لم تكن المطارات بمعزل عن الاضطرابات الأمنية والسياسية التى طالت بقاع العالم أجمع، وفى القلب منها الشرق الأوسط .
أعلنت سلطات الدنمارك؛ الخميس، إغلاق مطار أولبورج الذي يستخدم للرحلات التجارية والعسكرية، وذلك بعد رصد طائرات مسيرة في مجاله الجوي.
يأتي هذا بعد يومين فقط من إغلاق مطار كوبنهاجن الرئيسي في البلاد بسبب طائرات مسيرة أيضا، وهو ما أثار مخاوف أمنية في أوروبا.
وقالت الشرطة الدنماركية إن المسيرات التي رصدت في مطار أولبورج اتبعت نمطا مشابها لتلك التي عطلت الرحلات الجوية في مطار كوبنهاجن لأربع ساعات.
وذكرت الشرطة أن إغلاق مطار أولبورج أثر أيضا على القوات المسلحة الدنماركية لأنه يستخدم كقاعدة عسكرية.
وأعلنت السلطات الدنماركية إغلاق مطار كاستروب في كوبنهاجن بشكل كامل بعد رصد ما بين طائرتين وثلاث طائرات مسيرة كبيرة الحجم تحلق في أجواء المطار ومحيطه المباشر.
وقالت المتحدثة باسم المطار، ليسه آجيرلي كورستاين، إن القرار جاء كإجراء احترازي لحماية الركاب والعاملين، مؤكدة أن الشرطة فتحت تحقيقاً شاملاً لمعرفة مصدر الطائرات، من جهته، أوضح قائد الشرطة هنريك سترومر أن قوات الأمن عززت تواجدها داخل وحول المطار.
وليست المسيرات الخطر الأوحد الذى يتهد. المطارات ؛ فهناك الهجمات الإلكترونية التر تشهد تزايدا مضطردا؛ وبحسب تقرير صادر عن Thales، فأن الهجمات الإلكترونية على المطارات حول العالم ازدادت بنسبة 600% خلال عام واحد فقط.
هجمات سيبرانية
سبق هذه المخاوف من تحليق المسيرات ؛ هجمات سيبرانية لحقت بعدد من مطارات القارة العجوز ومن بينها مطار هيثرو فى بريطانيا؛ السبت الماضي ؛ وهو ما تسبب فى ارتباك حركة السفر والوصول وإعادة جدولة الرحلات الجوية التى تم تأجيلها .
وكان الهجوم الإلكتروني قد استهدف، شركة تزود المطارات بأنظمة تسجيل الوصول والصعود إلى الطائرات، ما أدى إلى تعطيل العمليات في مطارات أوروبية عديدة ومن بينها مطار "هيثرو" في لندن، أكثر مطارات أوروبا ازدحاما، ومطار بروكسل ، وبرلين ودبلن ؛ مما تسبب في تأخير وإلغاء عدد من الرحلات الجوية.
ويعد هذا الهجوم جزءا من سلسلة هجمات إلكترونية متطورة طالت في الآونة الأخيرة قطاعات حيوية حول العالم، شملت مجالات مثل الدفاع والرعاية الصحية والتجزئة وصناعة السيارات.
وقد شهدت عدة مطارات رئيسية في عواصم مركزية مثل بروكسل ولندن وبرلين ، تعطيلات في الأنظمة الإلكترونية، مع استهداف القراصنة مزود أنظمة تسجيل الوصول والصعود التابع لشركة كولينز أيروسبيس، المملوكة لشركة RTX، مما خلق أزمة سفر.
حيث تسببت الهجمات في إلغاء 45 رحلة من أصل 257 في بروكسل وحدها، فضلًا عن مئات التأخيرات في باقي المطارات الأوروبية.
من جانبها، أكدت وكالة الأمن السيبراني التابعة للاتحاد الأوروبي (ENISA) أن الهجمات كانت منظمة، مضيفة أن نوع برنامج الفدية تم تحديده بالفعل، لكن لم يُكشف بعد عن الجهة المنفذة، فيما تتواصل التحقيقات على أعلى مستوى.
وأثار هذا الهجوم ، قلقا واسعا فى أوروبا من إمكانية تكراره فى مدن أخرى، وسط تحذيرات خبراء من استهداف البنية التحتية الحيوية، وفي مقدمتها المطارات، وذلك لم يعد مجرد فرضية نظرية، بل اختبار لقدرة أوروبا على حماية فضائها الجوي ومؤسساتها الاستراتيجية.
تصاعد الهجمات
تواصل الهجمات على قطاع الطيران وتيرتها المتصاعدة ؛ ديسمبر الماضي، تعرضت الخطوط الجوية اليابانية لهجوم أجبرها على تعليق مبيعات التذاكر مؤقتًا، كما شهدت إير فرانس في أغسطس تسريبًا ضخمًا للبيانات؛ تستمر الجهود التقنية لاستكمال التحديثات وإعادة تشغيل الأنظمة.
كما شهد مطار زيوريخ السويسرى؛ وأيضا مطار سخيبول فى هولندا هجمات مماثلة العام الماضي ،مما أحدث أزمة فى حركة السفر الدولية.