الخميس، 12 يونيو 2025 09:21 ص

" مادلين" تعري القبح الإسرائيلي أمام أوروبا.. دولة الاحتلال تقضى على أمل كسر حصار غزة وتستولى على المساعدات الإنسانية..طاقم السفينة بين الترحيل والاعتقال.. سبانيا تطالب الاتحاد الأوروبى برد قوى على تل أبيب

" مادلين" تعري القبح الإسرائيلي أمام أوروبا.. دولة الاحتلال تقضى على أمل كسر حصار غزة وتستولى على المساعدات الإنسانية..طاقم السفينة بين الترحيل والاعتقال.. سبانيا تطالب الاتحاد الأوروبى برد قوى على تل أبيب السفينة مادلين
الثلاثاء، 10 يونيو 2025 08:00 م
كتبت آمال رسلان
 
لم تصل سفينة المساعدات "مادلين" إلى بر الأمان بل وقعت فى قبضة القراصنة الجدد قادة اسرائيل الذين استولوا على السفينة واعتقلوا طاقمها واقتادوهم إلى تل أبيب ليعلنوا نهاية مأساوية للسفينة التى اعادت إحياء الأمل بامكانية كسر الحصار عن 2 مليون فلسطينى يتساقطون جوعا يوما بعد يوم.
وأعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية، الثلاثاء، أن بعض أفراد طاقم سفينة المساعدات "مادلين" سيغادرون إسرائيل "خلال الساعات القليلة القادمة"، بعدما اعترضت البحرية الإسرائيلية السفينة ونقلت طاقمها إلى البلاد قبل وصولها إلى قطاع غزة، مضيفه  في بيان: "وصل ركاب (يخت السيلفي) إلى مطار بن غوريون لمغادرة إسرائيل والعودة إلى بلدانهم الأصلية".
وأوضحت الوزارة أن قناصل من الدول التي ينتمي إليها ركاب السفينة التقوا بأفراد الطاقم في المطار، ومن المتوقع أن يغادر بعضهم خلال الساعات القادمة، وأضاف البيان أنه سيتم عرض أي فرد من أفراد الطاقم يرفض التوقيع على وثائق الترحيل والمغادرة على "جهة قضائية" لإقرار ترحيله.
وقالت وزارة الخارجية إن إسرائيل كانت قد اعترضت سفينة المساعدات المتجهة إلى غزة، صباح الاثنين، ورست في ميناء أشدود، مساء الاثنين، وأضافت الوزارة أن من كانوا على متن السفينة، ومن بينهم ناشطة المناخ السويدية غريتا ثونبرغ ونشطاء بارزون آخرون، خضعوا لفحوصات طبية، مساء الاثنين.
ومن جانبه، أعلن ائتلاف أسطول الحرية أن الجيش الإسرائيلي "هاجم" و"صعد بشكل غير قانوني" على متن السفينة "مادلين"، التي كانت تحاول إيصال مساعدات إلى غزة، حيث دفعت الحرب المستمرة منذ أكثر من 600 يوم، والحصار الإسرائيلي المستمر منذ 11 أسبوعا على جميع المساعدات سكان القطاع البالغ عددهم 2.1 مليون نسمة إلى تفاقم أزمة الجوع.
وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأن سلطات الاحتلال خيّرت نشطاء سفينة "مادلين" الذين حاولوا الوصول إلى قطاع غزة، بين توقيع أوراق الترحيل أو العرض على القضاء الإسرائيلي، في وقت أعلنت فيه وزارة داخلية الاحتلال رفضها لما وصفته بـ"محاولات المس بسيادة إسرائيل"، ووفق الهيئة، وقّعت الناشطة المناصرة للقضية الفلسطينية غريتا تونبرغ، مساء الثلاثاء، على أوراق الترحيل ومن المتوقع أن تغادر إسرائيل قريبًا. في المقابل، رفضت زميلتها في الرحلة، عضو البرلمان الأوروبي ريما حسن، التوقيع، ما أدى إلى نقلها إلى مركز اعتقال في منطقة جبلون شمالًا.
وعقدت سلطات السكان والهجرة الإسرائيلية جلسات استماع لـ12 ناشطًا كانوا على متن السفينة، حيث وافق أربعة منهم على الترحيل وسيغادرون في رحلات جوية منفصلة خلال اليوم، فيما نُقل الثمانية الآخرون إلى مركز اعتقال، بانتظار عرضهم على محكمة إسرائيلية للبت في مصيرهم.
