الجمعة، 26 أبريل 2024 12:12 م

الإمام الأكبر: لا يصح الجهاد بالإسلام إلا إذا كان فى سبيل الله

الإمام الأكبر: لا يصح الجهاد بالإسلام إلا إذا كان فى سبيل الله الإمام الأكبر الشيخ احمد الطيب
الأربعاء، 22 يونيو 2016 10:39 ص
كتب لؤى على
قال فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، إن الغاية من الجهاد فى الإسلام هو أن يكون فى سبيل الله، ولا يصح الجهاد ولا يقبل من المسلم إلا إذا كان فى سبيل الله، وهذه مسألة متعلقة بالنية، ومن أجل ذلك قد يخرج المسلم ويقاتل وقد يقتل، ولكنه لا يكون مجاهدا ولا يكون فى سبيل الله ولا يكون شهيدًا، ولا يحصل على أى ثواب.

وأوضح أن الجهاد فى سبيل الله يعنى بالتأكيد فى سبيل العدل والسلام والأمن، وكل ما هو معروف عن أهداف الأديان أو أسباب نزولها للإنسان، مشيرًا إلى أن الحرب فى الإسلام لا يمكن أن تكون من أجل التوسع، أو من أجل الاستعمار، أو من أجل القفز على أراضى الآخرين وامتلاكها، أو من أجل الحصول على مقدرات الشعوب الأخرى، أو من أجل استعراض القوة، أو من أجل الترويج للسلاح أو بيعه، فهذه الأهداف فى فلسفة الإسلام، أهداف هابطة، حركت كثيرًا من حروب الحضارات القديمة والحضارات المعاصرة الآن.

وأضاف فى حلقة أمس، من برنامجه (الإمام الطيب) الذى يذاع يوميًّا طوال شهر رمضان المعظَّم على التليفزيون المصرى وقنوات سى بى سى إكسترا، وإم بى سى مصر، وتليفزيون أبو ظبى وعدد من القنوات الفضائية الأخرى، أن الفتوحات الإسلامية لا تعد توسعات ولكنها من باب حمل هذا الهدى إلى الناس، والناس أحرار بعد ذلك فى الدخول فى هذا الهدى أو البقاء على ما هم عليه.

وأما الحروب التوسعية أو الاستباقية فكانت من أجل تأمين الحدود، فإن لم يتوسع الإسلام فسوف يُقضى عليه من الروم أو الفرس آنذاك، وهذا هو جهاد الطلب، وأما جهاد الدفع فهو الذى قام به النبى -صلى الله عليه وسلم- حينما هوجم فى المدينة ودافع، فكان هذا النوع من الجهاد من الحروب الدفاعية البحتة من أجل حماية هذا الدين الجديد وحماية أرض الإسلام، لا من أجل نشر فكرته.

وأوضح الإمام الأكبر أن التنوع والاختلاف مشيئة إلهية واقعة وسارية فى الخلق إلى يوم القيامة، ولا يمكن حمل الناس على منهج واحد ولا على دين واحد، والذين ينادون بذلك فهم إما جهلة بالإسلام وإما أنهم يوظفون الإسلام فى أمور سياسية لا يقرها الإسلام ولا يعرفها لا من قريب ولا من بعيد، والآيات التى تؤكد ذلك كثيرة جدًّا، قال تعالى: "ولو شاء الله لجمعهم على الهدى فلا تكونن من الجاهلين"، "ولو شاء ربك لآمن من فى الأرض كلهم جميعاً أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين"، "ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة"، "ولو شاء الله لهدى الناس جميعًا"، "هو الذى خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن"، "لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجًا"، "ومن آياته خلق السموات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم"، وهذا الاختلاف الذى قرره القرآن الكريم الحكمة منه هى الابتلاء وإظهار الخير من الشر، إذ الخير والشر لا يظهران إلا فى الاختلاف، ثم إن الناس كلهم لو كانوا على دين واحد لبطل معنى التكليف، ومعنى الثواب والعقاب، والجنة والنار.

وأشار إلى أن الإسلام لا يعرف شراء الذمم ولا يُرْغِمُ أحدًا على الدخول فيه سواء أكان الإرغام بالتهديد بالسلاح أم بالإغراء المادى كما تفعل بعض الأنظمة التى تشترى ضمائر الفقراء بالمال فى مقابل التمذهب بمذهب معين أو الدخول الجمعية الفلانية، فالإسلام ضد أن تأتى العقيدة عن طريق الضغط المعنوى أو المادي، انطلاقًا من قوله تعالى: "لا إكراه فى الدين"، وقوله تعالى: " فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ"، ويروى أن امرأة غير مسلمة جاءت لأمير المؤمنين عمر بن الخطاب –رضى الله عنه- لحاجةٍ عنده, وبعد أن أداها دعاها إلى الإسلام بالحسنى فامتنعت فخشى أن يكون فى كلامه وهو الإمام القوى إكراه لها فقال : "اللهم إنى لم أكرهها ثم تلا قوله تعالي: "لَا إِكْرَاهَ فِى الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَى "، مؤكدًا أنه لا فائدة من مسألة الإرغام هذه، لأن الإيمان اعتقاد قلبى ولا يمكن أن يفرض، ولم يحدث على الإطلاق فى تاريخ الفتوحات الإسلامية، أن رُفِع سيف لإرغام أحد على النطق بالشهادتين، وأما أكذوبة انتشار الإسلام بالسيف التى أسسها الرومان،كان الهدف منها تبرير ظاهرة انتشار الإسلام فى أقل من 80 سنة من الغرب للشرق.

واختتم الإمام الأكبر الحديث بأن العلاقة التى يجب أن تسود بين الناس -وإن اختلفوا- هى علاقة التعارف التى نص عليها القرآن الكريم: (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا) إذ العلاقات يجب أن تكون قائمة على السلام مع الآخر؛ إلا إذا اعتدى فحينئذ يجب رد اعتدائه، مشيرًا إلى أن العلاقات الإنسانية توجد حيثما يوجد الإسلام؛ لأنه دين الأخلاق ودين الإنسانية.



print