أستاذ علوم سياسية فلسطيني: قمة شرم الشيخ نجحت في إعادة الحيوية لقضية فلسطين ودفع مسار السلام .. ويؤكد ضرورة إنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وتفعيل حل الدولتين
نجحت جهود الوسطاء فى مصر وقطر وتركيا بالتنسيق مع الولايات المتحدة فى توقيع اتفاق لوقف إطلاق النار فى غزة بين حماس وإسرائيل والدفع نحو صفقة لتبادل الأسرى والمعتقلين بين الجانبين، مع الاتفاق على فتح الجانب الفلسطينى من معبر رفح لإدخال 600 شاحنة مساعدات إنسانية يوميا وإخراج الجرحى لتلقى العلاج بالخارج.
وكثف الوسطاء جهودهم التى تكللت بتوقيع اتفاق لوقف إطلاق النار فى غزة بقمة شرم الشيخ التي ترأسها الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره الأمريكي دونالد ترامب، وذلك ضمن الجهود المبذولة لوقف العدوان على قطاع غزة ومعالجة الأزمة الإنسانية الكارثية التي تعرض لها الشعب الفلسطيني في القطاع على مدار عامين كاملين.
ونجح اتفاق المرحلة الأولى من إفراج الاحتلال الإسرائيلي عن حوالي 2000 أسير فلسطيني من السجون والمعتقلات الإسرائيلي مقابل تسليم حماس 20 أسير إسرائيلي من الأحياء وبعض الجثامين الخاصة بالقتلى الإسرائيليين وتجري تحركات في الوقت الراهن لتسليم بقية الجثامين كي يتم فتح الجانب الفلسطيني من معبر رفح وفق الاتفاق الموقع بين الوسطاء وحماس وإسرائيل.
أكد مراقبون أن أبرز ما حققه اتفاق شرم الشيخ هو وقف نزيف الدم الفلسطيني المستمر منذ نحو عامين في ظل عدم وجود أفق سياسي للحل وتمسك حكومة الاحتلال الإسرائيلي بمواصلة حرب الإبادة الجماعية بذريعة القضاء على حركة حماس، مشددين على نجاح الجهود المصرية في إدخال مئات الشاحنات الإنسانية بصورة أكبر عقب توقيع الاتفاق في قمة شرم الشيخ.
أوضح المراقبون أن الجهود المصرية المتواصلة نجحت في إجهاض مخطط تهجير الفلسطينيين من أرضهم وهو ما سعت له حكومة الاحتلال الإسرائيلي على مدار العامين، بالإضافة لتعزيز صمود الفلسطينيين بالضغط على إسرائيل لزيادة حجم المساعدات الإنسانية والغذائية إلى غزة خلال الأيام الماضية.
ويترقب الوسطاء في مصر وقطر وتركيا ما ستسفر عنه المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة بتفاوض حماس وإسرائيل حول نزع سلاح الحركة، ومناقشة اليوم التالي للحرب والجهة التى ستتولى إدارة شئون القطاع، بالإضافة لبحث ملف إعادة اعمار غزة بشكل كامل وهو ما يتطلب حوالي 70 مليار دولار، وفقا لما أعلنته الأمم المتحدة.
ونجحت قمة شرم الشيخ في تحقيق الأهداف المعلنة وهي إنهاء الحرب على قطاع غزة، وتدشين فصل جديد من السلام والأمن في المنطقة، يسهم في استعادة الاستقرار الإقليمي ووضع حد لمعاناة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وإرساء الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.
بدوره، أكد الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني أكرم الصوراني أن نجاح قمة شرم الشيخ متوقف على ترجمة حقيقيه لشعارها ومخرجات بيانها الختامي الداعية للسلام في المنطقة وهذا مرهون بتطبيق فعلي حقيقي وحقوقي ملموس على الأرض عبر استعادة الفلسطينيين لحقوقهم وتقرير مصيرهم.
وشدد "الصوراني" في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" من قطاع غزة على أهمية بسط ولاية الدولة الفلسطينية على الأراضي المحتلة وانهاء وجود المحتل الاسرائيلي واستعادة النظام السياسي الفلسطيني لوحدانية تمثيله وبسط ولايته القانونية على قطاع غزة والضفة الغربية والقدس ضمن حدود الدولة الفلسطينية المنشودة.
بدوره، أكد أستاذ العلوم السياسية الفلسطيني في جامعة الأمة الدكتور حسام الدجني أن أهم مخرجات قمة شرم الشيخ للسلام هو التوقيع على وثيقة لاستمرار وقف إطلاق النار في غزة، وما وضعه الرئيس عبد الفتاح السيسي بملف استعادة اعمار قطاع غزة، وكذلك الاجماع الدولي على مكانة ودور مصر لإرساء السلام في العالم.
وأوضح الدجني في تصريحات لـ"اليوم السابع" أن قمة شرم الشيخ نجحت في إعادة الحيوية القضية الفلسطينية ودفع مسار السلام، وضرورة إنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وتفعيل المسار السياسي وحل الدولتين، مؤكدا أن القمة تستطيع في تفعيل المسار الدبلوماسي وفق ما جاء في إعلان نيويورك.
