قبة الحرارة.. إعصار يواجه أوروبا ويسبب موجة حر شديدة.. يونيو يحطم الأرقام القياسية.. الفوضى تعم باريس ومصرع شخصين وانقطاع الكهرباء.. وفاة شخص بسبب ارتفاع الحرارة بإسبانيا.. تأهب فى اليونان وقبرص خوفا من الحرائق

تنتشر موجة الحر في جميع أنحاء أوروبا، وتعانى عدد من الدول من ارتفاع كبير في درجات الحرارة مع صيف قاسى للغاية، وتعانى بعض الدول الأوروبية من إعصار أطلق عليه اسم "قبة الحرارة" وذلك لأنه صادف ارتفاع درجات الحرارة ، وأدى إلى انقطاع الكهرباء فى بعض الدول ، بالإضافة إلى مصرع عدد من الأشخاص بسبب الحر.

صرح فرانسيسكو مارتن، خبير الأرصاد الجوية في موقع Meteored الإسباني، لوكالة EFE، أن درجات الحرارة على ارتفاع حوالي 1500 متر (5000 قدم) ستتراوح بين 8 و12 درجة مئوية (8 و12 درجة فهرنهايت) فوق المعدل الطبيعي، وهي "قيمة استثنائية" لنهاية يونيو،  وأضاف أنه في مناطق واسعة من جنوب غرب أوروبا، ستكون درجات الحرارة نموذجية لأيام الحر الشديد، بين 15 يوليو و15 أغسطس.

 

ويشير مارتن إلى أن "كل شيء يشير إلى أن يونيو قد يحطم الأرقام القياسية، بل ويتجاوز يونيو التاريخي لعام 2017 من حيث درجات الحرارة المرتفعة".

 

في هذه المرحلة، يُشير الخبير إلى أن احتمالية حدوث أعاصير مضادة دافئة كهذه قد ازدادت "بمعدل يتراوح بين ثلاثة وخمسة" أضعاف منذ خمسينيات القرن الماضي، وهو ما يُعزيه العلماء مباشرةً إلى تغير المناخ.

 

علاوة على ذلك، ستُصاحب موجة الحر الشديدة هذه مخاطر مُصاحبة، مثل زيادة خطر الحرائق، وارتفاع تركيزات الأوزون التروبوسفيري، واحتمال انتشار الغبار الأفريقي.

 

درجات حرارة قصوى في إسبانيا وإيطاليا

وفى  إسبانيا، حذرت وكالة الأرصاد الجوية (Aemet) من أول موجة حر، أعلنت السلطات الإسبانية حالة الطوارئ في عدد من المقاطعات وذلك بسبب ارتفاع شديد في درجات الحرارة، كما أعلنت عن أول حالة وفاة بسبب موجة حر شديدة، والتي كانت في قرطبة، حيث أصيب رجل بضربة شمس أدت إلى وفاته على الفور.

 

وأشارت صحيفة الإسبانيول، إلى أن هذه هي أول حالة وفاة تشهدها البلاد والتي وقعت في الأندلس وتحديدا في قرطبة، حيث أكدت  مصادر من إدارة شئون المستهلكين التابعة للحكومة الإقليمية وفاة الرجل نتيجة الإصابة بضربة شمس.

 

ويُشبه هذا الوضع ما تشهده إيطاليا، حيث تشهد "موجة حر شديدة"، مما أجبر وزارة الصحة الإيطالية على تفعيل حالة تأهب قصوى في العديد من مدن وسط وشمال البلاد بسبب ارتفاع درجات الحرارة إلى 40 درجة مئوية أو أكثر.

 

وتواجه إيطاليا أيضًا موجة حر شديدة في معظم أنحاء البلاد، حيث تتجاوز درجات الحرارة القصوى 40 درجة مئوية، وستستمر حتى الأسبوع الأول من يوليو، مع إعلان حالة التأهب القصوى في 13 مدينة في وسط وشمال البلاد.

 

البرتغال وفرنسا أيضًا متأثرتان بالحرارة

وأسفر الإعصار  فى فرنسا ، عن مقتل شخصين وإصابة 17 آخرين، كما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائى عن آلاف المنازل فى الوقت الذىتقيم فيه السلطات الفرنسية آثارها وتعزز إجراءاتها لمواجهة الظواهر الجوية المتطرفة، وفقا لصحيفة 20 مينوتوس الإسبانية.

 

وتعانى فرنسا من حالة من الطقس غير المستقر مع ارتفاع فى درجات الحرارة بشكل واضح بالإضافة إلى العاصفة القوية، وهو ما أدى إلى حالة من الفوضى فى البلاد.

 

وأشارت الصحيفة، إلى أن هذه العاصفة الرعدية التي ضربت فرنسا تعتبر الأشد فى السنوات الأخيرة ، وخلفت بالإضافة إلى وفاة شخصين ، دمارا واسعا فى عدة مناطق فى البلاد، منها انقطاع التيار الكهربائى عن 110 آلاف منزل معظمها فى وسط باريس.

 

وفى باريس ، سُجلت رياح وصلت سرعتها إلى 109 كم/ساعة، وفي مقاطعات أخرى مثل ألييه وكوت دور، وصلت سرعتها إلى 134 كم/ساعة، وفقًا للهيئة الوطنية الفرنسية للأرصاد الجوية. وتم حشد حوالي 2000 رجل إطفاء للاستجابة لمكالمات الطوارئ، وذلك أساسًا بسبب سقوط الأشجار.

 

في غضون ذلك، سيُعلن النصف الجنوبي من البرتغال في حالة تأهب قصوى ابتداءً من السبت المقبل، مع درجات حرارة قصوى تبلغ 43 درجة مئوية في منطقة باجة، الواقعة على حدود إكستريمادورا والأندلس (إسبانيا)، وفقًا لتوقعات المعهد البرتغالي للبحار والغلاف الجوي (IPMA).

 

إلى جانب بيجا، ستُعلن حالة التأهب البرتقالية في مناطق أخرى ابتداءً من السبت، وهي بورتاليجري وإيفورا، الواقعتين على حدود إكستريمادورا، وفارو، الواقعة على حدود الأندلس، بالإضافة إلى سيتوبال، جنوب لشبونة.

 

درجات حرارة مرتفعة تصل إلى اليونان وقبرص

 

وتواجه اليونان وقبرص أول موجة حر في فصل الصيف ابتداءً من يوم الخميس، حيث من المتوقع أن تصل درجات الحرارة إلى 42 درجة مئوية (109 درجات فهرنهايت)، مما يضع السلطات في حالة تأهب لحماية المواطنين المعرضين للخطر ومنع انتشار حرائق الغابات.

 

في شمال شرق ووسط اليونان، وكذلك في بعض جزر شرق بحر إيجة، وصلت درجات الحرارة بالفعل إلى 40 درجة مئوية (104 درجات فهرنهايت)، بينما في وسط العاصمة أثينا، سجلت مقاييس الحرارة 39 درجة مئوية (103 درجات فهرنهايت)، وفقًا للمرصد الوطني لأثينا.

 

وقد تمتد الحرارة الشديدة إلى دول أوروبية أخرى مثل هولندا وألمانيا والنمسا والمجر وحتى الدنمارك، ولكن لا يمكن وصفها بدقة بموجة حر لأنه "لا يوجد تعريف عالمي شامل لهذه النوبات"، بل إن كل دولة تطبق معاييرها الخاصة.