في إطار جهودها المستمرة للحفاظ على أمن وسلامة المواطنين، نفذت وزارة الداخلية حملات مرورية مكثفة لملاحقة المخالفين وتوجيه ضربات مؤثرة ضد جميع أشكال المخالفات التي تهدد حياة المواطنين على الطرق.
هذه الحملات التي تهدف إلى الحد من حوادث الطرق والوقوف بحزم ضد التصرفات التي تعرّض حياة المواطنين للخطر، شملت العديد من الفئات والمخالفات المتنوعة، وعلى رأسها مخالفات سيارات النقل الثقيل، تجاوزات السرعة، وتعاطي المخدرات من قبل السائقين.
وخلال 24 ساعة من بدء الحملات الأخيرة على الطريق الدائري الإقليمي، تمكنت الأجهزة الأمنية من ضبط 744 مخالفة مرورية متنوعة. وكانت أبرز المخالفات التي تم رصدها تشمل السير عكس الاتجاه، تحميل ركاب بشكل غير قانوني، مخالفة شروط التراخيص، فضلاً عن مشاكل في أمن ومتانة المركبات.
كما تم فحص 355 سائقاً على الطرق، وأسفرت التحاليل عن اكتشاف 48 حالة إيجابية لتعاطي المواد المخدرة بين السائقين.
علاوة على ذلك، تم ضبط 36 شخصاً مطلوباً في تنفيذ أحكام قضائية متنوعة، وتحصيل 136 حكمًا قضائية "غرامات"، فضلاً عن التحفظ على 7 سيارات لمخالفتها قوانين المرور.
وفي إطار متابعة حملاتها الأمنية، واصلت الوزارة حملاتها المرورية عبر كافة الطرق والمحاور الرئيسية على مستوى الجمهورية.
وأسفرت الحملة عن ضبط أكثر من 73,000 مخالفة مرورية في غضون 24 ساعة، بما في ذلك السير بدون تراخيص، وتجاوز السرعة المقررة، والمواقف العشوائية، بالإضافة إلى التحدث في الهاتف المحمول أثناء القيادة ومخالفات أخرى تتعلق بشروط التراخيص.
جاءت هذه الجهود بناءً على توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي، الذي أكد على ضرورة اتخاذ إجراءات حاسمة ضد المخالفين، وتكثيف الجهود الرامية إلى فرض الانضباط المروري على جميع الطرق، حفاظاً على أرواح المواطنين وممتلكاتهم.
الرئيس السيسي شدد على ضرورة تفعيل القوانين المتعلقة بسرعة السير وحمولة المركبات، خاصة في المناطق التي تشهد حركة مرور كثيفة، وذلك لمكافحة حوادث الطرق التي تتسبب في وفاة العديد من المواطنين.
وفي سياق حوادث الطرق المؤسفة، كان الطريق الإقليمي شهد حادثًا مأساويًا عندما اصطدم سائق نقل متهور، متعاطٍ للمخدرات، مع ميكروباص كان يقل مجموعة من الفتيات في طريقهن إلى العمل بمصنع جمع العنب.
الحادث أسفر عن مصرع 18 فتاة وسائق الميكروباص، في مأساة تضاف إلى قائمة حوادث الطرق المروعة التي تهدد سلامة المواطنين بسبب الأخطاء البشرية.
وبعد أيام قليلة من الحادث المأساوي، وقع حادث آخر على نفس الطريق حيث اصطدم سائق ميكروباص بجانب الطريق، ما أدى إلى انحراف السيارة يمينا واصطدامها بسيارة أخرى من الخلف، مما أسفر عن مصرع 9 أشخاص وإصابة 11 آخرين، في حادث آخر يضاف إلى سلسلة الحوادث المتكررة.
تأتي هذه الحوادث لتؤكد ضرورة تكثيف جهود وزارة الداخلية في اتخاذ إجراءات عاجلة لمكافحة ظاهرة القيادة تحت تأثير المخدرات وملاحقة السائقين الذين يستهترون بالقوانين والأنظمة المرورية.
وبالرغم من هذه الجهود الحثيثة المتواصلة، تبقى الحاجة ملحة للتوعية بين السائقين للحد من هذه الكوارث التي تزهق الأرواح وتعرض المجتمع بأسره للخطر.