هتك عرض الأطفال - أرشيفية
في واقعة أثارت موجة من الغضب والاستنكار، تعرض خمس أطفال مدرسة دولية بالسلام لهتك عرض من قبل عاملين وفرد أمن يعملون بتلك المدرسة بعد استدراجهم إلى مكان خالٍ داخلها، وتم القبض على المتهمين، والنيابة تستدعي مسؤولي المدرسة للتحقيق معهم، وفحص كاميرات المراقبة، وجار استكمال التحقيقات، تلك الجريمة هزت ضمير المجتمع حيث إن المتهمين استغلوا عملهم بالمدرسة للاعتداء على الأطفال الأبرياء، وهو ما يُعرف في عالم الجريمة بـ"الإساءة الجنسية للأطفال".
والإساءة الجنسية هي فرض أفعال جنسية "أو ذات طابع جنسي" على طفل(ة) أو مراهق(ة)، وهي إساءة يمكن أن تحدث من قبل شخص بالغ أو طفل آخر - وهناك نوعان من الإساءة الجنسية - النوع الأول: يتضمن تلامسًا جسديًا مع الطفل، سواءً بالتقبيل، أو الاحتضان، أو ملامسة أجزاء معينة من الجسم، أو إقامة علاقة جنسية، أما النوع الثاني: لا يتضمن تلامسًا جسديًا، وإنما من خلال إجبار أو تشجيع الطفل على مشاهدة محتوى جنسي "مثل الصور، الفيديوهات، والمحادثات، وغيرها"، أو مشاهد جنسية واقعية ، أو سماع أو قول كلمات ذات محتوى جنسي.
موقف التشريعات العربية من "هتك عرض أطفال المدارس"
في التقرير التالى، يلقى "برلماني" الضوء على كيفية المعالجة من تلك الجريمة والعقوبات المقررة من خلال نظرة على التشريعات العربية، وحماية المجتمع من جريمة هتك العرض، أو ما يسمى بالإساءة الجنسية للأطفال، فإن ما اقترفه المتهمين في حال ثبوت التهمة عليهم يشكل جريمة هتك عرض مكتملة الأركان حيث أنه يمثل اعتداء على الحرية الجنسية للمجني عليهم، وأن هتك العرض يقف عند حد الإخلال الجسيم بحياء المجني عليه في جانبه العرضي، ويتحقق في أغلب الأحوال عن طريق المساس بأحد عورات المجني عليه – بحسب الخبير القانوني والمحامى بالنقض هانى صبرى.
في البداية - كل الأطفال على اختلاف سنهم وظروفهم الاجتماعية والاقتصادية معرضون للإساءة الجنسية، وفي بعض الأحيان قد يتعرض الأطفال لذلك نتيجة الإهمال أو عدم إدراك مقدمي الرعاية "مثل الأهالي والمدرسين" لخطورة بعض المواقف، والواقعة المطروحة أمامنا يجب أن نذكر بأن وزير التعليم وضع مدرسة "سيدز الدولية" تحت الإشراف المالي والإداري وإدارتها من قبل الوزارة، وإحالة المسؤولين المتورطين في التستر أو الإهمال بحماية الطلاب للشؤون القانونية – وفقا لـ"صبرى".
صورتين لجريمة هتك العرض
وأما عن الناحية التشريعية فقد نص المشرع على صورتين لجريمة هتك العرض في المادتين 268 و269 من قانون العقوبات المصري : الصورة الأولى هي جريمة هتك العرض بالقوة أو التهديد؛ والصورة الثانية هي جريمة هتك العرض دون قوة أو تهديد، حيث إن جريمة هتك العرض تنهض بصورتيها على ركنين: ركن مادي، وركن معنوي – هكذا يقول الخبير القانونى.
