السبت، 27 أبريل 2024 03:21 م

"الرئيس الثمانينى".. استطلاعات الرأى تُظهر مخاوف الأمريكيين من شيخوخة الرئيس القادم.. البيت الأبيض يدافع عن بايدن: 80 عامًا توازى عمر الـ40.. وترامب يدعى أن لديه ميزة جينية

"الرئيس الثمانينى".. استطلاعات الرأى تُظهر مخاوف الأمريكيين من شيخوخة الرئيس القادم.. البيت الأبيض يدافع عن بايدن: 80 عامًا توازى عمر الـ40.. وترامب يدعى أن لديه ميزة جينية بايدن وترامب
الأربعاء، 20 سبتمبر 2023 06:00 م
كتبت آمال رسلان

فى خضم اشتعال المنافسات بين المرشحين لانتخابات الرئاسة الأمريكية 2024، طغت على السطح قضية ربما لم تشغل بال الأمريكيين فى السابق وهى "سن الرئيس"، فبعد تصدر كل من جو بايدن الرئيس الحالى ودونالد ترامب الرئيس الأسبق لاستطلاعات الرأى وكلاهما تخطى عمر الثمانين عاما، بدأ الحديث فى وسائل الاعام الأمريكية حول صلاحية كل منهما فى هذا السن لقيادة الولايات المتحدة.

 

وحاول كل من المرشحان للانتخابات الأمريكية الدفاع عن بلوغة الثمانين، والذى يراه البعض عيب خطير وتهديد للبيت الأبيض الذى اعتاد أن يرتاده الشباب، وخرجت الردود من بايدن وترامب مثيرة للاهتمام ففى الوقت الذى اعتبر فيه ترامب أنه يحمل ميزة "جينية"، رأى الرئيس الأمريكى بايدن أن سن الثمانين حاليا يوازى سن الأربعين.

 

ويعد سن المرشح من القضايا التى تحظى باهتمام كبير فى السباق الانتخابى الحالى فى ظل قلق بشأن عمر الرئيس جو بايدن، الذى يعد أكبر رئيس أمريكى على الإطلاق، ويصغره ترامب بسنوات قليلة، ولذلك فقد تجنب دونالد تجب انتقاد عمر بايدن.

 

وبعد أن أشارت استطلاعات رأى متعددة من مخاوف الأمريكيين من الرئيس الثمانينى، ردت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير على مخاوف الأمريكيين بشأن عمر الرئيس جو بايدن، قائلة إن سن الثمانين هى اليوم بمثابة سن الأربعين.

 

وقالت جان بيير فى مؤتمر صحفى ردا على سؤال عن إظهار استطلاعات الرأى العام قلق الشعب بشأن عمر بايدن: "سن الثمانين هى اليوم سن الأربعين، ألم تسمعوا بذلك؟"، ووفقا لجان بيير، تثار مسألة عمر بايدن باستمرار، لكنه يظهر دائما كفاءة عالية، ويحقق نتائج هيهات للسياسيين الآخرين أن يصلوا إليها.

 

وقد أصبح بايدن أكبر رئيس للولايات المتحدة سناً فى التاريخ، وهو يعتزم الترشح لإعادة انتخابه لولاية ثانية فى عام 2024.

 

وبعد رد البيت الأبيض لجأ جو بايدن إلى التبرير بنفسه لموقفه الصعب، قائلا إنه يتفهم التركيز على سنّه، لكنه سيخوض السباق إلى البيت الأبيض، لأن دونالد ترامب يريد "تدمير" الديمقراطية الأمريكية، وأضاف بايدن: "يبدو أن كثرا يركزون على سنّي. أنا أفهم ذلك، صدقونى، أعرف ذلك أكثر من أى شخص آخر".

 

وعادة ما يتجنب الرئيس البالغ 80 عاما مسألة السن لكنه تطرّق إليها خلال حملة لجمع تبرعات فى مسرح ببرودواى فى نيويورك، موضحا أن تجربته ساعدته فى التعامل مع أزمات مثل الحرب فى أوكرانيا وجائحة كوفيد.

