تنتشر موجة الحر في جميع أنحاء أوروبا، وتعانى عدد من الدول من ارتفاع كبير في درجات الحرارة مع صيف قاسى للغاية، من أكثر من 40 درجة مئوية في إسبانيا إلى 38 درجة مئوية في فرنسا و34 درجة مئوية في المملكة المتحدة.
وأعلنت السلطات الإسبانية حالة الطوارئ في عدد من المقاطعات وذلك بسبب ارتفاع شديد في درجات الحرارة، كما أعلنت عن أول حالة وفاة بسبب موجة حر شديدة، والتي كانت في قرطبة، حيث أصيب رجل بضربة شمس أدت إلى وفاته على الفور.
وأشارت صحيفة الإسبانيول، إلى أن هذه هي أول حالة وفاة تشهدها البلاد والتي وقعت في الأندلس وتحديدا في قرطبة، حيث أكدت مصادر من إدارة شئون المستهلكين التابعة للحكومة الإقليمية وفاة الرجل نتيجة الإصابة بضربة شمس.
وفقًا للمعلومات الواردة لهذه الصحيفة، أُدخل هذا الشخص إلى وحدة العناية المركزة في مستشفى رينا صوفيا خلال الساعات القليلة الماضية، ولكن في النهاية لم يُفلح شيء في إنقاذ حياته.
وتعانى إسبانيا من حالة من عدم الاستقرار كبيرة في درجات الحرارة، حيث وفقا لتوقعات هيئة الأرصاد الجوية الوطنية (Aemet)، من المتوقع أجواء مناخية سيئة، تشمل ارتفاع درجات الحرارة والعواصف الرعدية والأمطار الغزيرة محليًا، في 15 منطقة، مما أدى إلى إعلان السلطات لحالة الطوارئ.
وأعلنت إسبانيا حالة تأهب بسبب موجة حر شديدة مع تجاوز درجات الحرارة 40 درجة مئوية، بالإضافة إلى هبوب عواصف ساخنة، وأفادت وكالة الأرصاد الجوية الحكومية (Aemet) فأن إسبانيا تبدأ فصل صيف حار للغاية هذا العام.
وأشارت الصحيفة إلى أن درجة الحرارة بلغت 40.7 درجة مئوية، وهى مرتفعة منذ 30 مايو، وهو أعلى مستوى مسجل في هذا الشهر منذ عام 1950.
تحذيرات في المملكة المتحدة وفرنسا
وصلت كتلة هوائية دافئة أيضًا إلى المملكة المتحدة وفرنسا. وأصدرت السلطات عدة تحذيرات من ارتفاع شديد في درجات الحرارة نهاية هذا الأسبوع. في المملكة المتحدة، من المتوقع أن تصل درجات الحرارة إلى 34 درجة مئوية في بعض مناطق شرق إنجلترا، مما يُطيل أمد أسبوع دافئ بشكل غير معتاد. في الواقع، تزيد هذه الدرجات عن المعدلات الطبيعية لهذا الوقت من العام بحوالي 12 درجة. في العاصمة لندن، ستبلغ درجات الحرارة العظمى حوالي 33 درجة مئوية.
من المتوقع ارتفاع درجات الحرارة في فرنسا، حيث قد تصل إلى 38 درجة مئوية في غرب وجنوب البلاد. ومن المتوقع أن تصل إلى 35 درجة مئوية في باريس. كما ستتجاوز درجات الحرارة 30 درجة مئوية في عواصم أوروبية أخرى: 32 درجة مئوية في روما وأمستردام، و31 درجة مئوية في برن؛ وأقل قليلاً في برلين (28 درجة مئوية).
من المتوقع أن تبلغ درجات الحرارة ذروتها يوم السبت في جميع أنحاء فرنسا، مع استمرار حالة التأهب في 16 مقاطعة بسبب موجة الحر خلال مهرجان الموسيقى، مهرجان "مهرجان بوردو للنبيذ". حيث احتشد المشاركون تحت ظلال الأشجار والمظلات، متجنبين قدر الإمكان أرصفة غارون الحجرية شديدة الحرارة وخاصة في غرب البلاد، حيث تتجاوز درجات الحرارة 35 درجة مئوية لليوم الثاني على التوالي.
كما شهدت فرنسا ارتفاع في درجات الحرارة خلال الأسبوع الماضى ، خلال المهرجان الموسيقى، وأطلقت السلطات الفرنسية تحذير من موجة الحر البرتقالى في 14 مقاطعة.
ووفقًا لخبير الأرصاد الجوية في هيئة الأرصاد الجوية الفرنسية، جيروم ليكو، من ارتفاع درجات الحرارة ، وأطلقت تحذير للسكان من الالتزام ببعض الإجراءات الوقائية.
انتشار الصراصير في إيطاليا وإسبانيا
حذر عدد من الخبراء من انتشار الصراصير في إسبانيا بسبب موجة الحر الشديدة التي تواجه البلاد ، حيث أن الصرصور الأمريكي المعروف باسم Periplaneta americana أو الصرصور الأحمر، أحد أكثر الآفات الحشرية شيوعًا في المناطق الحضرية حول العالم، وهو أيضًا أكبر أنواع الصراصير التي تتشارك أماكن المعيشة مع البشر، أصبح يهدد إسبانيا في الوقت الحالي.
وأشارت صحيفة الديباتى الإسبانية إلى أنه تم رصد وجود الصرصور الأمريكي الأكثر عدوانية ، والأصعب في القضاء عليه وذلك بسبب قدرته على الطيران ، في إيطاليا في البداية ، وحذر خبير علم الحيوان الإيطالي أندريا لونيرتي منه، قائلا إن هذا النوع من الحشرات يتم طلبه عبر الانترنت من أجل تغذية الزواحف الأخرى ولكنه تم فقد السيطرة عليه وانتشر في البلاد.
وأوضحت الصحيفة أن هذا الصرصور يظهر في أيام الدرجات المرتفعة التي تشهدها دول أوروبا في الوقت الحالي، كما أنها تتكاثر بسرعة كبيرة مع درجات الحرارة المرتفعة أيضا.
ويؤكد الخبير أيضًا على ضرورة عدم الاستهانة بهذا الأمر. ويحذر قائلًا: "إنها آفات خطيرة"، مضيفًا أن أفضل طريقة للتعرف عليها هي قدرتها على الطيران. تُحدد قدرة الصرصور الأمريكي على الطيران من خلال أجنحته، وتختلف بين الذكور والإناث. تستطيع الإناث البالغة الانزلاق من الأماكن المرتفعة إذا شعرت بالتهديد، بينما يجيد الذكور البالغون الطيران، إذ يستطيعون الارتفاع عدة أمتار عن الأرض وتغيير اتجاههم في الهواء. ويستخدمون الطيران للتحرك حتى في حالة عدم وجود خطر.