واندلعت النيران فى قارات متعددة ، من أوروبا وأمريكا الشمالية إلى آسيا ، مدفوعة بموجات حر قياسية ، وجفاف حاد ورياح قوية ، هذه الحرائق وفقا لخبراء المناخ، ليست حوادث معزولة بل أعراض واضحة لأزمة مناخية متفاقمة تهدد العالم بأسره.
فرنسا تحت النيران: أكبر حريق غابات فى تاريخها الحديث
في جنوب فرنسا، اندلع حريق هائل في مقاطعة أود، التهم أكثر من 16,000 هكتار من الغابات، وأسفر عن مقتل سيدة وإصابة 13 شخصًا على الأقل، معظمهم من رجال الإطفاء. ووصفه رئيس الوزراء الفرنسي بـ"الكارثة غير المسبوقة"، مشيرًا إلى أنه يُعد أكبر حريق منذ عام 1949، حيث دُمرت خلال 24 ساعة مساحة تعادل ما تدمّره حرائق الغابات عادةً خلال عام كامل.
وأحبر آلاف السكان والسياح على الإخلاء الفوري بينما تعمل السلطات على إخماد الحريق عبر أكثر من 2000 رجل إطفاء مدعومين بـ 600 مركبة وطائرات إطفاء إضافة إلى نشر وحدات من الجيش لتعزيز جهود الإغاثة.
وتسبب الحريق فى إغلاق جزئى للطريق السريع الذى يربط فرنسا بإسبانيا، وحث الرئيس الفرنسى، إيمانويل ماكرون المواطنيين على توخى اقصى درجات الحذر، مؤكدا أن جميع موارد الدولة تم تعبئتها لمواجهة هذه الكارثة.
حريق كاليفورنيا يُهدد المنازل ويُصيب ثلاثة أشخاص
في منطقة غابات بالقرب من مدينة سانتا باربرا الساحلية في كاليفورنيا، تمتد الحرائق على مساحة مئات الكيلومترات المربعة، وقد أسفرت حتى الآن عن إصابة ثلاثة أشخاص على الأقل.
وأفادت دائرة الغابات الأمريكية أن حريقًا في مقاطعتى سان لويس أوبيسبو وسانتا باربرا فى جنوب كاليفورنيا، الولايات المتحدة، يُهدد مئات المنازل الخاضعة لأوامر الإخلاء، وقد أسفر عن إصابة ثلاثة أشخاص على الأقل.

واندمجت أربعة حرائق منفصلة، مما أدى إلى اندلاع حريق جيفورد في غابة لوس بادريس الوطنية. أصبح هذا ثاني أكبر حريق غابات هذا العام، بعد حريق مادري، الذي أتى على ما يقرب من 80,800 فدان الشهر الماضي.
وفقًا لتقارير إعلامية وطنية، من بين المصابين سائق سيارة أصيب بأضرار بالغة أثناء خروجه من سيارته، بالإضافة إلى موظفين كانا يساعدان رجال الإطفاء بعد أن انقلبت سيارتهما.
كندا: أكثر من 2 مليون هكتار تحترق فى غضون أسابيع
تعاني كندا هذا الصيف من موسم حرائق استثنائى. فقد اندلعت آلاف الحرائق في مقاطعات عدة، أبرزها كيبيك وبريتيش كولومبيا، والتهمت النيران ما يزيد على 2 مليون هكتار من الغابات، مع تصاعد أعمدة الدخان التي غطت سماء مدن بأكملها، حتى وصلت تأثيراتها إلى الساحل الشرقي للولايات المتحدة. واعتُبر هذا الموسم الأسوأ فى تاريخ البلاد من حيث المساحة المحترقة.

حرائق كندا
الصين: حرائق موسمية تدمّر محميات طبيعية
في الصين، ساهمت موجات الحر الطويلة المصحوبة بجفاف شديد في اندلاع حرائق موسمية ألحقت أضرارًا واسعة بعدد من المحميات الطبيعية، خاصة في مقاطعة يونان وجنوب غرب البلاد. كما شهدت مناطق عدة فيضانات قاتلة، وأحداث طقس متطرفة متزامنة مع الحرائق.

موجات حر قياسية تضرب أوروبا وآسيا
تحذير علمي: آثار التغير المناخي تزداد تسارعًا
بحسب مرصد "كوبرنيكوس" الأوروبي لتغير المناخ، صُنّف شهر يوليو 2025 ثالث أكثر الشهور حرارة في تاريخ الأرض. وتم تجاوز عتبة الـ1.5 درجة مئوية مقارنة بمستويات ما قبل الثورة الصناعية، ما يُعد مؤشرًا خطيرًا على تزايد وتيرة الظواهر المناخية القاسية.