وميدانيا، وفي مشهد يكشف حجم التناقض السياسي الذي تعانيه بعض الجهات، نُظّمت في تل أبيب مسيرة أمام السفارة المصرية، تطالب القاهرة بفتح معبر رفح “بشكل فوري”، اللافت في هذه الوقفة أنها لم تُنظَّم من قبل منظمات حقوقية إسرائيلية، بل قادتها منظمة عربية سياسية منخرطة في الكنيست الإسرائيلي بعدد من الأعضاء، وشارك فيه نشطاء عرب يعيشون داخل إسرائيل نفسها، كيف يمكن تفسير خروج مسيرة في عاصمة دولة الاحتلال، ضد مصر، وليس ضد السياسات الإسرائيلية التي تُجوّع غزة وتحاصرها؟ ولماذا يوجَّه الغضب نحو مصر التي ما زالت تتحرك سياسيًا لوقف إطلاق النار، بينما يُعفى الاحتلال من المساءلة؟ هذه الأسئلة تُعبّر عن عمق الانحراف في بوصلة الغضب، وتفضح محاولات إزاحة المسؤولية عن الجهة التي تمارس العدوان، لصالح استهداف مصر سياسيًا وإعلاميًا في توقيت بالغ الحساسية.
وسط حملات إعلامية تُدار من أطراف معروفة بعدائها للدولة المصرية، بات من الواضح أن القاهرة تتعرض لمحاولات تشويه ممنهجة تهدف إلى تقويض دورها الإقليمي، وتحميلها أعباء تتجاوز مسؤولياتها القانونية أو السياسية، بينما تبقى ملتزمة بإدخال المساعدات عبر آليات منسّقة، دون الانجرار إلى مشاريع تصفية أو تهجير.
وتابعت: "في لحظة من أكثر اللحظات دموية في غزة، وحين تتساقط الشهداء ويئنّ الجرحى تحت القصف الإسرائيلي، ظهرت ممارسات جماعة الإخوان المسلمين لتثير الدهشة والريبة، لا التعاطف. لم تكن القضية عندهم إنقاذ أطفال غزة أو وقف المجازر، بل تحوّلت بوصلة الاحتجاج والشتائم باتجاه مصر... لا تل أبيب.
أن تنظم جماعة "الإخوان المسلمين" احتجاجًا أمام سفارة مصر في تل أبيب، بينما تطلق قوات الاحتلال صواريخها على المنازل والمستشفيات والمدارس في غزة، هو مشهد لا يفسّره سوى التماهي الكامل مع الأجندة الإسرائيلية. فبدل فضح جرائم الحرب، اختار الإخوان تحويل الأنظار، وتوجيه الاتهامات لمصر التي تتحمل العبء الأكبر من المساعدات، وتبذل جهودًا ضخمة في فتح المعابر، ونقل المصابين، ورعاية المفاوضات.
ليس من قبيل المصادفة أن تتزامن حملات الجماعة الإعلامية والسياسية مع الحملات الإسرائيلية التي تهدف إلى ضرب الوساطة المصرية، وتقويض جهودها في التهدئة. ومن المستهجن أن تُستغل المأساة الإنسانية لتصفية حسابات سياسية ضيقة، تستهدف الدولة المصرية، لا الاحتلال.
هذا التداخل بين شعارات الإخوان وتحركاتهم الميدانية وبين خطاب اليمين الإسرائيلي، لم يعد يحتاج إلى أدلة؛ فقد تحوّلت الجماعة في خطابها إلى أداة تصب في مصلحة الخصم، وتضر بالقضية التي تدّعي الدفاع عنها.
مصر، رغم الاستفزازات، لم تنجرّ للرد، بل واصلت تقديم المساعدات، واستقبلت الجرحى، وسعت لوقف القتال. أما جماعة الإخوان، فواصلت خطابها التحريضي ضد مصر، ضاربة بعرض الحائط وحدة الصف، وكرامة الدم الفلسطيني. في النهاية، سيبقى التاريخ شاهدًا على من وقف مع غزة فعلاً، ومن جعلها ساحة لخطابه التحريضي المأجور.
ومضت تقول: "في كل مفترق حرج تمر به القضية الفلسطينية، كانت مصر حاضرة بثقلها، بعقلها، وبنبضها العربي الأصيل. من معابرها فتحت الأبواب للحياة، ومن صوتها علا النداء الدائم لوقف العدوان ورفع الحصار، ومن دبلوماسيتها خرجت مبادرات تُحسب لها لا عليها.
