في الوقت التي تسود حالة من الهدوء الحذر في قطاع غزة الذى أصبح بمثابة (حقل ألغام مفتوح)، رغم انتهاكات قوات الاحتلال الإسرائيلية، اتفاق وقف إطلاق النار المبرم مع الفصائل الفلسطينية بفضل الجهود المصرية القطرية الأمريكية، تسود حالة من الفوضى في الضفة الغربية بسبب قطعان المستوطنين الذى يفسدون في الأرض ويهلكون الحرث والنسل، حيث يهاجموا المزارعين الفلسطينيين أثناء قطفهم ثمار الزيتون، في الوقت الذى وافق فيه البرلمان الإسرائيلي مبدئياً، على مشروع قانون يهدف لفرض السيادة على الضفة الغربية المحتلة، وهو إجراء يعد بمثابة ضم أراضٍ تحتلها إسرائيل منذ عام 1967، ويطالب بها الفلسطينيون لإقامة الدولة الفلسطينية.
لكن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قلل من أهمية مساعي بعض المشرعين الإسرائيليين لضم الضفة الغربية، قائلا إن إسرائيل "لن تفعل شيئاً بشأن الضفة".، وقال ترامب للصحفيين في البيت الأبيض: "لا تقلقوا بشأن الضفة الغربية. إسرائيل لن تفعل شيئاً بالنسبة للضفة الغربية، محذرا نتنياهو من ضم الضفة الغربية
بدوره وصف نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس، التصويت التمهيدي في الكنيست الإسرائيلي على ضم الضفة الغربية المحتلة بالقرار "الغبي"، مؤكداً - خلال زيارته لإسرائيل - أن سياسة الرئيس دونالد ترامب لا تزال قائمة، وهي رفض ضم الضفة الغربية المحتلة.
وفي السياق، قال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو الجمعة، إن أي محاولة إسرائيلية لضم الضفة الغربية، من شأنها تهديد عملية السلام الجارية.
ورداً على سؤال، بشأن تصويت الكنيست لضم الضفة، قال روبيو: "هذا تصويت في الكنيست، بعض العناصر حاولت إحراج (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو خلال تواجد نائب الرئيس الأميركي هنا، ويكفي القول إننا لا نعتقد أنه سيحدث".
وتابع في تصريحات من مركز التنسيق المدني العسكري: "ولكن هذا من شأنه أن يهدد هذه العملية بأكملها (اتفاق غزة)، الجميع يجب أن يفهم أنه إذا حدث ذلك الآن، فإن الكثير من الدول المنخرطة في هذا لن تريد الانخراط فيه".
وقال: "هذا تهديد لعملية السلام. نحن نركز على السلام والأمن حالياً".
وفي غزة، وصف خبير إزالة الذخائر المتفجرة في منظمة "هيومانيتي آند إنكلوجن" للإغاثة نيك أور، قطاع غزة بأنه "حقل ألغام مفتوح"، مشيرا إلى أن تطهير غزة من الذخائر غير المنفجرة على الأرجح سيستغرق ما بين 20 و30 عاما.
وأظهرت قاعدة بيانات الأمم المتحدة، أن أكثر من 53 شخصا استشهدوا، وأصيب المئات بسبب مخلفات الحرب التي استمرت عامين، وترجّح منظمات الإغاثة أن هذا العدد أقل بكثير من الحقيقي.
وقال: "إذا كنت تتطلع إلى إزالة الأنقاض تماما، فهذا لن يحدث أبدا، إنها تحت الأرض. سنظل نجدها لأجيال مقبلة".
وأضاف أن "الإزالة من على سطح الأرض، أمر يمكن تحقيقه في غضون جيل، أعتقد من 20 إلى 30 عاما يكون ذلك حلَّا لجزء صغير جدا من مشكلة كبيرة للغاية".
وفي سياق أخر، دُفنت عشرات جثامين الشهداء الفلسطينين في قطاع غزة دون التعرف على هُويّات أصحابها جراء آثار التعذيب، بعد تسليمها من قبل قوات الاحتلال.
