كتبت- هبة حسام
في اليوم العالمي للحفاظ على طبقة الأوزون الذي يوافق السادس عشر من سبتمبر من كل عام، تتجه الأنظار هذا العام نحو الجهود الدولية للحد من الانبعاثات الضارة والتوسع في مشروعات الطاقة النظيفة، تحت شعار "من المعرفة العلمية إلى التحرك العالمي".
مصر تتقدم فى مسار التحول الأخضر
وفي هذا الإطار، كشف الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في بيان رسمي له صادر اليوم الثلاثاء، عن أحدث المؤشرات البيئية والاقتصادية التي تعكس تقدّم مصر في مسار التحول الأخضر، لتؤكد حضورها القوي في المشهد العربي والدولي من خلال استراتيجياتها في الهيدروجين منخفض الكربون والطاقة المتجددة ومكافحة تغيّر المناخ.
أظهرت بيانات الجهاز، أن مصر واصلت تصدّرها دول المنطقة العربية في عدد المشروعات المعلنة والمخطط تنفيذها لإنتاج ونقل واستخدام الهيدروجين منخفض الكربون، حيث بلغ عدد هذه المشروعات 37 مشروعًا حتى نهاية ديسمبر 2024، غالبيتها موجهة لإنتاج الهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء، بنسبة مساهمة بلغت 29% من إجمالي مشروعات المنطقة العربية البالغ عددها 127 مشروعًا، وهو ما يعزز مكانة مصر كأحد أبرز الدول التي أطلقت استراتيجيتها الوطنية للهيدروجين.
زيادة ملحوظة في كمية الكهرباء المولدة
وفي مجال الطاقة النظيفة، سجلت مصر زيادة ملحوظة في كمية الكهرباء المولدة من مصادر الطاقة المتجددة (الرياح والطاقة الشمسية)، حيث ارتفعت من 10.6 ألف جيجاوات/ساعة عام 2022/2023 إلى 11.6 ألف جيجاوات/ساعة عام 2023/2024، بما يعكس توسع الدولة في مشروعات إنتاج الكهرباء من المصادر المستدامة.
كما أحرزت مصر تقدمًا جديدًا في مؤشر أداء تغير المناخ (CCPI) لعام 2025، حيث جاءت في المركز 20 عالميًا من بين 67 دولة، متقدمة مركزين عن ترتيبها في 2024 الذي بلغ 22، ومتجاوزة دولاً مثل جنوب أفريقيا (المركز 38) والجزائر (المركز 51) والإمارات العربية المتحدة (المركز 65). هذا التقدم يعكس نجاح السياسات الوطنية في تقليل الانبعاثات وتعزيز استثمارات الطاقة النظيفة ضمن استراتيجية الدولة لمواجهة التغيرات المناخية.
خطى واثقة نحو تنمية مستدامة متكاملة
وبالنظر إلى هذه المؤشرات، يتبين أن مصر تمضي بخطى واثقة نحو تحقيق تنمية مستدامة متكاملة تجمع بين حماية البيئة وتعزيز النمو الاقتصادي، في وقت تتسارع فيه الجهود العالمية للتصدي لتغير المناخ وحماية طبقة الأوزون. ومع استمرار التوسع في مشروعات الهيدروجين الأخضر والطاقة المتجددة، يترسخ موقع مصر كأحد أهم المراكز الإقليمية للطاقة النظيفة، ونموذج عربي رائد في ترجمة الالتزامات الدولية إلى خطط عملية ومشروعات واقعية تدعم مستقبلًا أكثر أمانًا واستدامة للأجيال القادمة.