انطلقت اليوم الأحد فعاليات اليوم الثانى من مصر للإعلام فى نسخته الثالثة، تحت عنوان "2030.. من سيستمر؟" بمشاركة أكثر من 2500 صحفى من مصر والمنطقة وأنحاء العالم.
وبدأت الفعاليات بندوة بعنوان "غزة التغطية مستمرة" وذلك بحضور عدد كبير من الصحفيين والإعلاميين والخبراء
و فى البداية قال السفير أحمد رشيد خطابى، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية رئيس قطاع الإعلام والاتصال، أن الترابط بين العمل السياسى والإعلامى وثيق.
وأكمل أن الآلاف من الشهداء فى غزة والمصابين والوعى والمرضى ينتظرون إعادة البناء، حيث دمر كل شىء من مستشفيات ومنازل ودور عبادة وغيرها.
مؤكدا على أهمية دور الأطراف الإقليمية وفى مقدمتها مصر لوقف التهجير وعدم تصفية القضية الفلسطينية، مشيرا إلى أن على الإعلام العربى مواكبة الديناميكية التى تمت صياغتها فى شرم الشيخ لتعميق الحوار وفتح آفاق القضية الفلسطينية وفقا الثوابت العربيه بحل الدولتين وقرارات الشرعية الدولية.
مقدما التحيه للأعلام فى متابعه عامين من الحرب على غزة، فقاموا بجهد جبار لإظهار الحقيقة مقدمين كل التضحيات، لأن أول ضحية فى الحرب هى الحقيقية، مشددا على أن الإعلام بذل كل الجهد لإظهار تلك الحقيقة.
وأوصى أن جامعة الدول العربية وتحديدا قطاع الإعلام شعر بضرورة التدخل منذ اغتيال شرين أبو عاقلة وتم اتخاذ قرار فى اجتماع وزراء الإعلام العرب بجعل يوم 11 مايو يوم التضامن مع الصحافة والإعلام الفلسطيني، وأضاف أن عدد الشهداء من الصحفيين هو رقم مرعب لم يحدث مسبقا فى أى من الحروب.
وأكد أن قطاع الإعلام بجامعة الدول العربية دعوا إلى تنظيم ملتقى لإظهار ما يتعرض له الصحفى الفلسطينى من انتهاكات من قبل الإسرائيلين، ونعمل حاليا على ذلك الملتقى لضمان وتأمين الحماية اللازمة لكل الصحفيين سواء الفلسطينين أو غيرهم، نظرا لطبيعة عملهم الخطر وخصوصا فى مناطق الحروب والصراعات.
و من جانبها قالت دانا أبو شمسية، مراسلة القاهرة الإخبارية -والتى كانت تغطى ميدانيا فى القدس- أنها كانت تغطى تحت قصف الصواريخ بصحبه نجبتها ذات الأربع سنوات وكانت تخرج على الهواء لإظهار الحقيقة، مشيره إلى أن الواجب الوطنى دائما يغلب الواقع، حيث أنها كانت دائما تحزن وتشعر بالأحداث وكونها صحفيه فلسطينية فهى ليس فقط ناقله للحدث فقط بل جزء من الحدث، حيث فى أحد المرات خرجت لتغطية اغلاق المسجد الاقصى لتتحول هى إلى الخبر عندما اعتقلت من قبل القوات الإسرائيلية.
وأكملت دانا أبو شمسية أن للأسف اعتياد المشهد يضعفه، لذلك يجب على الإعلام أن يتجه فى التغطية إلى القصص والسرد وليس فقط العواجل، مثل قصص امهات الشهداء وغيرها من قصص ما حدث من أحداث خلال الحرب، من مفقودين ونصابين ومشردين فقدوا منازلهم وكل ما يملكون فى الحرب.
وأشارت لأن الصحفيين الميدانيين يحتاجون إليه تدريب مسبق قبل الذهاب الميدان، كما يجب التوعية النفسية للصحفى العامل فى مجال الإعلام، ليظل الصحفى إنسانا ولا تتلبد مشاعره مع مرور الوقت، بالإضافة إلى الحماية الدولية، حيث أنها تعرضت أكثر من مرة للاعتقال من قبل جيش الاحتلال. وشدد أنه بالرغم من كل محاولات إيمانهم فأن القضية الفلسطينية أن تموت وستبقى للأبد.
