الأربعاء، 15 أكتوبر 2025 11:09 م

من يحتكر المستقبل؟.. تقرير أممى: الاقتصادات الكبرى تسيطر على الذكاء الاصطناعى.. وخبراء التكنولوجيا يرسمون خارطة طريق للدول النامية للحاق بالركب.. ويطالبون بوضعه ضمن أول ثلاث أولويات على أجندات الحكومات

من يحتكر المستقبل؟.. تقرير أممى: الاقتصادات الكبرى تسيطر على الذكاء الاصطناعى.. وخبراء التكنولوجيا يرسمون خارطة طريق للدول النامية للحاق بالركب.. ويطالبون بوضعه ضمن أول ثلاث أولويات على أجندات الحكومات جانب من المؤتمر
الأربعاء، 15 أكتوبر 2025 08:00 م
دبي آمال رسلان
 

وتثقيف المجتمع وإنشاء بنية تحتية قوية.. رئيس OpenAI يحذر من احتكار الذكاء الاصطناعي بأيدي الكبار.. ويؤكد: الأطفال المولودون 2025 لن يكونوا أذكي من الـAI

 

 
من يمتلك المفاتيح هو الأجدر بالقيادة، بهذه الجملة لخص كبار خبراء التكنولوجيا في العالم الاجابة على سؤال من سيحكم ويتحكم بالذكاء الاصطناعي، حيث حذروا من أن الانقسام الحقيقي في المستقبل لن يكون بين من يبتكر الأنظمة الأذكى، بل بين من يستطيع الوصول إليها واستخدامها، مؤكدين أن هناك صراع محتدم يدور بين القوي الكبري حاليا في مقدمتها الصين وأمريكا حول القيادة في هذا المجال، وأن الاقتصادات الناشئة عليها الاسراع بتخصيص ميزانيات كبيرة في هذا القطاع حتي تتمكن من امتلاك مفاتيح هذا العالم المستقبلي، وأن الدخول إلي هذا السوق لم يعد رفاهية بل إن ميزانيته توازي في أهميتها ميزانيات "الدفاع".
وبجملة صادمة قال سام التمان الرئيس التنفيذي لـ OpenAI، "الأطفال المولودون في عام 2025، لن يكونوا أذكى من الذكاء الاصطناعي"، إلا أنه أضاف :"لكني لا أرى أن ذلك سيؤثر على سعادته أو على إحساسه بالرضا في الحياة"، واصفاً هذه الحقيقة بأنها تعبّر عن التحول العميق الذي يرافق ظهور الذكاء الفائق وتبدّل طبيعة التجربة الإنسانية نفسها.
ومن هذا المنطلق قال ألتمان، أن الذكاء الاصطناعي لابد أن يكون ضمن أهم ثلاثة بنود على أجندة الدول والحكومات، وربما حتى البند الأول على الأجندة الحكومية للدولة، قائلا :"نعتقد أن كل دولة ستحتاج إلى استراتيجية للذكاء الاصطناعي، ويجب أن تكون أولوية قصوى للقيادة الوطنية."
وأوضح والتمان، في جلسة نقاشية حول مستقبل المجتمعات الذكية، جيتكس جلوبال، أنه يجب على الحكومات ادراك أن الذكاء الاصطناعي تحول من مجرد أداة إلى وسيلة يمكن الاعتماد عليها بالكامل، قائلا :"الذكاء الاصطناعي انتقل من كونه مجرد لعبة أو أداة إلى أن أصبح أداة إنتاجية أساسية"، مستشهدا بالتحوّل النوعي في أداة Codex التي أظهرت مكاسب هائلة في إنتاجية مهندسي البرمجيات، وهو ما يتوقع أن يتكرر في جميع الأعمال المعرفية والعلوم.
كلام ألتمان يتوافق مع تقرير منظمة الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (الأونكتاد) 2025 والذي أكد على التوقعات بارتفاع حجم سوق الذكاء الاصطناعي العالمي من 189 مليار دولار أمريكي عام 2023 إلى 4.8 تريليون دولار أمريكي بحلول عام 2033 ، أي بزيادة قدرها 25 ضعفًا خلال عقد واحد فقط.
ووفقا للتقرير، بحلول ذلك الوقت، قد تتمكن الذكاء الاصطناعي من مضاعفة حصتها في سوق التكنولوجيا الرائدة العالمية ، من 7% إلى 29%، لتبرز كقوة مهيمنة في القطاع، إلا أنه حذر من أن هذا النمو السريع للذكاء الاصطناعي يُنذر باتساع الفجوة العالمية. حيث تستفيد الاقتصادات المتقدمة والكبيرة من تجمعات أكبر من المواهب من العمال ذوي المهارات اللازمة.
