أجواء من السكينة والخشوع تسيطر على المشهد فى الأراضى المقدسة حيث يعيش الحجاج المصريون لحظات إيمانية نادرة مع استمرار بعثة الحج المصرية فى استقبال ضيوف الرحمن القادمين من القاهرة ومختلف المحافظات عبر مطار المدينة المنورة فيما تم تفويج عدد من الحجاج إلى مكة المكرمة بعد قضائهم عدة أيام فى المدينة فى إطار تنظيم محكم يراعى راحة الحجاج وسلاسة انتقالاتهم.
فور وصولهم إلى مكة حرص الحجاج على أداء مناسك العمرة متمتعين بالحج حيث بدا واضحًا الشغف الإيمانى على ملامحهم وهم يدخلون الحرم المكى للمرة الأولى وقد امتلأت قلوبهم بالرهبة والشكر فى أن واحد وتوجه كثير منهم بعد الطواف والسعى بين الصفا والمروة إلى شرب مياه زمزم التى ارتبطت فى الوجدان بطهارة الرحلة وبركة المقام
فى مشهد يفيض إنسانية شوهد الحجاج وهم يوثقون لحظاتهم بهواتفهم وعيونهم تمتلئ بعبرات الفرح بينما لا تخلو ساحات الحرم من صور الطيور البيضاء التى باتت رمزًا لأجواء المكان فالتقاط الصور مع حمام الحمى المنتشر فى باحات الحرم كان جزءًا من حالة وجدانية يعيشها الحاج وهو يربط بين طقوس العبادة وعناصر الجمال التى تحيط بالمكان
وأكد اللواء أشرف عبد المعطى مساعد وزير الداخلية والرئيس التنفيذى لبعثة الحج المصرية أن هناك تعليمات واضحة بتقديم أقصى درجات التيسير لضيوف الرحمن بدءًا من لحظة وصولهم إلى المدينة حتى أدائهم للمناسك والعودة إلى أرض الوطن مشيرًا إلى أن التسهيلات شملت منظومة السكن والنقل والمتابعة اليومية الدقيقة لأحوال الحجاج صحيًا ومعنويًا
من جانبه قال الدكتور أحمد رزق رئيس البعثة الطبية إن جميع الأدوية متوفرة بكميات كافية وإن العيادات الطبية التابعة للبعثة تعمل على مدار الساعة لتقديم الكشف والرعاية الصحية للحجاج، مضيفًا أن هناك متابعة دورية للحالات المزمنة والطارئة وتنسيق مستمر مع المستشفيات السعودية لضمان سرعة التدخل عند الضرورة
ولم يتأخر الحجاج عن التعبير عن امتنانهم لما لمسوه من خدمات حيث توجهوا بالشكر لوزارة الداخلية واللواء محمود توفيق وزير الداخلية على التيسيرات المقدمة لهم وعلى التنظيم الاحترافى الذى جعل رحلتهم أكثر راحة وأمانًا.
وتأتى هذه الجهود كجزء من خطة متكاملة وضعتها بعثة الحج المصرية لتوفير أفضل الخدمات لضيوف الرحمن حيث بدأت المهام منذ لحظة استقبال الحجاج فى مطار المدينة المنورة حيث تم استقبالهم بحفاوة وتنظيم فعاليات ترحيبية تضمنت توزيع هدايا رمزية وشرح سريع لخطة التحرك والإقامة.
عقب الاستقبال تم نقل الحجاج إلى مقار إقامتهم فى حافلات مكيفة ومجهزة بكل وسائل الراحة مع تطبيق نظام التسكين الإلكترونى الذى سهل إجراءات الدخول إلى الفنادق ووفر الوقت والجهد خاصة للحجاج كبار السن.
وحرصت البعثة على تخصيص فرق دعم لمرافقة الحالات الإنسانية وتقديم الرعاية اللازمة بالتنسيق مع بعثات وزارة الصحة والأوقاف بالإضافة إلى الاستعانة بالشرطة النسائية لمرافقة السيدات وتسهيل حركتهن وتنقلاتهن خاصة خلال الزيارات التى تم تنظيمها للروضة الشريفة والمزارات الإسلامية فى المدينة المنورة.
كما ضمنت البعثة وجود علماء من الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف مع الحجاج بشكل دائم لشرح المناسك وتقديم الفتاوى والرد على الأسئلة الفقهية فى كل مراحل الرحلة بالإضافة إلى تنظيم لقاءات إرشادية تساعد الحجاج على أداء مناسكهم بيسر وفهم عميق.
فى الجانب الصحى وفرت البعثة عددًا من العيادات الطبية المتنقلة والصيدليات التى تعمل على مدار اليوم لصرف الأدوية وإجراء الفحوصات الأولية إلى جانب تجهيز غرفة عمليات مركزية لمتابعة الحالات وتوفير فرق استجابة سريعة لأى طارئ طبى قد يطرأ أثناء التحرك أو الإقامة.
وحرصت البعثة كذلك على تقديم وجبات غذائية جافة للحجاج وتوجيههم بشكل مستمر إلى ضرورة شرب المياه والسوائل وتجنب التعرض لأشعة الشمس المباشرة لتفادى الإجهاد الحرارى خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة فى مكة والمدينة.
يأتى ذلك فى إطار خطة عمل موحدة تعتمد على التنسيق بين جميع الجهات المشاركة لضمان خروج موسم الحج بالشكل اللائق الذى يعكس مكانة مصر وقدرتها على تنظيم ومتابعة شؤون آلاف الحجاج فى وقت دقيق وظروف صعبة.
المشاهد التى تتوالى يومًا بعد يوم تعكس حجم المجهودات المبذولة وتؤكد أن رحلة الحج بالنسبة للحاج المصرى لا تقتصر على أداء المناسك بل تمتد لتشمل تجربة إنسانية متكاملة تُبنى على الدعم والرعاية والتنظيم المتقن.