وأشاد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالدور المصري في إرساء أسس السلام والاستقرار بالمنطقة، معتبرًا أن القاهرة نجحت في جمع الأطراف المتنازعة على طاولة واحدة بعد شهور من الصراع، ونشر ماكرون صورة من القمة عبر حسابه الرسمي وكتب: "معًا من أجل السلام".
فيما أشاد الرئيس القبرصي نيكوس كريستودوليديس بنتائج قمة شرم الشيخ للسلام، واصفًا إياها بأنها "يوم أمل ووعد لمنطقتنا".
وقال كريستودوليديس في منشور على منصة "إكس": تشرفت بالمشاركة في قمة شرم الشيخ للسلام فى الشرق الأوسط، والتي تمثل خطوة حقيقية نحو الاستقرار الدائم في المنطقة."
وأكد الرئيس القبرصي أن القيادة المصرية أثبتت قدرتها على توحيد الجهود الدولية لتحقيق السلام، وأن قمة شرم الشيخ ستظل علامة فارقة في تاريخ المنطقة الحديث.
إلى ذلك، رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا وصف قمة شرم الشيخ بأنها خطوة حقيقية نحو تحقيق السلام في غزة، مشددًا على أن نجاحها يعكس الدور المركزي لمصر في الحفاظ على استقرار المنطقة، وداعيًا إلى تنفيذ حل الدولتين باعتباره الطريق الوحيد للسلام الدائم.
كما أكد فرحان حق، نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة في تصريحات لـ"القاهرة الإخبارية" أن المنظمة الدولية ستعتمد على نتائج القمة كمنطلق لخطواتها المقبلة، موضحًا أن استمرارية وقف إطلاق النار تمثل أولوية قصوى، وأن الأمم المتحدة ستعمل على تعزيز الوحدة داخل مجلس الأمن دعمًا للمسار الذي قادته مصر.
بدوره، أعرب ولي عهد البحرين الأمير سلمان بن حمد آل خليفة عن تهانيه للرئيس السيسي والرئيس ترامب بنجاح القمة، مؤكدًا أن اتفاق إنهاء الحرب في غزة يمثل يومًا للسلام في الشرق الأوسط والعالم.
وأشار إلى أن ما تحقق في شرم الشيخ يفتح آفاقًا جديدة للأمن والاستقرار الإقليمي ويعزز التعاون الدولي من أجل سلام دائم.
من جانبه، قال الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر، إن بلاده تأمل أن تكون قمة شرم الشيخ منطلقًا لحل شامل ومستدام للقضية الفلسطينية، مشيدًا بـ الجهود المصرية المخلصة التي أسفرت عن نتائج إيجابية ملموسة.
فيما احتفت الصحف العالمية بقمة شرم الشيخ للسلام ، التي عُقدت الاثنين الماضي، معتبرة إياها خطوة محورية نحو تحقيق السلام في غزة ومنطقة الشرق الأوسط. وجمعت القمة، التي استضافتها مصر برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، أكثر من 30 قائدًا عالميًا، بينهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في محاولة لإنهاء الحرب الإسرائيلية على غزة وإطلاق مرحلة إعادة الإعمار.
وسلطت الصحف الإسبانية الضوء على الدور المصرى المحورى فى أزمة غزة ، وقالت صحيفة بوبليكو إن القمة عكست الثقة الدولية فى قدرة مصر على قيادة التفاوض وتحقيق الاستقرار فى المنطقة.
ومن جانبها، أكدت وكالة أنسا الإيطالية أن رئيسة الحكومة جورجيا ميلونى أعربت عن استعداد بلادها لإرسال قوات إلى غزة إذا طلبت الأمم المتحدة ذلك، ما يعكس اهتمام روما بالمساهمة العملية في عملية السلام ومساعدة السكان على إعادة بناء حياتهم بعد الحرب.
وفى فرنسا قالت صحيفة لوموند ، إن تلك القمة ، مثلما قال الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون ، بأنه الفرصة الأخيرة لتحقيق السلام فى المنطقة ، كما أكدت وزارة الخارجية الفرنسية أن القمة كانت فرصة لتجديد التزام باريس بدعم حل الدولتين وتقديم مساهمة فعالة لإعادة بناء غزة بما يتماشى مع المعايير الإنسانية الدولية.
وشكلت قمة شرم الشيخ مناسبة لإعادة الأمل في عملية السلام، وأظهرت مرة أخرى قدرة مصر على لعب دور الوسيط المحوري في النزاعات الإقليمية.
كما أن الصحف العالمية اتفقت على أن القمة لم تكن مجرد حدث دبلوماسي رمزي، بل شكلت منصة لإعادة بناء الثقة بين الأطراف، وإطلاق مرحلة جديدة من الحوار والتعاون الدولي، مؤكدين أن المرحلة القادمة ستشهد تنفيذ اتفاقيات وقف النار وتقديم الدعم الإنساني وإعادة إعمار غزة، بما يعزز الاستقرار والسلام في الشرق الأوسط.