كتبت إيمان علي
قال اللواء الدكتور رضا فرحات، نائب رئيس حزب المؤتمر وأستاذ العلوم السياسية، إن مصر استطاعت أن تصنع الحدث الثقافي الأضخم في العالم من قلب القاهرة إلى شاشات مئات الملايين حول العالم، من خلال الاحتفال التاريخي بافتتاح المتحف المصري الكبير، الذي جاء تتويجا لسنوات من العمل الدقيق والتخطيط العلمي والتنظيم المحترف الذي يعكس قوة الدولة المصرية وقدرتها على صياغة لحظات استثنائية يتوحد فيها الماضي مع الحاضر والمستقبل.
وأوضح فرحات، أن مشاهد الافتتاح التي انتقلت للعالم في بث حي واسع النطاق أكدت أن مصر تمتلك أدوات القوة الناعمة بصورة حضارية حقيقية، وليست مجرد شعارات، مضيفا أن ما جرى لم يكن مناسبة ثقافية فقط، بل كان إعلانا سياسيا ورسالة دولية مفادها أن مصر قادرة على قيادة المشهد الثقافي والسياحي عالميا، بما تملكه من تاريخ فريد وإرث إنساني لا ينافسه أي بلد آخر.
وأشار إلى أن المتحف المصري الكبير يمثل أكبر منصة حضارية و أثرية في العالم، فهو ليس مجرد متحف بالمعنى التقليدي، بل مدينة ثقافية متكاملة مزودة بأحدث تقنيات العرض والتقديم، ما يجعل تجربة الزائر ليست مشاهدة آثار فقط، بل العيش داخل سرد بصري وتاريخي يروي قصة مصر منذ آلاف السنين وحتى اليوم مؤكدا أن هذا المشروع الضخم يعد من أهم مشروعات القوة الناعمة التي تعزز صورة مصر عالميا، وتعيد تقديم الشخصية المصرية باعتبارها صانعة حضارة و راعية للسلام والمعرفة.
وتابع فرحات أن هذا الافتتاح الضخم يحمل مدلولات اقتصادية أيضا، فهو سيسهم في زيادة تدفقات السياحة العالمية إلى مصر بصورة غير مسبوقة، و سيعيد رسم الخريطة السياحية الدولية، خاصة مع الربط بين المتحف ومنطقة الأهرامات، ما يشكل ما وصفه بـ"العاصمة الحضارية للبشرية" كما أن هذا الحدث يعزز ثقة المستثمرين ويدعم رؤية الدولة للتنمية المستدامة في مختلف القطاعات.
وأوضح فرحات أن ما رأيناه هو صورة مصر الجديدة؛ مصر التي تعتز بجذورها وتثق في حاضرها وتتقدم نحو المستقبل بثبات ومصر التي لا تكتفي بأنها صاحبة أعظم حضارة، بل تملك القدرة على تقديمها للعالم بأرقى وأحدث وسائل المعرفة و الإبهار مؤكدا أن المتحف المصري الكبير ليس مجرد افتتاح، بل هو فصل جديد تكتب فيه مصر تاريخها من جديد أمام العالم.