يبدو أن الصوت الرافض لسياسات حكم تميم بن حمد أمير دولة قطر يتصاعد يوماً تلو الآخر، بعدما أغرق أمير الإرهاب الإمارة فى أزمة عميقة مع دول الخليج وتورط فى دعم التنظيمات الإرهابية وتسبب فى خسائر فاضحة للاقتصاد القطرى، وتكشف البيانات التى يلقيها بعض الشخصيات البارزة فى أسرة آل ثانى عن حجم الخلاف داخل الأسرة الحاكمة ورفض سياسات النظام القطرى.
وحول ما جاء فى البيان، قال الدكتور سعيد اللاوندى، خبير العلاقات الدولية، إن البيان يحمل العديد من العبارات الحادة للنظام الحاكم فى قطر ويدعو أبناء الخليج للوقوف بجانب الشعب القطرى فى الأزمة.
ويوضح اللاوندى، فى تصريح لـ"برلمانى"، أنه يبدو أن بيان الشيخ سلطان يختلف فى لهجته عن بيان الشيخ عبد الله بن على آل ثانى، مشيرا إلى أن البيان يوضح حقيقة الأوضاع فى قطر، ويحمل النظام القطرى الأزمة القائمة بين دول الخليج وتدخل أطرف غير مرغوب فيها فى الأزمة كالقاعدة التركية والاستعانة بإيران.
ويشير خبير العلاقات الدولية، إلى أن البيان جاء شديد اللهجة ويؤكد أن هناك أزمة بين الشعب القطرى ونظام تميم، ويطلب من الخليج التعاون لإنهاء الأزمة، ويحمل النظام القطرى الأخطاء السياسية التى ارتكبها ويكشف البيان عن عدم رضا الشعب القطرى عن تميم.
"البيان يؤكد وجود شرخ فى الأسرة الحاكمة فى قطر"، هذا ما وصفه محمد الغول، وكيل لجنة حقوق الإنسان بالبرلمان، الذى قال إن بيان الشيخ سلطان بن سحيم آل ثانى كشف وجود شق فى الأسرة الحاكمة فى قطر، ويؤكد أن السواد الأعظم من الشعب القطرى يستنكر أدارة حكم تميم بن حمد أمير دولة قطر.
وأضاف "الغول"، إن البيان كان واضحا بأن هناك شرخ واسع فى الأسرة الحاكمة وسيكون مردوده قربياً على النظام فى قطر، خاصة بعد التصرفات غير المدروسة التى اتخذها أمير قطر بسحب الجنسية عن قبيلة آل مرة، ولفت إلى أنه يمكن أن نفهم أن هناك تصدع فى الأسرة الحاكمة وسيكون هناك أحداث متلاحقة على آثارها سيكون الإطاحة بحكم تميم.
فيما قال طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية، بجامعة القاهرة، إن مؤتمر المعارضة القطرية بلندن كان له تأثير، وإن الأيام المقبلة ستشهد ظهور شخصيات معارضة قطرية من خارج قطر، مشيرا إلى أن مؤتمر المعارضة القطرية الذى عقد فى لندن نجح بشكل كبير فى توصيل رسالة بأن هناك صوت آخر فى قطر يجب التعامل معه بجدية.
وأضاف فهمى، أن هناك شخصيات قطرية ستتبنى الخط العدائى ضد الأسرة الحاكمة فى قطر، وستمارس ضغوط على نظام الحكم، وسيكون لهم تأثير ويمكن أن يطرحوا أنفسهم كبديل من داخل الأسرة الحاكمة.
من جانبه، قال طارق الخولى، أمين سر لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، تعليقا على البيان الصادر من الشيخ سلطان بن سحيم آل ثاني القطرى، إن هناك أكثر من بيان صدر من الأسرة الحاكمة فى قطر وأشخاص ذات باع فى قطر بشأن الأزمة القطرية الحالية، متابعا: "لكن يتضح من ذلك وجود حالة ارتباك أدت لوجود بعض أعضاء الأسرة يتحدثوا عن رحيل تميم".
وأضاف الخولى فى تصريح لـ"برلمانى": "اخشى وسط هذه الدعوات ظهور أحد يتحدث عن بعض الأمور ومن الوارد أن تكون تحمل نبره فيها توجه نحو تصحيح الأمور وغيره ويكون ذلك مخرج تميم و للنظام القطرى، موضحا أن الحقيقة قطر ليس عليها تصحيح ذاتها فقط ولكن عليها أن تبرهن للدول العربية على وجود إصلاح وتغيير جذرى لأنه لم يكن هناك ثقة فى قطر كونها التزمت وتعهدت ببعض الأمور وسريعا ما تراجعت عنها".
وتابع أمين سر لجنة العلاقات الخارجية: "أخشى وجود محاولات من بعض المنتمين لنظام الحكم لوجود مخرج للأزمة التى يتعرض لها النظام القطرى بعيدا عن وجود تغيير حقيقى، واخشى التعامل بفكرة العصا والجذرة ووجود تحرك من قبل جزء من النظام يلقى الاتهامات جزافا ويزيف الحقائق ووجود جانب آخر على الطرف الآخر فى محاولة التهدئة لتخفيف حدة الضغط وإيجاد مخارج فى الأزمة".
واستطرد الخولى قائلا، أن الوضع بشكل عام فى قطر مرتبك جدا وفى النهاية هذا الكلام جيد، والكرة فى ملعب الشعب القطرى لبناء جسر ثقة جديد من خلال تنفيذ مطالب الرباعى العربى، والشعب القطرى يستطيع أن يصحح نظامه مع ضرورة الانتباه إلى أن النظام القطرى المجرم يستقوى بقوة عسكرية تركية وإيرانية أجنبية ضد شعبه، بالإضافة إلى أننا أمام نظام قمعى شديد القمع من خلال اعتقال كل من يتفوه بأى كلمة.
وأردف "الخولى": "الفكرة هل سيستطيع الشعب القطرى تصويب النظام وهل من الممكن التراجع من قبل النظام القطرى الحالى عن كل الممارسات القديمة وفتح صفحة جديدة"، مضيفا: "، إما أن يستطيع الشعب تصويب حكامه ويجرى تغييرات من شأنها أن تعود قطر للحضن العربى مرة أخرى، أو يتوقف النظام القطرى عن ممارساته الشيطانية تجاه المنطقة وينفذ مطالب الرباعى العربى".
كان الشيخ سلطان بن سحيم آل ثانى، نجل أول وزير خارجية لدولة قطر، قال إنه يقيم فى العاصمة الفرنسية باريس، منذ بداية الأزمة القطرية مع الدول العربية، لأنه لم يحتمل البقاء فى وجود المستعمر الذى يدعى حمايتنا من أهلنا فى الخليج.