الركن المادي: يتحقق بوقوع أي فعل من الجاني من شأنه المساس بحياء المجني عليه من حيث اتصاله بالناحية الجنسية ويستطيل إلى جسمه وعوراته، ولا يشترط أن يترك الفعل أثرًا على جسم المجني عليه، فيكفي لتوافر الركن المادي في جريمة هتك العرض أن يكشف الجاني عن جزء من جسم المجني عليه، مما يعد من العورات التي يُحرص على صونها وحجبها عن الأنظار ولو لم يصاحب هذا الفعل أية ملامسة مخلة بالحياء – الكلام لـ"صبرى".
أما الركن المعنوي: يتمثل في عناصر القصد الجنائي وهي أن ينصرف قصد الجاني إلى ارتكاب العناصر المادية لجريمة هتك العرض، فيلزم أن يعلم الجاني بأن فعله خادش لعرض المجني عليه، واتجاه إرادته إلى ارتكاب هذا الفعل وإلى تحقيق النتيجة.
العقوبة تصل للإعدام في القانون المصرى
وتنص المادة 268 من قانون العقوبات، على أن كل من هتك عرض إنسان بالقوة أو بالتهديد أو شرع في ذلك يعاقب بالأشغال الشاقة من 3 سنوات إلى 7 سنوات، وإذا كان عمر من وقعت عليه الجريمة لم يبلغ ست عشرة سنة أو كان مرتكبها ممن نص عليهم في الفقرة الثانية من المادة 267 يجوز إبلاغ مدة العقوبة إلى أقصى الحد المقررة، ووضع قانون العقوبات عددًا من المواد والأحكام المتعلقة بهتك العرض ومواقعة الأنثى، وتضمن الباب الرابع من القانون بدءًا من المادة 267 العقوبات المتعلقة بجرائم "هتك العرض وإفساد الأخلاق" – طبقا لـ"صبرى".
ونص القانون في المادة 267 على أن من واقع أنثى بغير رضاها يُعاقب بالإعدام أو السجن المؤبد، ويُعاقب الفاعل بالإعدام إذا كانت المجني عليها لم يبلغ سنها ثماني عشرة سنة ميلادية كاملة أو كان الفاعل من أصول المجني عليها أو من المتولين تربيتها أو ملاحظتها أو ممن لهم سلطة عليها أو كان خادمًا بالأجر عندها أو عند من تقدم ذكرهم، أو تعدد الفاعلون للجريمة وإذا كان عمر من وقعت عليه الجريمة المذكورة لم يبلغ ثماني عشرة سنة ميلادية كاملة أو كان مرتكبها أو أحد مرتكبيها ممن نُص عليهم في الفقرة الثانية من المادة (267) تكون العقوبة السجن المشدد مدة لا تقل عن سبع سنوات، وإذا اجتمع هذان الظرفان معًا يُحكم بالسجن المؤبد" – كما يرى "صبرى".
أما هتك العرض الذي يقع على الأقل من 18 عامًا تحدثت عنه المادة (269): "كل من هتك عرض صبي أو صبية لم يبلغ سن كل منهما ثماني عشرة سنة ميلادية كاملة بغير قوة أو تهديد يُعاقب بالسجن، وإذا كان سنه لم يجاوز اثنتي عشرة سنة ميلادية كاملة أو كان من وقعت منه الجريمة ممن نُ نص عليهم في الفقرة الثانية من المادة (267) تكون العقوبة السجن المشدد مدة لا تقل عن سبع سنوات".
وماذا عن عقوبة جريمة هتك العرض في التشريعات العربية؟
جريمة هتك العرض هي واحدة من أخطر الجرائم التي تهدد المجتمع وتؤثر على حقوق الإنسان وحريته. وهي جريمة يعاقب عليها القانون في معظم الدول العربية، تختلف عقوبة جريمة هتك العرض في التشريعات العربية دولة إلى أخرى.

