وليد جمال الدين رئيس الهيئة الاقتصادية لقناة السويس
في خطوة جديدة تؤكد مكانة المنطقة الاقتصادية لقناة السويس كمركز صناعي واعد، شهدت منطقة القنطرة غرب الصناعية تطورًا نوعيًا بعد توقيع ثلاثة عقود جديدة مع شركات صينية متخصصة في الغزل والنسيج والملابس الجاهزة، لترتفع بذلك حصيلة المشروعات المتعاقد عليها في المنطقة حتى الآن إلى 28 مشروعًا، بإجمالي استثمارات بلغت نحو 734.1 مليون دولار أمريكي، على مساحة تتجاوز 1.7 مليون متر مربع، توفر ما يزيد عن 38,455 فرصة عمل مباشرة.
هذا الإنجاز يأتي في إطار الجهود المتواصلة للهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، لتكريس موقعها على خريطة الاستثمار العالمي، لاسيما في قطاع الصناعات كثيفة العمالة كصناعة المنسوجات، والتي تمثل إحدى الركائز الأساسية في استراتيجية الدولة للتصنيع المحلي وزيادة الصادرات.
خلال جولة ترويجية مكثفة يجريها وفد الهيئة الاقتصادية لقناة السويس حاليًا في عدة مقاطعات صينية، وتحديدًا من مدينة نانجينغ بمقاطعة جيانغسو، أعلن رئيس الهيئة وليد جمال الدين توقيع ثلاثة عقود جديدة مع شركات صينية كبرى بإجمالي استثمارات تبلغ 52.6 مليون دولار أمريكي "نحو 2.58 مليار جنيه مصري"، ومن المتوقع أن تسهم هذه المشروعات في توفير 3,500 فرصة عمل مباشرة.
وجاءت تفاصيل العقود كالتالي:
المشروع تقيمه شركة "تشانغتشو إيست نوه" على مساحة 80 ألف متر مربع، باستثمارات تصل إلى 20 مليون دولار، ويهدف إلى إنتاج منسوجات منزلية تشمل البطانيات وأطقم الفراش، بطاقة يومية 80 طنًا وسنوية 8 ملايين قطعة، يتم تصدير 90% منها، ويوفر المشروع 1000 فرصة عمل.
هذا المشروع تنفذه شركة "تشانغتشو جولدن سبرينج" باستثمارات تبلغ 24 مليون دولار، على مساحة 85 ألف متر مربع، ويوفر 1000 فرصة عمل، ويستهدف إنتاج 15,800 طن من الأقمشة و2 مليون طقم من المنتجات النهائية سنويًا، ومن المقرر أن يتم تصدير 90% منها إلى أسواق الشرق الأوسط وأوروبا والأمريكيتين.
يقوم بتنفيذ هذا المشروع تقيمه شركة "جيانجسو سينيتى" التابعة لمجموعة "سوهو" القابضة، على مساحة 40 ألف متر مربع، باستثمارات تصل إلى 8.6 مليون دولار، ومن المنتظر أن يوفر 1,500 فرصة عمل، مع تخصيص كامل الإنتاج للتصدير الخارجي.
وفي تعليقه على هذه المشروعات، أكد وليد جمال الدين، رئيس الهيئة، أن الصين تُمثل شريكًا استراتيجيًا للهيئة في تحقيق أهدافها التنموية، موضحًا أن عدد المشروعات الصينية المتعاقد عليها في منطقة القنطرة غرب الصناعية ارتفع إلى 18 مشروعًا.
وأضاف جمال الدين، أن قطاع النسيج يُعد من القطاعات ذات الأولوية داخل استراتيجية الهيئة، نظرًا لقدراته التصديرية وتوفيره لفرص عمل كثيفة، وهو ما دفع الهيئة إلى تخصيص مساحة متميزة لهذا النشاط.
كما شدد رئيس الهيئة، على أن استقطاب مثل هذه الاستثمارات الصناعية النوعية يعكس نجاح الهيئة في تهيئة بيئة جاذبة تعتمد على الشراكات الدولية، وتحقق التكامل الصناعي، بما يواكب توجهات الدولة في تعميق التصنيع المحلي وزيادة القيمة المضافة للصادرات.
وأشار جمال الدين إلى أنه بإجمالي 28 مشروعًا صناعيًا، وبمزيج من الاستثمارات المحلية والأجنبية، تكرّس منطقة القنطرة غرب موقعها كأحد أبرز التجمعات الصناعية في مصر، خاصة في مجالات الغزل والنسيج والملابس الجاهزة، مؤكدًا على استمرار جهود الترويج والاستقطاب، من قبل الهيئة الاقتصادية لقناة السويس لترسيخ موقع مصر على خارطة الإنتاج الصناعي العالمي، وفتح آفاق جديدة للتنمية وفرص العمل.
وكان وليد جمال الدين، رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، أكد في تصريح سابق له، أن الشراكة مع الشركات الصينية في قطاع الغزل والنسيج تعكس الثقة المتزايدة في بيئة الاستثمار المصري، ونجاح الهيئة في جذب مشروعات نوعية في قطاعات مستهدفة.
وأضاف أن الهيئة خصصت مساحة متميزة داخل منطقة القنطرة غرب للنشاط النسجي، في ضوء استراتيجية تقوم على توطين الصناعات كثيفة العمالة، وربطها بشبكة من الصناعات المغذية والخدمات اللوجستية المتكاملة، بما يعزز من تنافسية المنتج المصري عالميًا.
من الجدير بالذكر أن، صناعة الغزل والنسيج تُعد من أقدم وأهم الصناعات المصرية، حيث تمثل أكثر من 25% من إجمالي العمالة الصناعية، وتضم أكثر من 6 آلاف منشأة تعمل في مختلف مراحل الإنتاج، ورغم التحديات التي واجهها القطاع خلال السنوات الماضية، فإن الدولة وضعت خطة طموحة لتطويره، تتضمن إنشاء مجمعات صناعية جديدة، وتحديث المعدات، وتوسيع قاعدة التصدير.
وقد أدرجت الحكومة هذا القطاع ضمن القطاعات ذات الأولوية في استراتيجية التنمية الصناعية المستدامة، مع التركيز على التحول من المواد الخام إلى المنتجات تامة الصنع، ورفع نسب التصدير، وخفض الواردات، مما يسهم في تحسين الميزان التجاري المصري.
ومع تزايد الإقبال على منطقة القنطرة غرب، وبدء دخول هذه المشروعات حيّز التنفيذ، من المتوقع أن تتحول المنطقة إلى منصة تصنيعية إقليمية لتلبية الطلب المحلي والعالمي على المنسوجات والملابس الجاهزة، وهو ما سيسهم ليس فقط في خلق فرص عمل مستدامة، بل أيضًا في تحقيق نقلة نوعية في الصادرات المصرية.
وبينما يترقب المستثمرون نتائج هذه الطفرة، يتواصل العمل داخل الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس على مدار الساعة، لجذب المزيد من المشروعات النوعية، في ظل منافسة شرسة من مناطق صناعية أخرى في الإقليم، لكنّ القنطرة غرب تبدو مستعدة للرهان، بدعم من رؤية واضحة، وبنية أساسية قوية، وشراكات دولية واعدة، تقود مصر إلى مرحلة جديدة من النهضة الصناعية الحقيقية.
