الثلاثاء، 04 نوفمبر 2025 11:23 م

وزيرة التضامن من الدوحة: استقبلنا أكثر من 10 ملايين وافد وضيف ومهاجر نتيجة الحروب

وزيرة التضامن من الدوحة: استقبلنا أكثر من 10 ملايين وافد وضيف ومهاجر نتيجة الحروب مايا مرسى
الثلاثاء، 04 نوفمبر 2025 03:27 م
مدحت وهبة
شاركت الدكتورة مايا مرسي وزيرة التضامن الاجتماعي في جلسة تحت عنوان " حماية الأسر في الحروب والنزاعات.. السياسات والتدخلات البرامجية"، وذلك ضمن فعاليات مؤتمر القمة العالمي الثاني للتنمية الاجتماعية الذي يقام في الفترة من 4 إلى 6 نوفمبر الجاري في مركز قطر الوطني للمؤتمرات بالعاصمة الدوحة.
 
وأكدت وزيرة التضامن الاجتماعي ردا على سؤال "عن تحول الدول من الإغاثة الإنسانية قصيرة الأجل إلى برامج تعافي طويلة الأجل تركز على الأسرة، تُعيد بناء التماسك الاجتماعي ونظم الرعاية" أن الانتقال من إدارة الأزمات طويلة الأمد إلى تعزيز التعافي الحقيقي يتطلب تغييرًا جذريًا في العقلية، فالإغاثة الإنسانية قصيرة الأجل تُقدم ما يحتاجه المواطنين للبقاء على قيد الحياة (الطعام، الخيام، الدواء)، أما التعافي طويل الأجل فهو نظام يُعيد بناء آلية عمل المجتمع، كيف تكسب الأسر، وكيف تُرعى الأطفال، وكيف تحكم المجتمعات نفسها.
 

مصر استقبلت أكثر من 10 ملايين وافد وضيف ومهاجر نتيجة النزاعات أو الحروب

وأوضحت الدكتورة مايا مرسي عالميًا، غالبًا ما يكون تدهور الأسرة نتيجةً للضغوط المتراكمة التي يتعرض لها الوافدون على مدار حياتهم، أو النزوح، سواءً كانت صدمة ما قبل الهجرة أو ضغوط ما بعد الهجرة، وأحيانًا فقدان الروابط الأسرية، فبالنسبة للأسر التي تعاني من النزاعات والهجرة القسرية، فإن الاضطراب يتجاوز البعد الجغرافي؛ بل هو وجودي، مشددة على أن الحالة المصرية حالة خاصة جدًا، فقد استقبلنا ورحبنا بأكثر من 10 ملايين وافد وضيف ومهاجر نتيجة النزاعات أو الحروب.
 

مؤتمر القمة العالمي الثاني للتنمية الاجتماعية

وقدمت وزيرة التضامن الاجتماعي بعض الأمثلة على البرامج المصرية التي تركز على الأسرة "الإغاثة الفورية - الرعاية العاجلة"، فقد أنشأ الهلال الأحمر المصري نقاطًا للخدمات الإنسانية على طول الحدود المصرية السودانية استجابةً للأزمة السودانية، مقدمةً مساعداتٍ منقذة للحياة للأسر العابرة إلى مصر، تشمل الخدمات المُقدمة حزمًا عائلية من الرعاية الطبية والدعم النفسي والاجتماعي ومواد الإغاثة الأساسية، وقد خدمت نقاط الهلال الأحمر المصري على طول الحدود المصرية السودانية ما يقرب من 1.5 مليون مستفيد بين عامي 2023 و2025.
 
 
 
ويُدير الهلال الأحمر المصري أربع نقاط ثابتة للخدمات الإنسانية في القاهرة الكبرى، تُقدم مساعدة شاملة للمهاجرين والوافدين والأسر النازحة، حيث تُقدم هذه النقاط خدمات الدعم الصحي والنفسي والاجتماعي، والمساعدات النقدية، وفرص كسب الرزق والتدريب المهني، مما يضمن الإغاثة الفورية والدعم طويل الأمد للأفراد والأسر الأكثر ضعفًا، وخدمات إعادة الروابط العائلية.
 
 
 
وأشارت وزيرة التضامن الاجتماعي إلى أنه يفقد الكثير من المواطنين الاتصال بأحبائهم على طول رحلة الهجرة، فلدى الهلال الأحمر المصري برنامج كبير لاستعادة الروابط العائلية، من خلال المكالمات الهاتفية، والتواصل عبر الإنترنت، والرسائل المكتوبة بخط اليد، والتتبع الرسمي للأشخاص المفقودين والتأكد من ربط العابرين بأسرهم سواء كانوا داخل الأراضي المصرية أم لا، ولدينا خطوط هاتف دولية مخصصة، وقواعد بيانات لتكون قادرة على لم شمل العائلات معًا، وأصبح هذا النظام أحد أكثر الآليات ثقة لإعادة ربط أفراد الأسرة المنفصلين بسبب النزاع أو النزوح المفاجئ.
 
 

مساعدات مصر إلى غزة

وأكدت الدكتورة مايا مرسي أن الأمر لم يقتصر على الوافدين والنازحين فحسب، بل إن عائلات غزة النازحة قسرًا، والمُجلين طبيًا إلى مصر، لم يكونوا منفصلين عن أفراد عائلاتهم المقربين... فقد أولت مصر الأولوية للروابط العائلية في ظل هذه الظروف القاسية، فوفرت الدعم الطبي والنفسي والاجتماعي، ومساحات صديقة للأطفال في المستشفيات أو الملاجئ المؤقتة، واليوم، أصبحت الجملة الرئيسية اليومية هي "متى سنعود إلى غزة؟"، مشيرة إلى أن التهجير القسري هو تصفية للقضية الفلسطينية، وهذا خط أحمر بالنسبة لمصر، لقد انتصرت الإنسانية باتفاقية شرم الشيخ بقيادة مصر والولايات المتحدة وقطر وتركيا.
 
وأضافت وزيرة التضامن الاجتماعي أن إعطاء الأولوية للمّ شمل الأسرة، وإجراءات مبسطة وشفافة وسريعة للمّ شمل الأسرة، مع الأخذ في الاعتبار أن الانفصال المطول يُشكل ضغطًا نفسيًا مدمرًا يؤثر بشدة على الصحة النفسية والرفاهية، لذلك ربط برامج سبل العيش بالإرشاد الأسري الذي يُعالج تغيير الأدوار واتخاذ القرارات داخل الأسرة، وتطبيق إحالة واضحة ومسارات وخدمات مُستجيبة للأسر المتضررة من جميع أشكال العنف، وضمان مراعاة مسار الخدمة بأكمله للصدمات النفسية، مع إعطاء الأولوية لسيطرة الأسرة واختيارها وسلامتها في كل تفاعل.
 

الأكثر قراءة



print