1. المملكة العربية السعودية: المادة 149 من نظام العقوبات السعودي: "يعاقب بالسجن مدة لا تقل عن 5 سنوات ولا تزيد عن 15 سنة كل من هتك عرض إنسان بالقوة أو بالتهديد".
2. الإمارات: المادة 354 من قانون العقوبات الإماراتي: "يعاقب بالسجن مدة لا تقل عن 5 سنوات ولا تزيد عن 15 سنة كل من هتك عرض إنسان بالقوة أو بالتهديد".
3. الكويت: المادة 193 من قانون العقوبات الكويتي: "يعاقب بالسجن مدة لا تقل عن 3 سنوات ولا تزيد عن 10 سنوات كل من هتك عرض إنسان بالقوة أو بالتهديد".
4. لبنان: المادة 505 من قانون العقوبات اللبناني: "يعاقب بالسجن مدة لا تقل عن 3 سنوات ولا تزيد عن 10 سنوات كل من هتك عرض إنسان بالقوة أو بالتهديد".

5. المغرب: المادة 486 من قانون العقوبات المغربي: "يعاقب بالسجن مدة لا تقل عن 5 سنوات ولا تزيد عن 10 سنوات كل من هتك عرض إنسان بالقوة أو بالتهديد".
6. تونس: المادة 227 من قانون العقوبات التونسي: "يعاقب بالسجن مدة لا تقل عن 5 سنوات ولا تزيد عن 12 سنة كل من هتك عرض إنسان بالقوة أو بالتهديد".
7. السودان: المادة 151 من قانون العقوبات السوداني: "يعاقب بالسجن مدة لا تقل عن 3 سنوات ولا تزيد عن 10 سنوات كل من هتك عرض إنسان بالقوة أو بالتهديد".
8. الأردن: المادة 298 من قانون العقوبات الأردني: "يعاقب بالسجن مدة لا تقل عن 4 سنوات ولا تزيد عن 10 سنوات كل من هتك عرض إنسان بالقوة أو بالتهديد".
9. قطر: المادة 296 من قانون العقوبات القطري: "يعاقب بالسجن مدة لا تقل عن 5 سنوات ولا تزيد عن 15 سنة كل من هتك عرض إنسان بالقوة أو بالتهديد".
10. ليبيا: المادة 407 من قانون العقوبات الليبي: "يعاقب بالسجن مدة لا تقل عن 3 سنوات ولا تزيد عن 10 سنوات كل من هتك عرض إنسان بالقوة أو بالتهديد".

التشديد في جرائم الأطفال
ويؤكد "صبرى": إن جريمة هتك العرض تُعد من أبشع الجرائم التي تُهدد أمن المجتمع واستقراره، وتُؤثر بشكل كبير على الضحايا وأسرهم – ولذلك - فإن التشريعات العربية قد نصت على عقوبات رادعة لمن يرتكب هذه الجريمة، بهدف حماية المجتمع والحد من انتشار هذه الجريمة التي لا تُغتفر، ويجب التعامل بكل حزم وفقًا للقانون مع من تسول له نفسه ارتكاب تلك الجرائم البشعة وذلك لتحقيق الردع والخاص حفاظًا على سلامة المجتمع الذي يجب أن يتكاتف لحماية أفراده وضمان حقوقهم.
والقانون يشمل الاطفال والبالغين، وبالتأكيد يكون التشديد في جرائم الاعتداء على الأطفال بالحد الأقصي للعقوبة، والعقوبة في معظم الدول بين الحد الأدني والأقصي، فهذه النصوص تُظهر أن القانون المصري يُولي اهتمامًا بالغًا بحماية القُصّر من أي انتهاك جنسي، ويُوقع على مرتكبي هذه الجرائم أشد العقوبات الممكنة، والتي قد تصل إلى الإعدام في بعض الحالات، فالقانون المصري من القوانين التي شددت على حماية الأطفال من أي اعتداء جنسي، إذ نص على عقوبات صارمة تصل في بعض الحالات إلى الإعدام.