تشهد أزمة سد النهضة الإثيوبى تطورا جديدا، عقب قيام أديس أبابا بتحويل مجرى نهر النيل وإعادته إلى مساره الطبيعى مرة أخرى، بحيث يمر بجسم سد النهضة تمهيدا لبدء تخزين المياه للمرحلة الأولى وإنتاج الكهرباء، طبقا لما هو مقرر له، وذلك بعد عامين من تحويل المجرى للبدء فى إنشاء السد الإثيوبى.
وكان المسؤولون المصريون قد أعلنوا لأول مرة هذه الأيام وجود تعثر فى المفاوضات الدبلوماسية مع الجانب الإثيوبى، الذى لم يلتزم بما وقع عليه مع الجانب المصرى من مفاوضات سابقة، مما أثار
غضب وتخوفات نواب البرلمان المصرى الذين يضعون قضية السد على رأس أولوياتهم، ويصرحون كثيرا حول الحلول المقترحة لحل الأزمة والتى زادت حدتها هذه الأيام، خاصة بعد ما بدى من سوء نية من الجانب الإثيوبى.
إثيوبيا تجاوزت الخط الأحمر ويجب إياقفها عند هذا الحد
فى هذا السياق، طالب الدكتور سمير غطاس، عضو مجلس النواب عن دائرة مدينه نصر، الحكومة بسرعة تدويل ملف سد النهضة، قائلا: "أديس أبابا تجاوزت الخط الأحمر فى ملف سد النهضة، ويجب إيقافها عند هذا الحد".
وأضاف غطاس، فى تصريحات لـ"برلمانى"، أن المفاوضات بخصوص سد النهضة انتهت منذ زمن، وإثيوبيا تستغل هذه المفاوضات فى المماطلة للانتهاء من جسم السد، مؤكدا أن هناك بعض الدول تدير هذا الملف لشن حرب مائية ضد مصر، مثل "أمريكا وإسرائيل وقطر".
وشدد عضو مجلس النواب، على ضرورة اتخاذ الحكومة أى خطوة جادة فى هذا الشأن وإشعار إثيوبيا بأنها تجاوزت الخط الأحمر لأمن مصر القومى.
المباحثات الحالية هى الأمل الأخير لحل الأزمة
ومن جانيه قال أيمن أبو العلا عضو مجلس النواب، عن حزب المصريين الأحرار: إن الأمل الوحيد فى قضية سد النهضة الآن، هو المباحثات التى تجرى، وتستأنف اليوم فى السودان بشأن السد بين الجانب السودانى والجانب المصرى، وعلى رأسها وزير الرى الدكتور حسام مغازى.
وأوضح أبو العلا فى تصريحات لـ"برلمانى"، أنه إذا لم تجد هذه المباحثات التى تجرى الآن الحل السريع، يجب على الحكومة المصرية اتخاذ خطوات وتحركات دولية وتصعيد القضية أمام المجمتع الدولى والضغط على الدول الممولة للمشروع.
أيادى خفية ومخابرات دولية تدير ملف سد النهضة
وأكد أحمد وائل المشنب، عضو مجلس النواب، عن دائرة أخميم بمحافظة سوهاج، أن تحويل دولة إثيوبيا لمجرى النيل، تمهيدا لبدء تخزين مياه للمرحلة الأولى وإنتاج الكهرباء، "كارثة ومصيبة" كبرى على مصر.
وطالب المشنب فى تصريحات لـ"برلمانى"، رئيس الوزراء، بأن يعلن خلال هذه الأيام موقف مصر الرسمى تجاه سد النهضة، وأخذ قرار فى هذه القضية حتى ولو كان بالقوة، لأن هذه قضية وطن.
وأكد نائب سوهاج، أن هناك أيادى خفية ومخابرات دولية تدير هذا الملف، وأنه وأعضاء مجلس النواب لن يقفوا موقف المتفرج لمن يلعب بمقدرات الوطن.
البرلمان سيصعد الأمر ويطرحه للنقاش فور الانعقاد
فى نفس السياق قال محمود سعد، عضو ائتلاف "دعم مصر": إن مشكلة سد النهضة يجب تصعيدها دوليًا، وتحويل مجرى نهر النيل مؤشر خطر، وننتظر ما ستسفر عنه مفاوضات اليوم، ولدينا أزمة معلوماتية تتعلق بمفاوضات السد.
وأضاف سعد، فى تصريح خاص لـ"برلمانى"، أنه فور بدء عمل البرلمان سيصعد الأمر ويطرحه للمناقشة، مؤكدًا عدم وجود شفافية من المسؤولين عن المفاوضات، الذين يصرحون بأن الأمور تسير وفق ما أرادوا وأننا بخير، ثم نجد أن الجانب الإثيوبى مستمر فى بناء السد وأخذ خطوات تقدّمية بمشروعهم كتحويل مجرى نهر النيل.
وطالب النائب الشاب، المسؤولين عن المفاوضات بإجراءات وضمانات حقيقية، إلى جانب معرفة خطة الحكومة فى التصدى لأزمة سد النهضة.
الأزمة الأخطر هى توفير حصة مصر من مياه النيل
وبدورها أكدت البرلمانية إيفلين متى، عضو مجلس النواب عن ائتلاف دعم مصر، أن الأمر الأهم فى أزمة سد النهضة الإثيوبى، هو توفير حصة مصر من المياه بالطريقة التى يرونها، سواء بتدويل أزمة سد النهضة وتصعيد المشكلة دوليا وقانونيا، أو بالمفاوضات واستمرارها، على أن تأتى بنتائج مضمونة ومرضية.
وأضافت عضو مجلس النواب، فى تصريح خاص لـ"برلمانى"، أمس الأحد، قائلة: "لا نريد تصعيد الأمر عسكريًّا، سنخسر أولادنا فى الحروب المهلكة للاقتصاد، والوضع المصرى فى وقت حرج وربما لا يستطيع تحمل شن حرب".
واستكملت إيفلين متى تصريحاتها، بالتأكيد على أنها ستناقش تلك القضية فى مجلس النواب المقبل، بعد وضع اللائحة وتعديل القوانين مباشرة، مشيرة إلى حجم الجهود التى يبذلها الرئيس عبد الفتاح السيسى، فى هذه القضية.