- 3 رسائل للرئيس والحكومة والمواطن
فى لحظة دقيقة من عمر الوطن، تتقاطع فيها التحديات الداخلية مع التحولات الإقليمية الكبرى، يستعد مجلس الشيوخ، لعقد جلسته الافتتاحية لدور الانعقاد الأول من الفصل التشريعى الثانى خلال الفترة (2025- 2030)، ليلعب دورا محوريا فى تعزيز مسيرة البناء الوطني.
وفى قلب هذا المشهد، يبرز اسم اللواء أحمد العوضي، نائب رئيس حزب حماة الوطن، والمرشح لوكالة مجلس الشيوخ فى الفصل التشريعى الثانى 2025، ليؤكد أن العمل البرلمانى ليس منبراً للقول، بل منصة للفكر والفعل والمسئولية.
وفى هذا الحوار الخاص، يتحدث اللواء العوضى بصراحة وقوة عن دلالات اختياره ضمن المائة المعينين، وعن ملفات الفصل التشريعى الثاني، ورؤيته لدور الأحزاب، والتحالفات السياسية، وملف الأمن القومي، والقيادة المصرية فى قضايا المنطقة.
ويؤكد العوضى أن الفصل التشريعى الجديد سيكون بمثابة مرحلة ترسيخ للعقل الجمعى الوطني، وأن مجلس الشيوخ لن يكون غرفة صامتة، بل عقل الدولة المفكر ومنبر الرأى الرصين الذى يوازن بين الطموح والمسئولية.
بداية، كيف ترون قرار تعيينكم ضمن المائة عضو المعينين بمجلس الشيوخ؟
أوجّه كل التحية والتقدير لثقة القيادة السياسية الغالية فى شخصي، باختيارى عضوا بمجلس الشيوخ خلال الفصل التشريعى الثاني، واعتبر هذا التكليف مسؤولية وطنية كبرى، وأسأل الله أن أكون عند حسن ظن القيادة، وخير ممثل لهذا المجلس العريق، فى مرحلة تحتاج منا جمعا إلى العمل الجاد والدؤوب لخدمة الوطن والمواطن، وثقة القيادة السياسية تدفعنا جميعا للعمل.. فمصر تبنى ولا تتوقف.
ونحن فى مرحلة دقيقة من عمر الوطن، ما أهم الملفات التى سيوليها مجلس الشيوخ أهمية خلال الفصل التشريعى الثانى؟
خلال عشر سنوات قضيتها فى مجلس النواب، توليت خلال 5 سنوات منها رئاسة لجنة الدفاع والأمن القومي، تابعت عن قرب طبيعة الملفات الوطنية الملحة، وأؤكد أن أمامنا ملفات عديدة سيعمل عليها مجلس الشيوخ فى إطار دوره الاستشاري، لإبداء الرأى ودعم مجلس النواب فى التشريع وصنع القرار.
والمجلس الحالى يضم نخبة منتقاة من الكفاءات والخبرات، سواء من المستقلين أو من الأحزاب السياسية.
وبصفتى نائب أول لرئيس حزب حماة الوطن، أعتز بزيادة تمثيل الحزب من 22 نائبا فى الفصل السابق إلى 72 نائبا فى الفصل التشريعى الثانى - وهى زيادة تفوق 300% - مما يعكس ثقة الدولة فى الحزب ودوره الوطني، وأعضاء الحزب سيكون لهم دور فاعل فى تقديم الرأى والمشورة حول كل القضايا التى تمس الدولة والمواطن.
انطلاقا من حديثكم، هناك تعددية حزبية واسعة تحت قبة المجلس تضم 19 حزبا سياسيا، كيف ترون تأثير هذه التوليفة على العمل البرلماني؟
ما نشهده اليوم من توافق وتحالف بين القوى السياسية غير مسبوق فى تاريخ الحياة السياسية المصرية، وهناك أكثر من 12 حزبًا متحالفًا فى القائمة الوطنية، إلى جانب تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين.
