انتقالات اللاعبين - أرشيفية
مسألة أوضاع وانتقالات اللاعبين، وكذا دور ونطاق أعمال وعقود وكيل اللاعبين وفق لوائح الفيفا، تُعد من الأمور المهمة التي تشغل بال الملايين، فالكثير يتحدث عن العقود التى يبرمها وكيل اللاعبين مع الفرد إذا كان قاصر بموجب لائحة الفيفا لوكلاء كرة القدم، ولكن حتى تتضح لك الصورة الكاملة لابد لك من العودة للمظلة الكبيرة لتنظيم هذه المسألة "للائحة الفيفا لأوضاع وانتقالات اللاعبين"، والاعتماد على ما قررته لائحة وكلاء كرة القدم فقط من شأنه أن يحجب عنك كثير من القواعد العامة والاستشارات بشأن انتقالات القصر الدولية.
فعلى سبيل المثال لا الحصر - هل تعلم أنه لا يجوز وفق لائحة الفيفا لأوضاع وانتقال اللاعبين بعمل أى انتقالات دولية إلا للاعبين الذين تجاوزوا سن الـ18 سنة، وهذه هي القاعدة العامة، ولكن ضع تحت هذه القاعدة 100 استثناء، وثغرات وهى من دهاليز هذه اللائحة - منها على سبيل المثال: اللاعب من 16 إلى 18 سنة وحدث الانتقال فى الحالات التالية: أ - انتقال داخل دولة من دول الاتحاد الأوروبي أو المنطقة الاقتصادية الأوروربية، ب - انتقال بين اتحاديين كرويين فى نفس الدولة.
دور ونطاق أعمال وعقود وكيل اللاعبين وفق لوائح الفيفا
في التقرير التالى، يلقى "برلماني" الضوء على دور ونطاق أعمال وعقود وكيل اللاعبين وفق لوائح الفيفا، وأوضاع وانتقالات اللاعبين، فمن الأمور التي تُعد مفاجأة وصادمة لدى الكثيرين والتي ستؤدى إلى تغير بعض الثوابت هي أن مصطلح "وكلاء اللاعبين" لم يعد مصطلحًا دقيقا وفق لائحة الفيفا الجديدة، فوفقا لقسم التعريفات فى اللائحة، التى نعتمد عليها لفهم نطاق أى مصطلح متداول ومستخدم من الفيفا، فجاء مصطلح وكيل اللاعبين تحت مسمى "Agent"، وتفسيره وفق التعريفات هو: "وكيل خدمات كرة القدم" – بحسب الخبير القانوني والمحامى مازن السباعى، مُحكم سابق فى مركز التسوية والتحكيم الرياضي.
في البداية – يتسأل البعض عن الفرق من أن نقول وكيل لاعبين ومن وكيل خدمات كرة القدم؟ ولكن في الحقيقة الفرق كبير وأهمها نطاق المعنى ذاته فى ذهن أى شخص يتعامل معه، فخدمات وكيل كرة القدم جاء لها تعريف أيضًا فى لائحة الفيفا لوكلاء كرة القدم "أو اللاعبين كما ذكرنا من قبل"، ومنها: فهو لا يقتصر على بيع وانتقال لاعب أو لاعبيين فقط، ولكن تشمل خدماته بيع وانتقال المدربين أيضًا، وخدمات وكلاء كرة القدم لا تنحصر فى إتمام عملية البيع والانتقال فحسب، ولكن تمتد أيضًا إلى: "إنشاء أو إنهاء أو تغيير أحكام بنود عقد العمل للاعب أو مدرب" – وفقا لـ"السباعى".
المشرع فرق بين مصطلحى وكيل لاعبين ووكيل خدمات كرة القدم
ويتضح لك من نطاق التعريف السابق أن مصطلح "وكيل خدمات كرة القدم"، أعم وأشمل من مصطلح "وكيل لاعبين"، والسؤال الذى يطرح نفسه الأن هل عقد وكيل خدمات كرة القدم مع اللاعب أو المدرب له شروط؟ أم جاء مطلقًا وفقًا لما يُعرف بـ"العقد شريعة المتعاقدين"، وللإجابة على هذا السؤال، سنتحدث على قواعد أساسية، ومن ثم الانتقال إلى القواعد الخاصة، وبالنسبة للقواعد الأساسية التى جاءت فى لائحة الفيفا الخاصة بوكلاء خدمات كرة القدم فجاءت أهمها فى التالى – الكلام لـ"السباعى":
1-يجب أن يكون العقد المبرم بين وكيل خدمات كرة القدم واللاعب أو المدرب فى شكل مكتوب وإلا كانا لعقد باطلًا، وهذا يخالف القاعدة العامة التى تعترف بالعقود بصورها المختلفة سواء شفهية أو ضمنية أو مكتوبة.
