الخميس، 02 أكتوبر 2025 02:46 م

إحسان السيد تكتب: بين ملاحظات الرئيس ومناقشات البرلمان وتعاون الحكومة.. جسر سياسى متماسك تأسس بقرار رد قانون الإجراءات الجنائية.. ووثيقة جديدة لتكامل المؤسسات يمكن البناء عليها للبرلمان القادم

إحسان السيد تكتب: بين ملاحظات الرئيس ومناقشات البرلمان وتعاون الحكومة.. جسر سياسى متماسك تأسس بقرار رد قانون الإجراءات الجنائية.. ووثيقة جديدة لتكامل المؤسسات يمكن البناء عليها للبرلمان القادم الحوار التشريعى حول مشروع قانون الإجراءات الجنائية
الخميس، 02 أكتوبر 2025 12:00 م

تحت قبة البرلمان، وفي اليوم الأول من دور الانعقاد العادي السادس، لم يكن المشهد عادياً لبداية دور انعقاد جديد، بل كان استثنائياً بكل المقاييس. فالمشهد بدا ملتقى لثلاث رسائل أساسية تحمل دلالات عميقة.. أولها، ملاحظات رئاسية محددة على عدد من مواد مشروع قانون الإجراءات الجنائية، جاءت لتعكس إعلاءً لمصلحة المواطن وحقوقه وحرياته، ولترسيخ دعائم العدالة بكافة صورها، وثانيها كلمة هامة للمستشار الدكتور حنفي جبالي، رئيس المجلس، عكست التزاماً راسخاً بالمسؤولية الوطنية للمجلس، وثالثها بيان حكومي للدكتور مصطفى مدبولي أكد فيه حرص الحكومة على الشراكة والتكامل مع البرلمان، بما يضمن صدور تشريعات متوازنة ودقيقة.

الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء
 

هذا المشهد، وهذه الرسائل الثلاث، لا يمكن اختزالها في مجرد وقائع جلسة افتتاحية، وإنما تكتب في مجموعها "وثيقة جديدة" في مسار الحوار التشريعي بين السلطات.. وثيقة لا تُصاغ فقط عبر نصوص قانونية جامدة، وإنما من خلال مفردات مشتركة ومتكررة حملتها الرسائل الثلاث: القانون، العدالة، الضمانات، المصلحة العامة، والتكامل أيضاً.

هذه المفردات لم ترد صدفة، بل جاءت لتصوغ قاموساً تشريعياً وسياسياً متجدداً يعكس طبيعة المرحلة، ويجسد روح الجمهورية الجديدة التي تقوم على التوازن بين السلطات.

 

الدكتور حنفي جبالي، رئيس المجلس

هذا "التكامل"، لا يأتي كشعار إنشائي أو تعبير بروتوكولي، بل يتجسد عملياً في لحظة دقيقة، ففي ختام الفصل التشريعي الثاني، يبدأ البرلمان دور انعقاد جديد، واضعاً على جدول أعماله مشروع قانون من أكثر القوانين حساسية وتأثيراً في حياة المواطنين، لارتباطه المباشر بحقوقهم وحرياتهم وضمانات العدالة، وهو ما يؤكد أن الحوار بين المؤسسات لم يعد ترفاً سياسياً، ولا إجراء شكلياً، بل ضرورة حقيقية لصياغة تشريعات أكثر عدلاً وإنصافاً، تستند إلى القانون والدستور، وتستجيب لتحديات الواقع العملي.

في هذه العملية التشاركية، جاءت كلمات المستشار الدكتور حنفي جبالي لتؤكد أن ملاحظات الرئيس عبد الفتاح السيسي ليست رفضاً لمشروع القانون، بل مراجعة لثماني مواد فقط من أصل مئات المواد، والهدف من هذه المراجعة هو زيادة الدقة، وإزالة الغموض، وضمان التطبيق الواضح للقانون بما يعزز من حقوق المواطنين وحرياتهم.. وهنا يظهر بوضوح أن العلاقة بين المؤسسات لم تعد علاقة "موافقة وتمرير"، كما يروج البعض، وإنما شراكة كاملة في صياغة التشريع، فالرئيس حين استخدم حقه الدستوري في الاعتراض، كان يعيد فتح باب الحوار لضمان اتساق النصوص مع معايير العدالة، بينما تعامل البرلمان والحكومة مع الاعتراض كفرصة لتعزيز الثقة في منظومة العدالة، لا كونه خلافاً أو تضارباً في الصلاحيات.