وهنا أكد والتمان على ضرورة جعل الذكاء الاصطناعي وفيراً ورخيصاً ومتاحاً للجميع، وتثقيف السكان لاستخدامه، لافتا إلى أن التحدي الأكبر في المرحلة المقبلة ليس تطوير الخوارزميات، بل ضمان أن تكون التكنولوجيا متاحة للجميع. ورأى ألتمان أن أفضل وسيلة لتجنّب تعمّيق التفاوت بين الدول والأفراد في عصر الذكاء الاصطناعي هي جعل الذكاء الاصطناعي "وفيراً ورخيصاً"، موضحاً أن هذه العبارة تختصر جوهر المرحلة المقبلة من التنمية العالمية. لكن الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI نبّه في الوقت نفسه إلى أن تسارع تطور الذكاء الاصطناعي قد يؤدي إلى تركز الفوائد في أيدي قلة من الدول والشركات ما لم تُتخذ إجراءات استباقية، داعياً إلى شراكة عالمية شاملة، وأوضح والتمان أن "تكلفة الذكاء ستتقارب مع تكلفة الطاقة". لذا، تحتاج الدول إلى استراتيجيات طاقة جريئة لتوسيع نطاق الذكاء الاصطناعي، محذراً من أن "أكبر خطر هو الفشل في الطموح"، وداعياً إلى التفكير بشكل أكبر والتحرك الآن. 
وتابع: "الذكاء الاصطناعي سيكون رائعاً للبشرية، لكن لا يمكن لأي منا تحقيق ذلك بمفرده. الأمر يتطلب تعاوناً بين دول وشركات وأفراد على كل المستويات"، وأضاف: "الذكاء الاصطناعي يجب أن يكون مورداً مشتركاً، لا امتيازاً خاصاً. على كل دولة أن تضع استراتيجية للذكاء الاصطناعي، وأن تعمل على تعليمه للجميع وضمان الوصول إليه".
وفي هذا الاطار قال تقرير الأمم المتحدة أنه يجب على البلدان النامية اللحاق باستراتيجياتها الوطنية، لافتا إلى انه لكي تتمكن البلدان النامية من المنافسة في عالم مدفوع بالذكاء الاصطناعي، فإنها تحتاج إلى إعادة النظر في سياساتها الصناعية، وتحويل التركيز نحو التكنولوجيا والابتكار والخدمات المعتمدة على المعرفة المكثفة.
وشدد التقرير الأممي على أنه يتعين عليهم اللحاق بالركب في وضع استراتيجيات وطنية للذكاء الاصطناعي، وأنه في 2023  كان لدى ثلثي الاقتصادات المتقدمة استراتيجية وطنية للذكاء الاصطناعي، مقارنةً بـ30% فقط من الدول النامية (باستثناء الدول الأقل نموًا). ومن بين الدول الأقل نموًا ، لم يكن لدى سوى 12% منها استراتيجية وطنية للذكاء الاصطناعي.
وتوقع ألتمان أن توفر وكلاء الذكاء الاصطناعي أنظمة تولد رؤى جديدة بحلول عام 2026، وروبوتات قادرة على أداء مهام في العالم الحقيقي بحلول عام 2027، مع إمكانية أن تقوم الروبوتات ومراكز البيانات ببناء خلفائها ذاتياً.
ووضع وبنج شياو الرئيس التنفيذي للمجموعة رائدة في مجال التكنولوجيا خارطة طريق من أربعة أركان أساسية لتحوّل الدولة لتصبح "قائمة على الذكاء الاصطناعي"، وهي، الأولي القيادة السياسية العليا والتى عليها أن تضع الذكاء الاصطناعي كأولوية قصوى على الأجندة الحكومية، ثم التعليم الشامل وتثقيف المجتمع بأكمله حول الذكاء الاصطناعي (من سن 7 إلى 70)، يليها البنية التحتية الضخمة من بناء مراكز بيانات عملاقة، وهنا يأتي دور الشراكات العالمية و تعزيز التعاون الدولي في المجال.
وقال "إنه كخدمة عامة فائقة نحول الذكاء الاصطناعي إلى تأثير ملموس يحقق ما كان يبدو مستحيلاً، ويعزز ذكاء الإنسان، ويسرّع التقدم بشكل مسؤول، ويغيّر طريقة عيشنا وعملنا وتواصلنا"، وقال أنه "طريق فائق عالمي لمنفعة فائقة"، إذ يتم توزيع الذكاء في كل مكان عبر مراكز بيانات ضخمة، وقال: "نعتبر أنفسنا بناة أمة رقمية، ونرغب في جمع الدول لبناء طريق فائق لرموز الذكاء"ن وأضاف: "نحن نقوم بكل هذا لأننا نؤمن بقدرة الذكاء الاصطناعي على تغيير حياة الناس وفتح آفاق جديدة مذهلة يستحقها الجميع".
وأشار إلى أن إنتاجية الموظفين تضاعفت 10 مرات بفضل وكلاء الذكاء الاصطناعي الذين يعملون إلى جانبهم، واصفاً ذلك بأنه "قفزة إنتاجية هائلة نراها اليوم".
وهو ما أكد عليه التقرير الأممي للتكنولوجيا والابتكار لعام 2025، الذي دعا إلى حوكمة شاملة للذكاء الاصطناعي تضع الناس في المقام الأول، ويحث على التعاون بين أصحاب المصلحة المتعددين لمواءمة الذكاء الاصطناعي مع أهداف التنمية العالمية وضمان تقاسم فوائده على نطاق واسع، إن التعاون الدولي الأقوى يمكن أن يضمن أن الذكاء الاصطناعي يقود التقدم الشامل - وليس تعميق التفاوتات.

الأكثر قراءة



print