الثلاثاء، 14 أكتوبر 2025 10:23 م

مهن فى مهب الريح.. الذكاء الاصطناعى يحتل مكاتب الموظفين.. تقارير تحذر من اختفاء وظائف بالصحافة والمحاسبة والسياحة.. خبراء: المخاوف من الـAI مشروعة ومحاولة محاربته حرب خاسرة.. والبشر لا يمكنهم منافسته

مهن فى مهب الريح.. الذكاء الاصطناعى يحتل مكاتب الموظفين.. تقارير تحذر من اختفاء وظائف بالصحافة والمحاسبة والسياحة.. خبراء: المخاوف من الـAI مشروعة ومحاولة محاربته حرب خاسرة.. والبشر لا يمكنهم منافسته روبوت
الثلاثاء، 14 أكتوبر 2025 06:00 م
دبي – آمال رسلان
مخاوف حقيقية باتت تراود الجميع، وأسئلة كثيرة لا تزال بلا إجابات حاسمة، هل يستولي الذكاء الاصطناعي على قطاعات الأعمال؟، وهل يؤدي هذا التطور المحموم إلى الاستغناء عن البشر؟، تقارير ودراسات عدة تشير إلى أن بعض الوظائف مهددة بالاختفاء، وأخرى سيُقنَّن فيها الوجود البشري، والمفارقة أن أغلبها ينتمي إلى قطاعات حيوية تمس حياة الإنسان اليومية.
 
فعالميا كشفت صحيفة ديلي ميل البريطانية، في تقرير صادر عن "OpenAI"، الشركة التي تقف وراء روبوت الدردشة الأكثر شهرة في العالم، إن الذكاء الاصطناعي قد يستحوذ على العديد من الوظائف، وأن هناك 44 وظيفة يُحتمل استبدالها بالذكاء الاصطناعي، وقالت الصحيفة إن الباحثين في الشركة قاموا باستخدام اختبار يُسمى "GDPval"  وقارنوا أداء الذكاء الاصطناعي مع أداء متخصصين من أهم تسعة قطاعات مالية في الولايات المتحدة، وخلصوا إلى أخبار سيئة لأي شخص يعمل في مجال البيع بالتجزئة أو المبيعات.
 
ومحليا كشف تقرير حديث حول سوق العمل المصري خلال الربعين الثاني والثالث من العام الجاري، عن تأثير مباشر للذكاء الاصطناعي على أربع مهن رئيسية هي: المحاسبة، الصحافة والإعلام، الدعم الفني، والسياحة، مؤكدًا أن الذكاء الاصطناعي لا يقضي على الوظائف بالكامل، بل يعيد تشكيل مهامها ويغيّر طريقة أدائها.
 
وقال تقرير المركز المصري للدراسات الاقتصادية، أن مهنة الصحافة والإعلام من أكثر القطاعات تأثرًا، حيث يمكن للذكاء الاصطناعي إنجاز 72% من المهام الروتينية مثل التحرير والترجمة، وفي مجال المحاسبة، يمكن للذكاء الاصطناعي تنفيذ 58% من المهام، وفي قطاع الدعم الفني يمكن للذكاء الاصطناعي أن ينفذ حوالي 51% من المهام الروتينية مثل مراكز الاتصال، وفي قطاع السياحة، فيستطيع الذكاء الاصطناعي تنفيذ 56% من المهام.
 
اليوم السابع طرح على خبراء التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي الأسئلة الحرجة، حيث أكدوا أن تلك المخاوف حقيقية ومشروعة ولها جانب كبير من الواقعية، خاصة في ظل التطور الرهيب في الذكاء الاصطناعي والتسابق الدولي للاستمار فيه، حيث قال طارق منير سلامة خبير تقني، ومسئول مطورين الحلول في الذكاء الاصطناعي والبيانات بالشرق الأوسط، أن التخوف البشري من الذكاء الاصطناعي يجب ان يكون موجود وهو تخوف مشروع خاصة انه حاليا احدث ثورة في عالمنا من الصغير للكبير، ومن الأكيد هناك وظائف هتتغير، وبالفعل هناك تخوف على وظائف معينة.
 
وأضاف :"لكن لنكون واقعيين الحقيقة التي لابد أن نعلمها ونتعامل معها أن البشر لا يمكنهم منافسة الذكاء الاصطناعي، لكنك كشخص ستكون في منافسة حقيقية مع هؤلاء الذين يعرفون التعامل مع الذكاء الاصطناعي، فهذا الذي يستطيع تطويعه واستخدامه لمصلحته سيسبق، لكن إذا وقفنا في اماكنا وقلنا أننا لا نستطيع المنافسة وبالعكس نحارب الذكاء الاصطناعي وتطوره، فهذه معركة حتماً ستبوء بالفشل، وعلينا أن نستفيد من الذكاء الاصطناعي، ويجب استغلال هذه الطاقة التى ستحدث طفرة في حياتنا".
 
إلا أن الخبير التقني سلامة قال لليوم السابع على هامش معرض جيتكس جلوبال، أن البشر لازالوا حتى الأن يتفردون بميزتين عن الذكاء الاصطناعي، وقال :"هناك أمرين لازال البشر يتميزون بها على الذكاء الاصطناعي، وهي البشر لديهم مشاعر وأحاسيس، وهو أمر لازال الذكاء الاصطناعي يحاول فهمها وتكوينها، وربما تأخذ وقت قبل أن يصل لهذه المرحلة ولكنها مجرد مسألة وقت".
 
