض رؤى إقصائية، لا تعبر عن روح الوطن. وقد نجحت الدولة في صياغة دستور 2014، الذي عزز من قيم المواطنة وسيادة القانون، وأرسى دعائم دولة مدنية حديثة، مما أدى إلى استقرار سياسي ملحوظ وتوازن واضح بين السلطات.
وأشار رئيس لجنة حقوق الانسان، إلى أن الملف الاقتصادي شهد انطلاقة كبيرة من خلال تنفيذ أضخم برنامج للإصلاح الاقتصادي في تاريخ مصر الحديث، شمل تحرير سعر الصرف، وإعادة هيكلة الدعم، وتهيئة بيئة جاذبة للاستثمار، ما أسهم في إطلاق مشروعات قومية عملاقة، مثل قناة السويس الجديدة، والعاصمة الإدارية، ومبادرة "حياة كريمة"، التي تستهدف تحسين حياة أكثر من 60 مليون مواطن.
وأكد "رضوان" أن الدولة نجحت في تعزيز أمنها القومي باعتباره الركيزة الأساسية للتنمية، مشددا على أن المؤسسات الأمنية والعسكرية واجهت تحديات جسيمة من إرهاب وعنف ممنهج، لكنها تمكنت من تثبيت أركان الاستقرار، وتأمين الحدود، وتحديث القوات المسلحة بما يضمن الجاهزية لمختلف التهديدات.
ولفت رضوان، إلي إن العدالة الاجتماعية كانت ولا تزال في قلب المشروع الوطني بعد 30 يونيو، حيث أُطلقت برامج دعم مثل "تكافل وكرامة"، والمشروع القومي لتطوير القرى، والتوسع في الإسكان الاجتماعي، إلى جانب تمكين المرأة والشباب في مختلف مناحي الحياة العامة، ما يعكس التزام الدولة بمبادئ المواطنة الشاملة.
ونوه طارق رضوان إلي أن الرؤية الاستراتيجية للجمهورية الجديدة ترتكز على بناء الإنسان المصري، من خلال إصلاحات جذرية في قطاعات التعليم، والصحة، والتحول الرقمي، وتنفيذ رؤية مصر 2030، مشيرًا إلى أن من أبرز مشروعات الجمهورية الجديدة التأمين الصحي الشامل، وتطوير التعليم العام والفني، والتوسع في الجامعات الأهلية، ورقمنة الخدمات الحكومية.
وأوضح رضوان، أن مصر استعادت مكانتها الإقليمية والدولية بعد أن كانت غائبة عن المشهد الدولي، وأصبحت فاعلا محوريا في القضايا الإقليمية والدولية، شريكا يعتمد عليه في ملفات مكافحة