في مشهد غزة المتألم، لم تتردد القاهرة، بل مدت يدها بالدواء والخبز، بالهدوء والعقلانية، دون منٍّ أو استعراض. أدارت التفاوض بهدوء الكبار، وبحكمة جعلت العالم يصغي ويحسب حسابًا لما تقول وتفعل.
مصر لم تتاجر بالقضية، بل احتضنتها كأخت كبرى، لا تساوم ولا تبتز، بل تسعى إلى تهدئة تحفظ الدماء، وإلى وحدة فلسطينية تُعيد للقضية مكانتها.
القاهرة تقف إلى جانب الشعب الفلسطيني لا شعارات، بل أفعال: قوافل، مستشفيات ميدانية، تحرّكات سياسية، ومواقف ثابتة في المحافل الدولية.
مصر... كانت ولا تزال، جدار الدعم الأول، وحصنًا للعقل في زمن الضجيج. وفلسطين تعرف، وشعبها يشهد، أن مصر لا تغيّبها الأزمات ولا تشتتها المصالح.
وقال إعلاميون مصريون إن مصر تبذل جهودا كبيرة للتوصل إلى وقف الحرب على غزة، وايصال المساعدات الإغاثية والإنسانية للأشقاء جراء الحصار الذي تفرضه إسرائيل على القطاع.
وأكدوا في حديثهم لـ الدستور، أن مصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي رفضت رفضا قاطعا تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، ومن الضفة الغربية، وتعمل على احباط أي مخططات إسرائيلية لتصفية القضية الفلسطينية، كما تعمل بتنسيق كامل والدول العربية، لإيجاد أفق سياسي للقضية الفلسطينية وتحقيق السلام الشامل والدائم.
وبينوا أن جهود مصر أحرزت تقدما كبيرا بالاعترافات الدولية بدولة فلسطين، مشيرين إلى أنه وحتى الآن اعترف 75 % من أعضاء الأمم المتحدة بدولة فلسطين، وهناك دول ستعترف قريبا.
وقال رئيس تحرير صحيفة أخبار اليوم محمود بسيوني إن جهود مصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، ساهمت في إيصال حقائق الواقع إلى العالم وبدأنا نرى على أرض الواقع نتائج هذه الجهود باعتراف فرنسا وغيرها بدولة فلسطين وبدأت تظهر القناعة بأن حل الدولتين هو الحل الوحيد لهذه الأزمة وتؤثر على الوضع الأمني والتجاري في العالم.
من جانبه، قال مدير تحرير جريدة الجمهورية طلعت طه إن مصر تقف دائما مع القضية الفلسطينية بجهود لا تتوقف ووضع ثوابت واضحة في تطبيقها تحقيق للسلام الذي يضمن استقرار المنطقة، وذلك بإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.
وبين طه أن مصر رفضت رفضا قاطعا تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، ومن الضفة الغربية، وتعمل على احباط أي مخططات إسرائيلية لتصفية القضية الفلسطينية كما تعمل بتنسيق كامل والدول العربية، لإيجاد أفق سياسي للقضية الفلسطينية وتحقيق السلام الشامل والدائم.
وأكد طه أن جهود مصر أحرزت تقدما كبيرا بالاعترافات الدولية بدولة فلسطين جاء نتيجة جهود رامية لحل القضية الفلسطينية وتحقيق السلام العادل والشامل، مشيرا إلى أنه وحتى الآن اعترف 75 % من أعضاء الأمم المتحدة بدولة فلسطين، وهناك دول ستعترف قريبا.
نائب مدير تحرير مجلة أكتوبر، الباحث السياسي جمال رائف قال إن مصر تقوم بدور تكاملي عبر عقود النقل الحقائق للعالم والضغط لوقف الحرب على غزة، مشيرا إلى أن مصر تبذل كل الجهود لإيصال المساعدات للأهل في غزة.
ويشير رائف إلى أنه ورغم العوائق وضبابية المشهد الذي يخيم على الداخل الفلسطيني وحتى الإقليم فعزيمة مصر قوية لاستكمال المشوار للوصول إلى انجاز ما من شأنه أن يحلحل الجمود المصاب في غزة من خلال وقف إطلاق النار في غزة والتوصل إلى صفقة.
وشدد رائف على أن مصر تبذل كل الجهود لإيصال المساعدات الى الأشقاء في غزة لتلبية احتياجاتهم في ظل الحصار الذي يفرضه الاحتلال على القطاع، والاستمرار في أداء الدور حقيقة بعد بناء الحصن الحصين للقضية الفلسطينية وبتنا تشهد ذلك على أرض الواقع الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
وموضوع إعمار غزة والذي تستعد مصر لعقد مؤتمر بشأنه، كل ذلك يؤدي لما فيه المصلحة الفلسطينية.