وزعم وزير داخلية الاحتلال، موشيه أريبيل أن "إسرائيل لن تسمح بأي مساس بسيادتها من خلال استفزازات كهذه"، مشيدًا بما وصفه بـ"جهود موظفي الهجرة للحفاظ على أمن الدولة والنظام العام"، مضيفًا أنه أعطى تعليماته بمنع دخول النشطاء إلى إسرائيل مستقبلًا.
وكان جيش الاحتلال قد أعلن، فجر الاثنين، عن سيطرة بحرية تابعة له على السفينة "مادلين" أثناء إبحارها نحو غزة، وعلى متنها 12 ناشطًا من جنسيات أوروبية، قالوا إنهم في مهمة إنسانية لكسر الحصار البحري عن القطاع. وأكد جيش الاحتلال أن عملية السيطرة تمت دون مقاومة من النشطاء.
وانضمت وزيرة العمل، ونائبة رئيس الحكومة الإسبانية ، يولاندا دياز ، إلى المسئولين الإسبان الذين أدانوا بشدة اختطاف السفينة مادلين التى كانت تحمل مساعدات إنسانية لقطاع غزة ، وفقا لصحيفة لا جاسيتا الإسبانية.
ووصفت دياز عملية الاختطاف بأنها انتهاك للقانون الدولي، وطالبت برد فوري من الاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى مطالبتها بالإفراج عن النشطاء، وقالت دياز في رسالة على مواقع التواصل الاجتماعي: "أدين بشدة اختطاف سفينة مادلين، التي كانت تنقل مساعدات إنسانية إلى غزة".
وأكدت دياز، أن هذا الانتهاك للقانون الدولي يتطلب ردًا حازمًا من الاتحاد الأوروبي، مضيفة "نعرب عن تضامننا مع المتطوعين المعتقلين، ونطالب بالإفراج عنهم فورًا".
واستدعت وزارة الخارجية الإسبانية، القائم بأعمال السفارة الإسرائيلية في مدريد دان فوراز، لـ"جلسة توبيخ"، وذلك في أعقاب استيلاء الجيش الإسرائيلي على سفينة مادلين الإغاثية التي كانت في طريقها إلى قطاع غزة. وأفادت إذاعة جيش الاحتلال أن إسرائيل لا يوجد لها حاليًا سفير في إسبانيا، بعد أن تقرر في  مايو 2024 استدعاء السفيرة الإسبانية روديكه راديان، في أعقاب قرار إسبانيا الاعتراف بالدولة الفلسطينية وتصريحات رئيس الحكومة بيدرو سانشيز الناقدة لاسرائيل"، ومنذ ذلك الحين، ينتظر السفير قرار المستوى السياسي حول ما إذا كان سيعود إلى مدريد أم لا.
فيما أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو الثلاثاء أن إسرائيل سترحل أحد مواطنيه الستة الذين كانوا على متن سفينة "مادلين" الإنسانية اعتبارا من اليوم بعد أن وافق على ذلك، فيما سيرحل الآخرون "بعد صدور قرار قضائي بهذا الشأن في الأيام المقبلة". وكانت السفينة قد أبحرت في الأول من يونيو من إيطاليا نحو غزة، وعلى متنها ناشطون من جنسيات مختلفة، بهدف "كسر الحصار الإسرائيلي" المفروض على القطاع.
وفي بيان مكتوب صدر، أوضح الوزير: "اختار أحد مواطنينا توقيع الاستمارة الإسرائيلية التي يقبل بموجبها ترحيله ومن المتوقع أن يعود إلى فرنسا اليوم (الثلاثاء). أما الخمسة الآخرون فقد رفضوا ذلك، وسيرحلون بعد صدور قرار قضائي بهذا الشأن في الأيام المقبلة".
وسفينة "مادلين"، التابعة لتحالف أسطول الحرية، هي سفينة مدنية محملة بالمساعدات الإنسانية ومتطوعين دوليين للدفاع عن حقوق الإنسان، في محاولة لكسر الحصار الذي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة، والذي وصف بأنه غير قانوني وإبادي.
السفينة مادلين، كسر الحصار عن غزة، سفينة المساعدات الانسانية، قطاع غزة، اسرائيل

print