في إطار خطة الدولة الطموحة لتعزيز منظومة إدارة الموارد المائية وحماية الأصول القومية من التغيرات المناخية، شهد العام الماضي طفرة نوعية من وزارة الموارد المائية والرى فى إنجاز مشروعات حيوية بقطاعي محطات الرفع والمعالجة وحماية الشواطئ وتؤكد هذه الإنجازات التزام الحكومة بتطوير البنية التحتية لضمان كفاءة الرى والصرف واستدامة المناطق الساحلية.
وكشف تقرير رسمى لـ وزارة الرى أنه تم تحقيق إنجازات ملموسة عبر مراحل الاستلام والتشغيل حيث تم الاستلام الابتدائي لأربع محطات رفع رئيسية جديدة تُعزز قدرة الشبكة في محافظات استراتيجية، هي: إسنا 1 الجديدة بالأقصر، وجنوب بورسعيد، ودير السنقورية بالمنيا، وبني صالح الجديدة ببني سويف، و هذا الاستلام خطوة هامة لرفع كفاءة الشبكة المائية في صعيد مصر ومناطق الدلتا، إضافة إلى الاستلام الابتدائي لـ محطة معالجة الدلتا الجديدة التي ترفع السعة الإجمالية لمعالجة المياه.
في الوقت ذاته، تم الاستلام النهائي لأكبر المشروعات المنجزة، وعلى رأسها محطة معالجة مياه بحر البقر العملاقة، إلى جانب محطات كبرى أخرى مثل بحر البقر الرئيسية، وشادر عزام، وسيدمنت أ، ومصرف 7 بكفر الشيخ وتدخل هذه المحطات الخدمة بكامل طاقتها لتأمين التصرفات المائية وتوازياً مع ذلك، تجري حالياً تجارب التشغيل الضرورية لـ محطتي تل العمارنة (1 و 2) بالمنيا، تمهيداً لبدء تشغيلهما الفعلي.
لم يقتصر العمل على التشغيل فقط، بل امتد لتدعيم المنظومة مستقبلاً؛ فقد تم إصدار أمر الإسناد لعملية إنشاء محطة النصر 5، ويجري البت الفني في طرح عمليات إنشاء محطات جديدة في الحامول وسمتاي وقلابشو. ولدعم الاستمرارية وضمان مواجهة الطوارئ، تم الاستلام الابتدائي لـ 23 محركاً كهربائياً، وإصدار أمر الإسناد لتوريد 18 وحدة طوارئ ثابتة لتدعيم مراكز الطوارئ، إضافة إلى توريد 8 ماكينات تنظيف شبك أعشاب لتقليل المعوقات التشغيلية.
على صعيد آخر، تواصل الدولة العمل في مشروعات حماية الشواطئ كخط دفاع أول ضد التغيرات المناخية وتآكل السواحل وشهد العام الماضي تركيزاً على المناطق الأكثر حساسية، خاصة في الإسكندرية ومرسى مطروح ودمياط.
في الإسكندرية، تتواصل أعمال تنفيذ "مشروع حماية الساحل (المرحلة الأولى)" من بئر مسعود حتى المحروسة بطول 2 كيلومتر، بالإضافة إلى العمل في "المرحلة الثانية" بطول 600 متر لحماية سور وطريق الكورنيش بمنطقة لوران واستعادة الشاطئ الرملي الحيوي. وفي رأس البر بدمياط، تستمر أعمال "إنشاء حواجز أمواج أمام سرية القوات البحرية" لحماية الأراضي المكتسبة.
كما تتواصل أعمال "المرحلة الثانية من حماية شاطئ الأبيض" بمرسى مطروح، مما يعكس الاهتمام بالساحل الشمالي الغربي.
وفي إطار التخطيط الاستباقي، تم الانتهاء من الإعداد لطرح أربع عمليات حماية جديدة تستهدف المناطق المنخفضة والمعرضة للخطر. وتشمل هذه العمليات مناطق استراتيجية في الدلتا، وهي حماية المناطق الساحلية المنخفضة غرب ميناء إدكو بالبحيرة، وحماية المنطقة الساحلية في مطوبس بكفر الشيخ، وحماية المنطقة الشاطئية شرق قرية البنايين والمرازقة بكفر الشيخ، وأخيراً عملية حماية المنطقة شرق عزبة البرج (مرحلة ثانية) بدمياط.
وتؤكد هذه الإجراءات المتكاملة والموسعة، سواء في صيانة المحطات الحيوية أو حماية الشواطئ الساحلية، التزام الحكومة المصرية بتأمين مقومات التنمية المستدامة، وتعكس جاهزية الدولة لمواجهة تحديات إدارة الموارد المائية وتأثيرات البيئة العالمية المتغيرة.
