يشهد قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في مصر خطوة مهمة نحو تعزيز مكانة البلاد في تقديم خدمات التعهيد، مع الإعلان عن أنه سيتم توقيع 50 مشروعًا جديدًا مع 50 شركة كبرى للتوسع في العمل بمجال التعهيد يوم الأحد المقبل، وتأتي هذه الخطوة في إطار جهود الحكومة لتطوير هذا القطاع الحيوي وفتح فرص عمل جديدة للشباب المصري، وتعزيز قدرة مصر التنافسية في الأسواق الإقليمية والدولية.
50 شركة كبرى تبدأ التوسع في العمل في مجال التعهيد
وأعلن الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزارء عن زيارة يوم الأحد القادم لتوقيع 50 مشروعا جديدا مع 50 شركة كبرى ستبدأ في التوسع في العمل في مجال التعهيد، حيث تتقدم مصر على دول كثيرة في صناعة التعهيد، مشيرا أن قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات يمثل قاطرة تنمية للشباب المصري.
وفي سياق التطورات الاقتصادية للقطاع، نمت الصادرات الرقمية 4 أضعاف لتصل إلى حوالي 6.9 مليار دولار في عام 2024 مقارنة بـ 1.5 مليار دولار في 2014، فيما بلغت صادرات التعهيد نحو 4.3 مليار دولار في 2024 بنسبة نمو 80% خلال عامين، وجاءت مصر في المركز الثالث عالميًا في مؤشر الثقة في مواقع تقديم خدمات التعهيد العابرة للحدود 2023، وفقا لبيانات وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
مصر واحدة من أبرز المقاصد الجاذبة للاستثمارات
وفي إطار جهود وزارة الاتصالات لتعزيز مكانة مصر كمنافس إقليمي في تقديم خدمات التعهيد، وتنفيذًا لاستراتيجية مصر الرقمية لتنمية صناعة التعهيد 2022-2026، شهدت هذه الصناعة نموًا متسارعًا خلال الأعوام الماضية، مما جعل مصر واحدة من أبرز المقاصد الجاذبة للاستثمارات في هذا المجال.
وقد أسفرت هذه الجهود عن زيادة كبيرة في حجم استثمارات الشركات العالمية والمحلية العاملة في التعهيد، حيث ارتفع عدد الشركات بنسبة 180% منذ عام 2021 ليصل إلى 186 شركة بنهاية 2024، صعودًا من 64 شركة، كما بلغ عدد مراكز التعهيد التابعة لهذه الشركات 206 مركزًا متخصصًا في تقديم الخدمات الرقمية موزعة في مختلف المحافظات.
سوق العمل يشهد تطورًا كبيرًا
ونتيجة للجهود المبذولة للتوسع في البرامج التدريبية في تخصصات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لتلبية احتياجات الشركات من الكوادر المؤهلة وصقلها بالمهارات التقنية واللغوية، شهد سوق العمل في هذا القطاع تطورًا كبيرًا، إذ ارتفع عدد العاملين من 105 آلاف متخصص بنهاية 2022 إلى 150 ألفًا بنهاية 2024.
كما تم إصدار إطار تنظيمي خاص بمراكز الاتصال، بهدف تنظيم وتطوير هذا القطاع الحيوي، ومنح تراخيص إنشاء وتشغيل مراكز الاتصال لعدد 7 من كبرى الشركات العاملة في هذا المجال كدفعة أولى، لتعزيز البيئة الاستثمارية وضمان تقديم خدمات متميزة على مستوى الجودة والكفاءة.
كذلك تعمل الحكومة على تعزيز البنية التحتية الرقمية في جميع المحافظات، بما يشمل تطوير مراكز البيانات، وتحسين شبكات الاتصالات والإنترنت، وتوفير بيئة تقنية داعمة للشركات المحلية والعالمية، وتستهدف هذه الخطوة جذب المزيد من الاستثمارات وتسهيل عمل الشركات في تقديم خدمات التعهيد بأعلى مستويات الجودة والكفاءة.
برامج تدريبية متخصصة في مجالات الاتصالات
وتولي الحكومة اهتمامًا كبيرًا بتطوير المهارات الفنية واللغوية للشباب العاملين في قطاع التعهيد، حيث تم إطلاق برامج تدريبية متخصصة في مجالات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والخدمات الرقمية. ويهدف هذا التوجه إلى توفير كفاءات مؤهلة تلبي احتياجات الشركات العاملة في هذا القطاع، وتعزيز فرص العمل للشباب المصري بما يتوافق مع متطلبات السوق المحلي والعالمي.
تشير صناعة التعهيد إلى تقديم خدمات أو وظائف معينة من قبل شركات خارجية نيابة عن شركات أخرى، وتشمل مجالات متعددة مثل مراكز الاتصال، الخدمات الرقمية، البرمجة، التصميم، الدعم الفني، وإدارة العمليات، وتعتمد هذه الصناعة على نقل المهام من الشركات الأصلية إلى جهات متخصصة يمكنها تنفيذها بكفاءة أعلى وتكلفة أقل، ما يعزز القدرة التنافسية للشركات ويتيح فرصًا واسعة للتوظيف في مختلف المجالات.