في وقت تستعيد فيه القارة الأفريقية مكانتها على الخريطة الاقتصادية العالمية، وتتسارع جهود تحقيق التكامل الإقليمي، جاء الاحتفال بيوم الإحصاء الأفريقي هذا العام ليُسلّط الضوء على الدور المحوري للبيانات في رسم السياسات التنموية.
فبينما تتجه دول القارة نحو تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري، تكشف أحدث بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء عن نمو لافت في العلاقات التجارية بين مصر ودول الاتحاد الأفريقي خلال عام 2024، بما يعكس توسع الدور المصري داخل المنظومة الأفريقية.
احتفال برؤية تنموية موحدة
يحيي الجهاز المركزي للتعبئة العامة للإحصاء، اليوم الثلاثاء، الموافق 18 نوفمبر 2025 فعاليات يوم الإحصاء الأفريقي، الذي تأسس عام 1990 بهدف تعزيز الوعي بأهمية البيانات في تحقيق التنمية المستدامة.
ويأتي احتفال هذا العام متزامنًا مع إعلان الرئيس عبد الفتاح السيسي إطلاق النسخة الخامسة من أسبوع الاتحاد الأفريقي لإعادة الإعمار والتنمية ما بعد النزاعات، خلال الفترة من 17-23 نوفمبر، تحت شعار: “إعادة بناء الحياة بعد النزاع من خلال العدالة التعويضية”، وهي فعاليات تستضيف القاهرة جزءًا رئيسيًا منها.
كما يحمل الاحتفال هذا العام شعارًا دوليًا لافتًا، وهو: “الاستفادة من الابتكارات في البيانات لتعزيز العدالة والسلام والشمولية ومجتمع مزدهر للأفارقة”،
وهو ما يؤكد– وفق جهاز الإحصاء– أهمية تطوير قواعد البيانات الرسمية كأداة لتسريع النمو الاقتصادي وتحسين جودة السياسات الاجتماعية.
جهاز الإحصاء ودوره في دعم التكامل الأفريقي
يؤكد الجهاز استمراره في دعم الجهود القارية لتطوير منظومة الإحصاءات، من خلال المشاركة الفاعلة في المبادرات الإقليمية مثل:
- إستراتيجية تنسيق ومواءمة الإحصاءات في أفريقيا SHASA2
- إستراتيجية الكوميسا لتطوير الإحصاءات
- ضمان اتساق الإستراتيجية الوطنية للإحصاءات في مصر مع الأجندة التنموية الأفريقية 2063
وفي هذا السياق، يصدر الجهاز بيانين جديدين، الأول: حول العلاقات الاقتصادية بين مصر ودول الاتحاد الأفريقي، والثاني: بشأن تطورات النمو السكاني في القارة الأفريقية وما يرتبط به من تحديات وفرص.
7.6% نموًا في التبادل التجاري بين مصر ودول الاتحاد الأفريقي
وتكشف البيانات المعلنة من قبل "الإحصاء" عن ارتفاع حجم التبادل التجاري بين مصر ودول الاتحاد الأفريقي إلى 9.9 مليار دولار عام 2024، مقابل 9.2 مليار دولار عام 2023، بنسبة زيادة 7.6%، ما يعكس توسع حركة التجارة البينية في ظل اتفاقيات التعاون والشراكات المستمرة.
الصادرات المصرية
بلغت قيمة الصادرات المصرية إلى دول الاتحاد الأفريقي 7.8 مليار دولار عام 2024، مقابل 7.4 مليار دولار عام 2023.
وجاءت أعلى 5 دول استقبلت الصادرات المصرية بنسبة 69.1% من إجمالي دول الاتحاد الأفريقي، متمثلة فى التالى:
1. ليبيا – 2.0 مليار دولار (25.6%).
2. المغرب – 1.1 مليار دولار (14.1%).
3. الجزائر – 1.0 مليار دولار (12.8%).
4. السودان – 884 مليون دولار (11.5%).
5. تونس – 369 مليون دولار (5.1%).
أهم السلع المصدرة:
• الأسمنت والملح: 700 مليون دولار (9%).
• لدائن ومصنوعاتها: 593 مليون دولار (7.7%).
• منتجات مطاحن (دقيق ونشا): 410 ملايين دولار (5.1%).
الواردات المصرية
ارتفعت الواردات المصرية من دول الاتحاد الأفريقي إلى 2.1 مليار دولار عام 2024، مقابل 1.8 مليار دولار عام 2023.
وتمثلت أهم 5 دول مصدرة لمصر بنسبة 80.7% من الإجمالي، فى :
1. الكونغو الديمقراطية – 662 مليون دولار (33.3%).
2. السودان – 293 مليون دولار (14.3%).
3. كينيا – 260 مليون دولار (14.2%).
4. نيجيريا – 165 مليون دولار (9.5%).
5. جنوب أفريقيا – 158 مليون دولار (9.4%).
أبرز السلع المستوردة:
• النحاس ومصنوعاته: 742 مليون دولار (33.3%).
• البن والشاي والبهارات: 287 مليون دولار (14.3%).
• الوقود والزيوت المعدنية: 204 ملايين دولار (9.5%).
• حيوانات حية: 148 مليون دولار (4.8%).
فيما تمثلت تفاصيل التبادل مع التكتلات الإقليمي "الكوميسا والساحل والصحراء وحوض النيل" ، وفقا لبيانات جهاز الإحصاء، فى التالى:
تجمع الساحل والصحراء
بلغ حجم النمو فى التبادل التجارى بينه وبين مصر 6.2% بإجمالى 6.9 مليار دولار، موزعة بين الصادرات: بقيمة 5.9 مليار دولار، والواردات بقيمة 1.049 مليار دولار.
الكوميسا
بلغ حجم النمو فى التبادل التجارى بينها وبين مصر 1.7% بإجمالى 5.9 مليار دولار، موزعة بين الصادرات: بقيمة 4.4 مليار دولار، والواردات بقيمة 1.5 مليار دولار. بانخفاض 6.3%.
دول حوض النيل
تراجع حجم التبادل التجارى معها خلال عام 2024 بنسبة انخفاض 3.3%، حيث بلغ إجمالي التبادل 2.9 مليار دولار، منهم 1.6 مليار دولار صادرات، ونحو 1.3 مليار دولار واردات.
وبقراءة تلك البيانات، يتبين أن مصر تواصل تعزيز حضورها الاقتصادي داخل أفريقيا، وهو ما أكدته الأرقآم والمؤشرات خلال عام 2024، سواء عبر زيادة الصادرات، أو تنويع الشركاء التجاريين، أو دعم التكامل الإقليمي من خلال تكتلات مثل الكوميسا والساحل والصحراء.
كما تُظهر الأرقام أن البنية الإحصائية الدقيقة أصبحت عنصرًا أساسيًا في صناعة القرار الاقتصادي، وهو ما يتوافق مع شعار يوم الإحصاء الإفريقي هذا العام الداعي للاستفادة من الابتكار في البيانات لخدمة السلام والتنمية والعدالة في القارة.