أعلن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، اليوم الأربعاء، عزمه إجراء محادثات مع عدد من القادة الأوروبيين بعد وقت قصير، وذلك فى منشور على منصة "تروث سوشيال".
ووصف ترامب- حسبما نقلت شبكة "سي إن إن" الأمريكية- القادة الأوروبيين بأنهم أشخاص رائعون ويرغبون في التوصل إلى اتفاق، وذلك في إشارة إلى إنهاء الحرب فى أوكرانيا.
تأتي هذه التطورات عقب مرور يوم واحد من إعلان 26 من رؤساء الدول والحكومات الأوروبية، في بيان مشترك، ضرورة أن يتمتع الأوكرانيون بالحرية في تقرير مستقبلهم، وأن الحل الدبلوماسي لا بد أن يحمي المصالح الأوكرانية والأوروبية.
وأضاف البيان أنه لا يمكن إجراء مفاوضات ذات معنى إلا في سياق وقف إطلاق النار أو خفض الأعمال القتالية، مشيرا إلى أن الجميع لديهم القناعة ذاتها بأن الحل الدبلوماسي يجب أن يحمي المصالح الأمنية الحيوية لأوكرانيا وأوروبا.
من جهتها ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن عددا من القادة الأوروبيين يسعون إلى استمالة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن أوكرانيا خلال قمة افتراضية تعقد اليوم قبل محادثات الرئيس الأمريكي المرتقبة بعد غد الجمعة مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين.
وقالت الصحيفة، في تقرير لها، إن المستشار الألماني فريدريش ميرز وعددا من حلفائه يستضيفون ترامب في لقاء قمة عبر الفيديو، في إطار الجهود المبذولة طوال الصيف لدعم أوكرانيا.
وأوضحت أن القمة الافتراضية ستضم ترامب، ونائبه جيه دي فانس، والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وعددا من القادة الأوروبيين المفضلين لدى الرئيس الأمريكي، مثل رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني. وسيحضر زيلينسكي الاجتماع في برلين، ومن المتوقع أن يُطلع الصحفيين لاحقا على آخر المستجدات.
وبحسب الصحيفة، تشير مجموعة واسعة من التصريحات العلنية الصادرة عن ميرز وآخرين إلى أن القادة سيناشدون ترامب عدم إبرام اتفاق سلام مع بوتين - دون علم زيلينسكي أو حلفائه الأوروبيين.
ومن المرجح أن يؤكد القادة الأوروبيون أن أي نقاشات حول شروط إنهاء الحرب يجب أن تبدأ بوقف إطلاق نار شامل. كما يعتقدون أن موافقة أوروبا ضرورية لأي خطط لفرض هدنة مع القوات الأوروبية.
وترى النيويورك تايمز أن هذه ستكون أحدث محاولة من ميرز ونظرائه الأوروبيين لدرء الدوافع أحادية الجانب لترامب ومنعه من الوقوع تحت تأثير روسيا - مع أن ميرز وحلفائه نادرا ما يُصورون الأمر على هذا النحو.
فبدلا من ذلك، يُصور المستشار اليميني الوسطي وزملاؤه القادة، مثل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، أنفسهم بانتظام على أنهم متحالفون مع ترامب بشأن أوكرانيا، حتى مع تشجيعهم له علنا وسرا على تقديم المزيد من الدعم لكييف.
وأضافت الصحيفة أن ميرز وحلفاءه يخشون مما قد تسفر عنه هذه المناقشة. لذلك، حشدوا في القمة الافتراضية كبار الأوروبيين الذين يتمتعون بعلاقات جيدة مع ترامب، بمن فيهم زعماء بولندا وفنلندا والأمين العام لحلف الناتو، مارك روته.
وبحسب الصحيفة، يرفض القادة الأوروبيون أي حديث عن إعادة ترسيم الحدود قبل موافقة بوتين على وقف إطلاق النار. فهم لا يريدون التفاوض على التنازل عن الأراضي الأوكرانية التي لا تسيطر عليها القوات الروسية حاليا. وكان المسؤولون الألمان أكثر غموضا في العلن بشأن إمكانية دعمهم لهدنة تتنازل عن بعض أجزاء من أوكرانيا ما قبل الحرب لصالح روسيا، مع أنهم بدوا في السر مستسلمين لهذا الاحتمال.
وفوق كل شيء، يخشى الأوروبيون أن يستخدم الجانب الروسي اجتماع ألاسكا لإقناع ترامب باتفاقية سلام لن يقبلها زيلينسكي أبدا، مما يدفع ترامب إلى صب جام غضبه على الزعيم الأوكراني.
وعندها، كما تقول الصحيفة، قد يُهدد ترامب بسحب الدعم الاستخباراتي الأمريكي الحاسم لأوكرانيا في ساحة المعركة، كما فعلت إدارته لفترة وجيزة هذا الربيع.
وأوضحت الصحيفة أن أوروبا ستستمر في دعم أوكرانيا في هذه الحالة، لكن مهمتها ستكون أكثر صعوبة. وقد أقر ميرز وقادة آخرون بالحاجة إلى الدعم الأمريكي.