مجلس النواب

ويحسب لهذه اللحظة أيضاً، أن ملاحظات رئيس الجمهورية على ثماني مواد فقط من مشروع القانون يسجل كـ "سابقة برلمانية ثالثة" في تاريخ الحياة النيابية المصرية، فيما عكست مناقشات اللجنة العامة مع الحكومة حول هذه المواد أن الحوار التشريعي لم يعد إجراءً شكلياً، بل ممارسة مؤسسية تُدار بروح من المسؤولية المشتركة.

في المحصلة.

قد يبدو مشروع قانون الإجراءات الجنائية مجرد نص تشريعي جديد، لكنه يمثل ما هو أبعد من ذلك، فهو وثيقة تعكس طريقة التفاعل بين مؤسسات الدولة أكثر مما تعكس تفاصيل مواده .. فالملاحظات الرئاسية المحدود، والرد البرلماني المسؤول، والتأكيد الحكومي على الشراكة، كلها تؤسس لنموذج مختلف في صناعة التشريع، يقوم على التوازن والشفافية بدلاً من الانفراد والمغالبة.

وهو ما يعكس أن مستقبل التشريع في مصر يُكتب بروح من التكامل بين المؤسسات.

موضوعات متعلقة :

مجلس النواب يناقش تقرير اللجنة العامة حول اعتراض الرئيس على الإجراءات الجنائية.. اليوم

وزير العدل يشيد باعتراض الرئيس على المادة السادسة "إصدار" بمشروع قانون الإجراءات الجنائية

الرئيس السيسى ينتصر لحرمة المنازل.. نصوص الـ8 مواد التي ردها الرئيس للنواب بالإجراءات الجنائية

وزير العدل: بدائل الحبس الاحتياطى فى "الإجراءات الجنائية" كافية.. ولا حاجة لإضافة أخرى

اللجنة العامة بالنواب: إعداد تقرير عن اعتراض الرئيس على مواد بقانون الإجراءات الجنائية

مجلس النواب يناقش تقرير اللجنة العامة حول اعتراض الرئيس على الإجراءات الجنائية.. غدًا

تعرف على أبرز المواد المعترض عليها بقانون الإجراءات الجنائية

حسن عمار: مناقشة "الإجراءات الجنائية" تؤكد احترام الدستور وترتقي بجودة التشريع

رئيس الجمهورية يعترض على المادة 48 من قانون الإجراءات الجنائية.. اعرف الأسباب

لماذا اعترض رئيس الجمهورية على المادة 105 من قانون الإجراءات الجنائية

رئيس الوزراء أمام "النواب": قانون الإجراءات الجنائية أحد أهم الأطر الحاكمة لكل ما يتصل بسير العدالة.. ويستهدف تحقيق التوازن بين سيادة القانون وحماية الحقوق.. وملاحظات الرئيس تُجسد حرصه على ترسيخ الحريات

مدبولي: مُلاحظات الرئيس على "الإجراءات الجنائية" تُجسد حرص القيادة السياسية على ترسيخ دعائم الحقوق والحريات

النواب" يناقش اعتراض الرئيس على الإجراءات الجنائية.. جبالى: برهانًا على تكامل وتعاون مؤسسات الدولة.. ولا يعد رفضًا لمشروع القانون بل ممارسة دستورية طبيعية.. ويؤكد: نرحب بالنقد الموضوعى والتشويه لا يخدم الوطن

مصطفي مدبولي لـ"النواب": الرئيس السيسى رأي هناك ضمانات تضاف لقانون الإجراءات الجنائية


الأكثر قراءة



print