الثلاثاء، 09 سبتمبر 2025 01:40 ص

كيف حول ترامب "الحكم" إلى سلاح لتحقيق انتصارات شخصية وتنفيذ أجندته..أسوشيتدبرس: لاحق الجامعات ووسائل الإعلام والشركات والأفراد منذ عودته للبيت الأبيض..وغياب الكونجرس والمحكمة العليا فتح الطريق أمام تحقيق أهدافه

كيف حول ترامب "الحكم" إلى سلاح لتحقيق انتصارات شخصية وتنفيذ أجندته..أسوشيتدبرس: لاحق الجامعات ووسائل الإعلام والشركات والأفراد منذ عودته للبيت الأبيض..وغياب الكونجرس والمحكمة العليا فتح الطريق أمام تحقيق أهدافه ترامب
الإثنين، 08 سبتمبر 2025 08:00 م
كتبت ريم عبد الحميد
منذ اليوم الأول لعودته على البيت الأبيض، لم يتوانى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على استخدام كل ما أوتى من سلطة وصلاحيات لتحقيق أهدافه. وقالت وكالة أسوشيتدبرس إن ترامب يستخدم الحكم كسلاح لتحقيق انتصارات شخصية وتنفيذ أجندته.
 
وذكرت الوكالة إن ترامب، وبعد أكثر من سبع أشهر من عودته إلى البيت الأبيض، استخدام السلطات الرئاسية ضد الجامعات ومؤسسات الإعلان وشركات المحاماة والأفراد الذين لا يرضى عنهم. وأصبح الرجل، الذى ترشح للرئاسة باعتباره ضحية غاضب من تسيس الدولة العميقة، هو من يستخدم السلطة الحكومة ويدربها ضد معارضيه.
 
وأشارت الوكالة إلى أن المؤيدين الذين استجابوا لشكاواى ترامب من الديمقراطيين المتحمسين، فلم يتراجعوا، بل شجعوه على المضى قدمًا.
 
ويقول ديفيد سميث، عالم الاجتماع فى جامعة كنساس، والذى أجرى أبحاثًا مستفيضة حول دوافع ناخبى ترامب: "كان استخدام الدولة كسلاح للفوز فى الحرب الثقافية عنصرًا أساسيًا فى أجندتهم". وأضاف: "لم يعجبهم حشد الدولة لكبح جماح ترامب، لكنهم سعداء برؤية الدولة تتحرك لخوض الحرب الثقافية نيابةً عنهم".
 
وأوضحت أسوشيتدبرس إلى أن ترامب بدأ استخدام الحكومة الفيدرالية للعمل لصالحه بعد ساعات من توليه المنصب فى يناير الماضى، وجمع واستخدام السلطة بطرق جديدة فى مسعى متسارع لتنفيذ أجنداته السياسية.
 
وفى الشهر الماضى، انتشر المئات من العملاء الفيدراليين وقوات الحرس الوطنى فى شوارع واشنطن العاصمة بعد أن استخدام ترامب قانوناً لم يستخدم من قبل والذى سمح له بالسيطرة على قوات إنفاذ القانون فى العاصمة، وهدد بإجراءات مماثلة فى المدن الأخرى التى يديرها الديمقراطيون مثل بالتيمور وشيكاغو ونيويورك.
 
وفيما يتعلق بالجماعات، ألغى ترامب مليارات الدولارات من التمويل الفيدرالى للأبحاث، وسعى لمنع الطلاب الدوليين من الجامعات النخبوية. وفى ظل هذه الضغوط، وافقت جامعة كولومبيا على تسوية بـ 220 مليون دولار، ورفض جامعة بنسلفانيا سجلات للسباحة المتحولة جنسيا ليا توماس، واستقال رئيسا جامعتى فرجينيا ونورثويست.
 
من ناحية أخرى، اسقط ترامب اتهامات فساد موجهة لعمدة نيويورك الديمقرطى إريك أدامز من أجل الحصول على تعاونه فى حملته ضد المهاجرين الذين يعيشون فى البلاد بشكل غير قانونى. وحصل ترامب على تسويات بملايين الدوارات من وسائل إعلام فى دعاوى قضائية كانت تعتبر ضعيفة.
 
ورد البيت الأبيض على تقرير أسوشيتدبرس، ونقلت عن متحدث باسم البيت الأبيض هاريسون فيلدز إن هذا ممارسة للسلطة. وأضاف: ما تشهده الأمة اليوم هو تنفيذ الأدارة الأكثر أهمية فى التاريخ الأمريكي، والتى تتبنى المنطق السليم وتضع أمريكا، وتوفى بتفويض الشعب الأمريكى.
 
الحاسة السادسة للسلطة
يذهب التقرير إلى القول بأن هناك دفع وجذب للسلطة، فهى تمنح وتؤخذ. ومن خلال القرارات التنفيذية والخطوات الشخصية ومنبر السلطة، اكتسب ترامب سلطات لم يقترب حتى منه أيا من سابقيه المعاصرين.
 
كما تم تسليم السلطة له من قبل كثيرين محيطين به، سواء من قاعدة شديدو الولاء له ترافقه فى السراء والضراء، أو من جانب الكونجرس والمحكمة العليا الذين تنازلا حتى الآن عن السلطات للفرع التنفيذي. أو من جانب الجامعات وشركات المحاماة ووسائل الإعلام والمؤسسات الأخرى التي تفاوضت أو قامت بتسوية معه.
 
ورغم أن الحكومة الامريكية قوية، إلا أنها ليست مطلقة القدرة بطبيعتها، وفقاً لأسوشيتدبرس. ومثلما علم ترامب من إحباطه خلال فترته الرئاسية الأولى، فإن الرئيس مقيد بالدستور والقوانين والاحكام القضائية والبيروقراطية والتقاليد والأعراف. لكن فى فترته الثانية، استطاع ترامب أن يقضى على ويتجاهل أو يحيد الكثير من هذه الحواجز أو يسحقها.
 
ستيفين لوكس، الذى جادل فى كتابه الصادر عام 1974 بعنوان "السلطة: رؤية جذرية، بان القادة يستطيعون فرض إرادتهم من خلال التخويف والترهيب، يقول إن ترامب يجسد الأبعاد الثلاثة للسلطة، ويضيف أن الابتكار الذى قام به ترامب هو التحرر المعرفى، بمعنى الاستعداد لاختلاق الحقائق دون أدلة.
 

print