تبدأ أوروبا اليوم فى مواجهة تبعات تطبيق الرسوم الجمركية الأمريكية التى فرضها الرئيس دونالد ترامب بنسبة 15% على العديد من صادراتها إلى الولايات المتحدة، في خطوة تثير مخاوف متزايدة حول تأثيرات اقتصادية سلبية على أسواق الاتحاد الأوروبي.
ويأتي هذا التصعيد وسط تهديدات صريحة من ترامب برفع هذه التعريفات إلى 35% في حال عدم التزام الأوروبيين بالتعهدات التجارية التي أُبرمت مؤخراً، وتبرز قضايا الأدوية وأشباه الموصلات كأبرز نقاط الخلاف العالقة في المفاوضات، مما يزيد من حالة عدم اليقين ويُهدد العلاقات التجارية بين الجانبين في ظل تصاعد الحرب التجارية وتوترات السوق العالمية.
وهدد ترامب بزيادة الرسوم الجمركية على الاتحاد الأوروبي من 15% إلى 35% إذا لم يلتزم بتعهداته التجارية، دون توضيح تفاصيل أو مهلة زمنية.
كما شملت التهديدات قطاع الأدوية، حيث أشار ترامب إلى أن الرسوم الجمركية على المنتجات الدوائية ستكون منخفضة في البداية، لكنها قد ترتفع تدريجياً لتصل إلى 250% خلال عام أو عام ونصف، معتبراً أن الهدف هو إعادة تصنيع الأدوية داخل الولايات المتحدة.
وأشار أيضاً إلى أنه سيعلن قريباً عن رسوم جمركية على واردات أشباه الموصلات، في إطار سعي الإدارة الأمريكية لإعادة تشكيل التجارة العالمية وتقليل الاعتماد على الواردات الاستراتيجية.
تأتي تصريحات ترامب في ظل توترات تجارية وجيوسياسية متزايدة، حيث تسعى الولايات المتحدة إلى تعزيز صناعاتها المحلية وتقليل الاعتماد على الشركاء الخارجيين في قطاعات حيوية مثل الطاقة والدواء والتكنولوجيا.
الاتفاق الأمريكي الأوروبى
وتم الاتفاق سياسيا على معظم بنود الاتفاقية فى 27 يوليو الماضى خلال اجتماع عقد فى تيرنبيري باسكتلندا، حيث تم تحديد تعريفة جمركية عامة بنسبة 15% على معظم صادرات الاتحاد الأوروبي إلى الولايات المتحدة. وتشمل الالتزامات أيضاً شراء وقود أمريكي بقيمة 750 مليار دولار واستثمارات إضافية بقيمة 600 مليار دولار خلال السنوات الثلاث المقبلة.
ومع ذلك، بقيت العديد من القضايا الفنية غير محسومة، مثل موعد نشر النص النهائي للاتفاق، وحسم طبيعة التعريفات الجمركية على منتجات الأدوية وأشباه الموصلات، إضافة إلى تحديد قائمة المنتجات المعفاة من الرسوم.
الأدوية وأشباه الموصلات.. نقاط الخلاف الأساسية
تصر بروكسل على أن تخضع الأدوية لتعريفة الجمركية البالغة 15%، فيما يرفض الرئيس الأمريكي ترامب شمول القطاع، متهماً بعض الدول الأوروبية بالاستفادة المفرطة من هذا السوق. وأعلن ترامب نية فرض رسوم متزايدة على الأدوية خلال العام المقبل، قد تصل إلى 250%.
وبالنسبة لأشباه الموصلات، تهدد تعريفة جمركية بنسبة 100% فرضها واشنطن في حال لم تكن المنتجات مصنعة محلياً داخل الولايات المتحدة، ما يعكس رغبة أمريكية في إعادة إحياء الصناعة المحلية، لكنه يخلق تحديات كبيرة لصادرات الاتحاد الأوروبي
التأثير الاقتصادي المتوقع على أوروبا
فرض هذه الرسوم الجمركية سيشكل عبئاً إضافياً على الاقتصاد الأوروبي، حيث يعتمد العديد من الصناعات الأوروبية على تصدير المنتجات إلى السوق الأمريكية.
قطاع الأدوية: رفع الرسوم قد يؤدي إلى زيادة الأسعار وتراجع الصادرات الأوروبية، مما يضر بقطاع حيوي يوفر ملايين الوظائف
أشباه الموصلات: قد تعرقل الرسوم خطط التصنيع الأوروبية وتعزز الاعتماد على سلاسل إمداد غير مستقرة.
السيارات ومكوناتها: رغم تأجيل فرض الرسوم على السيارات، إلا أن استمرار التوترات قد يضر بالقطاع الذي يشكل جزءاً كبيراً من الناتج الصناعي الأوروبي.
الحرب التجارية مستمرة
رغم إعلان الاتحاد الأوروبي تعليق الإجراءات الانتقامية على واردات من الولايات المتحدة بقيمة 93 مليار يورو لمدة ستة أشهر، إلا أن التوترات التجارية لم تنتهِ بعد، وسط تهديدات متبادلة من كلا الطرفين بفرض رسوم إضافية.
كما يواصل الرئيس الأمريكي استخدام الرسوم كأداة ضغط سياسي، حيث فرض تعريفات مرتفعة على دول أخرى مثل البرازيل والهند، ما يزيد من المخاطر على الاقتصاد العالمي.