كما أن أغلب رؤساء الأحزاب ممثلون فى التعيينات الأخيرة بالمجلس، وهو دليل على أن كل القوى الوطنية ممثلة وتعمل بروح واحدة، ملتفة حول القيادة السياسية من أجل الحفاظ على الأمن القومى ودعم الدولة المصرية.
هذا التنوع والتوافق يمنح العمل البرلمانى عمقًا وثراء، ويؤكد أن الأحزاب سيكون لها دور فاعل إلى جانب جهود الدولة المخلصة لصالح الوطن والمواطن.
أنتم مرشحون لوكالة المجلس، كيف ترون هذا الترشيح من جانب حزبكم وما الدور الذى ستلعبه كوكيل عن الغرفة التشريعية الثانية؟
ترشيح الحزب لى ثقة غالية أعتز بها، وأتمنى أن أكون عند حسن ظن زملائى فى الحزب، وسائر أعضاء المجلس من مختلف الاتجاهات، وأن أعمل بكل إخلاص لما فيه خير البلاد والمواطنين.
مجلس الشيوخ فى المرحلة المقبلة أمامه دور وطنى كبير، وسنحرص جميعا على أن يؤدى مهامه المرسومة له على الوجه الأمثل.
ونحن على أعتاب فصل تشريعى جديد، ما رسالتكم إلى الرئيس، والحكومة، والمواطنين؟
أقول للرئيس عبد الفتاح السيسي، بارك الله فيكم وحفظكم. أنتم رجل وطنى صادق، حريص على الدولة المصرية وعلى أمنها القومي، واستعدتم لمصر مكانتها اللائقة على مستوى العالم. نسأل الله أن يوفقكم ويسدد خطاكم، فمصر محفوظة بفضل قيادتكم الحكيمة.
أما الحكومة، فأقول إنها تسعى بجهد صادق لتخفيف الأعباء عن المواطن، وللمواطن المصري، فأقول: التفوا حول قيادتكم، وتمسكوا بوطنكم. لا تلتفتوا إلى الشائعات التى يروجها الحاقدون، فمصر قوية بجيشها الوطنى وقيادتها الرشيدة.
ولكن ألا ترى أن هناك حاجة إلى تغيير بعض الحقائب الوزارية؟
بالنسبة للفترة الحالية، فنرى أن الحكومة تعمل على تحقيق متطلبات التنمية ونهضة الدولة، وهناك إنجازات واضحة وشواهد على الأرض تؤكد أن مصر تشهد طفرة حقيقية فى مختلف المجالات.
أخيرا، كيف تنظرون إلى المشهد الإقليمي، ودور مصر بعد قمة شرم الشيخ للسلام؟
القمة جاءت فى توقيت دقيق، بعد أكثر من عامين على أحداث غزة التى خلفت معاناة غير مسبوقة للأشقاء الفلسطينيين، وموقف مصر كان واضحا وثابتا برفض تهجير الشعب الفلسطينى خارج أرضه، لأن ذلك يهدد الأمن القومى المصرى ويؤدى إلى تصفية القضية الفلسطينية.
والسياسة المصرية المتزنة بقيادة الرئيس أثمرت عن تغيّر مواقف العديد من الدول الأوروبية التى كانت فى البداية تميل إلى قبول فكرة التهجير.
وحققت القمة نتائج إيجابية فى مرحلتها الأولى، حيث تم التوافق على وقف إطلاق النار، وبدأت مراحل التهدئة وإعادة الإعمار.
والعالم كله أثنى على الدور المصرى فى حماية القضية الفلسطينية والحفاظ على استقرار المنطقة، ونحن نأمل فى أن يتحقق حل الدولتين، بإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، لتسود السلام والعدالة.
وفى الذكرى الثانية والخمسين لانتصارات أكتوبر المجيدة، أهنئ الرئيس والشعب وقواتنا المسلحة التى أعادت العزة والكرامة لكل المصريين، واستعادت كل شبر من أرض الوطن.