بينما أكد يوسف الأستاذ، مدير الأخبار بقناة الغد- الغزاوى الأصل - أن الإعلام هو مرآة لما يحدث على أرض الواقع، حيث أن الحرب الحقيقية تبدء الان بعد 13 اكتوبر بعد مؤتمر شرم الشيخ، حيث توقف إطلاق النار ولكن بدأت معركه إعادة الحياة وإعادة العمران، حيث أن الحرب الإسرائيلية على غزة خلال عامين دمرت كل البنية التحتية من منازل ومدارس ومستشفيات.
مشيرا إلى أن دور الإعلام الاستمرار فى التغطيه لأن الضمير العالمى ذاكرته قصيرة فلو اختفت القضية عن التغطية سيتم نسيانها، ولابد من الاهتمام بالقصص الإنسانية والاهتمام بإظهار معاناة الشعب الفلسطينى والصراع الواقع حاليا، فلابد من عمل مهنى احترافى يختلف عن السابق بإظهار ليس فقط سقوط الصواريخ، بل إعادة البناء.
وأكمل يوسف الاستاذ أن كل الصحفيين فى غزة قدموا كل التحديات خلال العامين الماضيين عملوا فى ظروف استثنائية، بلا مكاتب حيث دمرت إسرائيل خلال الأسبوع الأول من الحرب كل المكاتب الصحفية، واصبح الصحفيين يعملون بلا معدات من الشارع، يعملون بهواتفهم الشخصية، وفقدنا 255 صحفيا هو أكثر مما فقد خلال الحرب العالمية، وكانت تعلن مسئوليتها بكل وقاحة، بل تفاخرت باغتيال الصحفيين.
مستطردا أن ذروة التغطية انخفضت بالفعل بعد استمرار الحرب وكثرة العوامل واعتياد مشاهد القصف، فلابد على الإعلام أن يطلق مسار للتغطية طويلة الأمد للحرب على غزة حتى لا تنسى القضية ولا تموت القضية، حيث أن الشاهدين عليها لازالوا احياء، فيجب التركيز على قصص الحياة وإعادتها إلى قطاع غزة، والالتزام بمعايير الدقة فى النشر، بمصادر موثوقة حتى لا تسيء للقضية، وحماية الكرامة الإنسانية فلا تكون متاجرة بالشعب الفلسطينى، وطمس وجوه الأطفال والمصابين إلا للضرورة، وتدريب الصحفيين الميدانيين وخاصه المتواجدين فى قطاع غزة، وضرورة إدخال صحفيين عرب وأجانب لنقل الصورة حيث لم يدخل صحفى واحد منذ 7 أكتوبر.
وكانت إدارة "منتدى مصر للإعلام " كشفت عن أن نسخة هذا العام ستبحث مستقبل صناعة الإعلام فى ظل التطورات التكنولوجية المتلاحقة على جميع الأصعدة.
وأوضحت إدارة المنتدى أن التطورات التكنولوجية المتلاحقة باتت قوة تعيد صياغة مستقبل الصناعة، ما يحتم على وسائل الإعلام اتخاذ خطوات عدة لمواكبة تلك التطورات لضمان استمرار عملها وفاعليتها.
وأشارت إدارة المنتدى إلى أن نسخة هذا العام ستكون استثنائية على جميع الأصعدة وسيشارك فيها نخبة من أبرز صناع الإعلام فى مصر والمنطقة العربية والعالم، يطرحون رؤاهم وخبراتهم، ويبحثون آليات تطوير الإعلام على مستوى الفرد والمؤسسة، وذلك بحضور شخصيات محلية ودولية رفيعة المستوى.
ويعقد منتدى مصر للإعلام 2025، بالتعاون مع عدد من الشركاء المصريين والإقليميين والدوليين البارزين.