في الوقت الذى تسارع فيه الدول للحصول على أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي مازال المجال كبيرا أمام الدول العربية لفتح أفاق الاستثمارات فيه، فيما كشفت دراسة حديثة عن أنه من المتوقع أن يحقق الذكاء الاصطناعي أعلى عائد على الاستثمار في مجال الكفاءة التشغيلية.
وذكرت الدراسة التى قامت بها كلاوديرا بالتعاون مع ResearchScape، والتي تضمنت إجابات من قادة تكنولوجيا المعلومات عبر الولايات المتحدة وأوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ، أن 29% من قادة تكنولوجيا المعلومات في المؤسسات أن الكفاءة التشغيلية هي المجال الأكثر احتمالاً لتحقيق أكبر عائد، تليها تجربة العملاء (18%)، ثم ابتكار المنتجات (15%)، وتوليد الإيرادات (14%)، وإدارة المخاطر (13%)، وأخيراً إنتاجية الكفاءات (11%).
ولفتت الدراسة إلى أنه في حين تزداد الثقة ببنية البيانات، تختلف أساليب التحكم في الوصول إلى البيانات بشكل واسع، وأفاد 44% من المشاركين بأن مؤسساتهم تعتمد على تصنيف كامل للبيانات مع تطبيق السياسات، وذكر 45% أنهم يستخدمون ضوابط وصول دقيقة بحسب نوع البيانات أو حساسيتها، بينما قال واحد من كل عشرة (10%) إن مؤسسته تستخدم فقط نظام الوصول القائم على الأدوار الأساسية.
تلك الدراسة تم الكشف عنها على هامش مؤتمر جيتكس جلوبال، والذى انطلق بمشاركة 6 شركات مصرية ناشئة في مجال التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والذي يهدف إلى رفع مستويات التمويل للشركات الناشئة، بما يحفّز الشراكات ويقود نموًا رقميًا شاملًا في اقتصادات الذكاء الاصطناعي الناشئة.
وقالت تريكسي لوه ميرماند نائب الرئيس التنفيذي لمركز دبي التجاري العالمي، فى تصريحات خاصة، إن قطاع التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي يشهد اليوم طفرة كبيرة في التقنيات الجديدة، بالتوازي مع صدور العديد من اللوائح والتشريعات الحديثة. كما نرى تحوّلًا واسعًا في اتجاه الاستثمارات وتمويل الابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي.
ولفتت إلى أنه من المهم جدًا أن يدرك المبتكرون الشباب وروّاد الأعمال في منطقتنا ما الذي يبدعه العالم من حولهم، وأن يتابعوا عن قرب ما يتم تطويره عالميًا، فالشراكات مع شركات التكنولوجيا الكبرى، ومع الحكومات، أصبحت اليوم عنصرًا محوريًا في بناء المستقبل.
وأضافت، "من هنا تأتي أهمية أحداث مثل GITEX وExpand North Star، اللذين يجمعان قادة التكنولوجيا وخبراءها من أكثر من 190 دولة، هذا النوع من التواصل وتبادل الخبرات والتقنيات والبحوث يمثل أساسًا ضروريًا لكل مؤسسي الشركات الناشئة، كي يتمكنوا من تهيئة مشروعاتهم لمستقبل أكثر استدامة واستعدادًا للتطور القادم".
وأكدت أنه من الحيوي جدًا لهؤلاء المؤسسين أن يلتقوا بالمستثمرين والحكومات وشركات التكنولوجيا الكبرى، حتى يتمكنوا من مواءمة منتجاتهم مع متطلبات السوق المتغيرة، كما يجدر بهم فهم ما يبحث عنه المستثمرون اليوم في مجال استثمارات الذكاء الاصطناعي، خاصة مع التحولات السريعة في الطلب، واهتمام قطاعات جديدة بالمجال، وهو ما برز بوضوح في نسخة هذا العام من Expand North Star.
وأضافت: "على سبيل المثال، يشهد قطاع علوم الحياة والبيولوجيا نموًا كبيرًا، إلى جانب مجالات مثل الصحة الرقمية والتصنيع المتقدم. لذا من المهم جدًا للمبتكرين أن يتواجدوا هنا، ليتابعوا عن قرب اتجاهات المستقبل التي بدأت تتشكل أمامنا".
وقالت تريكسي "يغطي معرض Expand North Star مجموعة واسعة من القطاعات، إلا أن بعض المجالات تحظى باهتمام عالمي متزايد مثل التقنية المالية (FinTech)، والبلوك تشين، والأصول الرقمية، هذه القطاعات باتت في صدارة المشهد اليوم، خصوصًا مع الاندماج المتسارع بين الذكاء الاصطناعي وتقنيات البلوك تشين، مما يمنحها زخمًا استثنائيًا".
وقال عمر سلطان العلماء، وزير دولة الإمارات للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي: "نحن لا نهتم بالذكاء الاصطناعي من أجل المكاسب الاقتصادية والإنتاجية، بل من أجل جودة الحياة. فكيف ننشر هذه التكنولوجيا لتحسين حياة كل شخص، على سبيل المثال، يمكن لأي شخص هنا لديه إقامة في الإمارات العربية المتحدة أن يعبر مطار دبي دون إخراج جواز سفره أو التعامل مع أي إنسان. يمكنك المرور عبر البوابات الذكية، والنظر إلى الكاميرا دون الحاجة إلى التوقف، هذا فقط بفضل التطور التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي".
وقال وزير الاقتصاد الإماراتي، عبد الله بن طوق المري، يوم الاثنين، بأن دولة الإمارات تتعامل مع الذكاء الاصطناعي على أنه مسألة سيادة وطنية، وأن مخصصات الميزانية له توازي ميزانيات الدفاع والأمن السيبراني، وقال المري: "الذكاء الاصطناعي هو حالة سيادة. مثلما تنفقون الميزانيات على الدفاع، وعلى الأمن السيبراني، عليكم أن تنفقوا الميزانية على الذكاء الاصطناعي. الذكاء الاصطناعي هو سيادة لكل دولة على حدة".
بينما يدفع الذكاء الاصطناعي النمو، فإنه يجلب تحديات جديدة أيضاً. قال المري إن الذكاء الاصطناعي سيُعيد تشكيل سوق العمل حتماً، لكنه قارن هذا التحول بالثورات الصناعية السابقة التي حسّنت الكفاءة وخلقت أدواراً جديدة. وقال: "ما اعتدنا القيام به في الماضي قد يستغرق أياماً عديدة؛ قد نفعله الآن في خمس دقائق. البشر بطبيعتهم لن يتوقفوا أبداً".