2-يجب أن يشتمل عقد الوكالة على بيانات أساسية وإلا اعتبر باطلًا "منها اسماء الأطراق، مدة عقد الوكالة، محل أعمال الوكالة، مقابل خدمات الوكيل، توقيع الأطراف"، وقد أطلقت الفيفا على عقد الوكالة اسم يعبر عن الأصول التى بيناها آنفًا "عقد التمثيل: Representative Agreement".
والانتقالات لا تكون إلا للاعبين تجاوزوا الـ18 سنه
أما من الشروط الخاصة التى ذكرتها لائحة الفيفا الخاصة بوكلاء خدمات كرة القدم تتصل بالانقضاء الجبري لعقود التمثيل، فقد نصت على مدة انقضاء جبرية: فلا يجوز أن يبرم عقد وكالة خدمات كرة القدم مع اللاعب/ المدرب لمدة تزيد عن سنتين وإلا اعتبر ذلك باطلًا، ومن كثرة التشديد على هذه المدة حظرت لائحة الفيفا المشار إليها من وجود أى بند يمدد العقد لمدة مماثلة فى العقد من تلقاء نفسه، والاستثناء الوحيد هو أن يتم تحرير عقد جديد مكتوب لمدة سنتين بعد انتهاء المدة – طبقا للمُحكم السابق فى مركز التسوية والتحكيم الرياضي .
ومع ذلك هذه المدة لا تُطبق إلا على العقود التى تُبرم بين وكيل خدمات كرة القدم واللاعب أو المدرب، أما فى حالة ابرم العقد مع نادى أو رابطة أو اتحاد فلا قيد على مدة السنتين، والسؤال المهم أيضا الذى يطرح نفسه فى ذات اللائحة هو: هل عقد "تقديم خدمات وكلاء كرة القدم" يجوز فسخه قبل انقضاء مدة العقد؟ والإجابة هنا - نعم - ولكن بشرط وجود "سبب عادل" كما بينت اللائحة ووفقا "لمباديء حسن النية" التى رسختها كثير من القواعد الدولية (مثال قواعد اليونيدروا الخاصة بعقود التجارة الدولية) – هكذا يقول "السباعى".
ومن الأسباب العادلة التى نصت عليها الفيفا فى اللائحة:
1-سحب أو تعليق رخصة وكيل اللاعبين.
2-حظر المشاركة فى أنشطة كرة القدم ذات الصلة بموضوع العقد.
3-حظر/ منع تسجيل لاعبين جدد محليا أو دوليا لفترة تسجيل كاملة واحدة على الأقل "صيفية وشتوية".
العقد مع الوكيل لا يزيد عن سنتين وإلا اعتبر باطلًا
ولكن حتى تتضح لنا الصورة الكاملة للتنظيم القانوني لطبيعة عمل وكلاء كرة القدم لابد لك من العودة للمظلة الكبيرة لتنظيم هذه المسألة وهى: "لائحة الفيفا لأوضاع وانتقالات اللاعبين"، وليس فقط "لائحة الفيفا لوكلاء خدمات كرة القدم" التى فصلت صور كثيرة لم تأتى فى لائحة الفيفا الخاصة بوكلاء خدمات كرة القدم، مثل صور انتقال عقود اللاعبين القصر "دون سن الـ18 سنة"، ولكن مع ذلك هناك شروط محددة يلتزم بها النادى فى حال الانتقالات لمن هم دون السن "القاعدة العامة" – الحديث لـ"السباعى".
مثال: فرض التزام مهم جدًا على النادى وهو أنه يوفر للاعب تعليم وتدريب آخر، غير تدريب كرة القدم يُتيح للاعب أن يختار مسار أخر غير احتراف كرة القدم عندما يبلغ سن الـ18 سنة "وهذا الشرط يُكشف لينا جانب من فلسفة الحظر فى الانتقالات الدولية لمن هم دون سن الـ18 وما يتصل به من قواعد القانون المدني بشأن أهلية الأداء - دهاليز أيضًا لمن أراد أن يبحث أعمق وأكثر"، و من الدهاليز أيضًا المسكوت عنها في عالم الانتقالات إن اللائحة سمحت باستثناءات تتصل بأمرين:
الأول: الاستثناء بسبب اللجوء الطبيعي نتيجة حروب مثلا الخ.. "وهنا نتحدث على لاجئ دون السن (قاصر)".
الثاني: اللجوء السياسي أو التعرض لمخاطر بسبب اللون والجنس أو الرأي السياسي الخ.
ملحوظة: اللائحة هنا ميزت بينهما لأسباب لم استطع أقف عليها بعد، فالأول يجوز له الانتقال لنادى احترافى، بينما الثاني اشترطت اللائحة أنه لا يجوز له إلا الانتقال إلا لنادى هاو.
الخبير القانوني والمحامى مازن السباعى، مُحكم سابق فى مركز التسوية والتحكيم الرياضي