ولفت إلى أن الأمر الاخر هو تميز البشر بانشاء معرفة جديدة أو الابتكار، لان الذكاء الاصطناعي يستقي معلوماته منا نحن من نغذيه بالبيانات والمعلومات، لكن أيضا مع الوقت سنصل إلى أن الذكاء الاصطناعي نفسه سيطور مرحلة جديدة. التطور يتم بشكل كبير ولذلك نرى الصراع الجاري بين الدول الكبيرى والقيود حول من له الحق في الاحتفاظ بالبيانات.
 
ولكن رغم هذه المخاطر إلا أن دخول الدول العربية إلى الاستثمار في القطاع يتيح فرصة لتطوير كوادرها، وقال الخبير التقني، أن هناك استثمارات عربية ضخمة بدأت تدخل هذا المجال واذا نظرنا إلى نسبة الاستثمارات سواء القطاع الحكومى أو القطاع المالي بنلاحظ حوالى 40% نمو في هذا المجال، ورغم أن الاستثمارات متبايبه من دولة لأخرى وكلما دخلت الدول في البداية بالاستثمار في هذا المجال سيكون له مكانة أكبر لان السباق محتدم.
 
وحول جاهزية البنية التحتية في المنطقة العربية، قال سلامة أن هناك استثمارات قوية في هذا المجال وهذا ظهر في قواعد البيانات الضخمة التى اصبحت تستضيفها بعض دول الخليج ودول آخرى في المنطقة، وهناك مراكز حوسبة حكومية خاصة، الاستثمارات موجودة ولكن أهم متطلب هو الطاقة، والمنطقة مليئة بالطاقة، الذكاء الاصطناعي يحتاج إلى طاقة قوية جدا.
 
إلا أنه اشار إلى أنه مازال هناك تخوف لدي بعض الدول والمسئولين من مدي امام البانات واتاحتها، قائلا :"عندما نسأل مدراء البيانات لازال هناك قلق من اتاحة البيانات خاصة تلك البانات الحساسة وهذا اصبح له تفهم وهناك اجراءات حماية قوية تتم خاصة لتلك المعلومات الحكومية ويتم الأن بناء مراكز البيانات حاليا خاصة الحكومة منها بطريقة أمنه للتحكم في تلك البيانات وضمان عدم العبث بها بعد اضافتها من الجهات الرسمية".
 
ومن جانبها قالت تريكسي لوه ميرماند نائب الرئيس التنفيذي لمركز دبي التجاري العالمي، لليوم السابع على هامش جيتكس جلوبال، إن الذكاء الاصطناعي أصبح اليوم المحور الأبرز للنقاش في العالم، وأن التوسع الكبير في هذا المجال يدفع الشركات نحو تحولات استراتيجية عميقة تمس مختلف القطاعات الاقتصادية والتقنية، وأن الذكاء الاصطناعي لم يعد مقتصراً على التطبيقات المتخصصة، بل أصبح جزءاً من الحياة اليومية للأفراد والشركات. 
 
ولفتت إلى أن العالم يشهد اليوم تحولًا جذريًا في بنية الصناعات وأسواق العمل مدفوعًا بالموجة المتسارعة للذكاء الاصطناعي، الذي أصبح المحور الأبرز للنقاش في مختلف القطاعات. فمع تدفق التقنيات الجديدة وظهور تشريعات تنظيمية متقدمة، تتجه الشركات نحو نماذج تشغيل أكثر ذكاءً وكفاءةً، مما يغيّر ملامح الوظائف التقليدية ويخلق فرصًا نوعية لم تكن موجودة من قبل.
 
وفي ظل هذا التغيّر السريع، يصبح من الضروري أن يدرك روّاد الأعمال والمبتكرون الشباب طبيعة التحولات التي يشهدها العالم، وأن يتابعوا عن كثب ما يجري تطويره في الأسواق العالمية. ففهمهم للتوجهات الحديثة في الذكاء الاصطناعي سيحدد قدرتهم على تصميم وظائف المستقبل وابتكار حلول تستجيب لحاجات بشرية واقتصادية متجددة.
 
ولفتت إلى أن الشراكات بين شركات التقنية الكبرى والحكومات أصبحت اليوم ركيزة أساسية لبناء اقتصادات قادرة على مواكبة الثورة الرقمية، مؤكدة أن التلاقي بين القطاعين العام والخاص هو الطريق الأضمن لإعادة صياغة مهارات القوى العاملة.
 
وأوضحت، أن لقاءات المستثمرين وروّاد الأعمال في ملتقيات عالمية ومحلية، تتيح تبادل الرؤى حول القطاعات الواعدة التي ستقود المرحلة المقبلة، ومنها الذكاء الاصطناعي التطبيقي، والصناعات الحيوية، والرعاية الصحية الرقمية، والتصنيع المتقدم، هذه المجالات لا تولّد فقط منتجات وخدمات مبتكرة، بل تخلق أيضًا أدوارًا جديدة للإنسان داخل دورة الإنتاج — أدوارًا تركز على الإبداع والتخطيط والتفاعل الأخلاقي، بينما تتولى الآلة المهام الروتينية المتكررة.
 
وهكذا، يبدو أن الذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد تقنية تُضاف إلى الصناعة، بل أصبح القوة المحركة لإعادة تعريف العمل ذاته — كيف نعمل، وماذا نعمل، ولماذا نعمل، وفي خضم هذه التحولات، يبقى التحدي الأكبر هو ضمان أن تبقى التكنولوجيا أداة لتمكين الإنسان لا لإزاحته، وأن تظل الوظائف المستقبلية مبنية على قيم الإبداع، والمسؤولية، والتفاعل الإنساني.

الأكثر قراءة



print