وتصل الجثامين الفلسطينية من الجانب الإسرائيلي مجهولة الهوية، وتبذل السلطات في غزة جهودا مضنية للتعرف إليها بوسائل محدودة وإمكانيات بدائية.
وتشمل الإجراءات استدعاء عائلات المفقودين لمحاولة التعرف على الجثامين من علامات ظاهرية مثل الملابس أو ملامح الجسد كالطول والبنية والإصابات.
وفي الضفة الغربية التي يسعى الاحتلال إلى فرض السيادة عليها بشكل كامل، أضرم مستعمرون الجمعة، النيران في ثلاثة مركبات في بلدة دير دبوان شرق مدينة رام الله، وأفاد رئيس بلدية دير دبوان عماد مصبح لـ"وفا" بأن مستعمرين هاجموا منطقة التل في دير دبوان، وأشعلوا النيران في المركبات الثلاثة، قبل أن يلوذوا بالفرار.
ونفذ المستعمرون الشهر الماضي، 490 اعتداء، واستهدفت القرى والتجمعات البدوية الفلسطينية، إذ تركزت في محافظات الخليل بواقع 127 اعتداء ورام الله بـ 122 اعتداءات، ونابلس بـ 115 اعتداء على يد المستعمرين.
كما هاجم مستعمرون، مزارعين ومتضامنين أجانب، في بلدة كفر مالك شرق رام الله، ومنعتهم من الوصول إلى أراضيهم، وهاجم آخرون مزارعين أثناء قطفهم ثمار الزيتون في أراضي قرية بيت إكسا شمال غرب القدس.
وأفادت مصادر محلية، بأن مجموعة من المستعمرين، هاجموا المزارعين رفقة متضامنين، أثناء توجههم لأرضهم في المناطق الجنوبية القريبة من الشارع الالتفافي، ومنطقة "المناطير" شرقا، وأجبروهم على العودة.
وبحسب هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، فإن طواقمها رصدت ما مجموعه 158 اعتداء ضد قاطفي الزيتون منذ بداية الموسم الحالي، حيث نفذ جيش الاحتلال 17 اعتداء، فيما نفذ المستعمرون 141.
وأفاد شهود عيان لـ"وفا" بأن مجموعة من المستعمرون من مستعمرة "راموت" المقاومة على أراضي المواطنين هاجموا عددا من المواطنين بالحجارة والشتائم، في منطقة وادي المدينة، وحاولوا طردهم من أراضيهم، بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وأضاف الشهود، أن المزارعين تصدوا للمستعمرين، واستكملوا أعمالهم رغم الاعتداء، مؤكدين أن هذه الهجمات تتكرر سنويا خلال موسم قطف الزيتون، ضمن محاولات الاستيلاء على مزيد من أراضي القرية المحاصرة بالجدار والمستعمرات.
وتتعرض قرية بيت إكسا منذ سنوات لاعتداءات متكررة من قبل المستعمرين، خاصة خلال موسم قطف الزيتون، حيث يمنع الاحتلال في كثير من الأحيان دخول المزارعين إلى أراضيهم إلا بتصاريح خاصة وضمن أيام محددة، في إطار سياسة تهدف إلى تهجير السكان والسيطرة على الأراضي الزراعية المحاذية لمستعمرة "راموت" وجدار الفصل العنصري.
في السياق أخر، طالبت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) الجمعة، إسرائيل بإيقاف جميع عمليات ضم الأراضي في الضفة الغربية، بوصفها مخالفة جسيمة للقانون الدولي.
وحذرت الوكالة التابعة للأمم المتحدة عبر منصة "إكس"، من أن الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، تشهد تصعيداً حاداً في العنف منذ اندلاع الحرب في غزة.
وأكدت الأونروا على وحدة مستقبل قطاع غزة والضفة الغربية، مشيرة إلى أن أعمال العنف بالضفة أودت بحياة أكثر من ألف فلسطيني، خمسهم من الأطفال، وفقا لتقديرات الأمم المتحدة.