 

وتابع: "أنا سأترشّح لأن الديمقراطية على المحك، لأنه فى العام 2024 سيكون مصير الديمقراطية مرتبطا بورقة الاقتراع مجددا، ليكن ذلك واضحا، دونالد ترامب والجمهوريون المناصرون له مصممون على تدمير الديمقراطية الأمريكية".

 

وأشار الرئيس الديمقراطى إلى أنه لن "ينحني" أمام "الديكتاتوريين" متّهما ترامب بالقيام بذلك للرئيس الروسى فلاديمير بوتين.

 

أما دفاع الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب البالغ من العمر 77 عاما فجاء غريبا كعادة تصريحاته، حيث قال ترامب إن والده عاش فترة أطول بكثير، حتى 93 عاما، ووالدته عاشت أطول بكثير حتى 88 عاما. ولذلك، ومن الناحية الجينية، فإن هذا أمر جيد، لافتا إلى إنه لا يشعر بالقلق من أنه يكون فى الثمانينيات من العمر لو تمت إعادة انتخابه رئيسا لأربع سنوات أخرى.

 

وقال ترامب إن بايدن ليس عجوزا للغاية على تولى منصب الرئاسة، ولكنه غير كفء. وأضاف ترامب أن هناك العديد من قادة العالم الرائعين وقد تجاوزوا الثمانين من العمر.

 

وأظهرت استطلاعات للرأى أخيراً أن الناخبين الأميركيين لديهم مخاوف بشأن سنّ الرئيس الأمريكى جو بايدن البالغ 80 عاماً والذى ينوى الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة عام 2024، وكشف كثيرا من الأميركيين المشاركين به يرون أن جو بايدن بات أكبر سنا الآن، ولا يستطيع أن يكون رئيسا فعالا خلال ولاية ثانية.

 

وأظهر الاستطلاع، الذى أجراه مركز (الأسوشيتد برس-نورك لأبحاث الشؤون العامة) أن 77% من الذى تم استطلاع ارائهم يرون أن بايدن، 80 عاما، لا يستطيع أن يكون رئيسا ذا فاعلية لولاية ثانية، أما دونالد ترامب، الذى يصغره بـ3 سنوات فقط، فهو يثير مخاوف أخرى أقل بشأن عمره.

 

لكن هناك مشكلات أخرى بين الأميركيين وترامب، الذى يتفوق بفارق كبير، حتى الآن على الأقل، على منافسيه الذين يسعون لنيل ترشيح الحزب الجمهورى بالرغم من لوائح الاتهام الجنائية الكثيرة الموجهة إليه، ويقول البعض إن ترامب - البالغ من العمر 77 عاما- سيكبر فى السن أيضا.

 

وقال الاستطلاع إن حوالى تسعة من كل عشرة جمهوريين شاركوا بالاستطلاع يقولون ذلك عن بايدن، وكذلك حوالى سبعة من كل عشرة ديمقراطيين، وأضاف "ليس هناك الكثير من الأشياء التى يتفق عليها الأمريكيين حزبيا هذه الأيام. لكن الشيء الوحيد الذى يتفق عليه الديمقراطيون والجمهوريون هو أن الرئيس جو بايدن بات مسنا للغاية بشكل لا يسمح له بولاية ثانية رئيسا".

 

وفى الاستطلاع، قال 77% من المشاركين إن بايدن أكبر سنا ولا يستطيع أن يكون رئيسا فعالا لأربع سنوات أخرى، ولا يقول ذلك 89% من الجمهوريين فحسب، بل 69% من الديمقراطيين، الذين تم استطلاع رأيهم.

 

وتتبنى هذا الرأى فئات عمرية مختلفة، وليس الشباب فقط، على الرغم من أن الديمقراطيين الأكبر سنا أكثر دعما لمحاولة بايدن الترشح فى انتخابات عام 2024.

 

وفى المقابل يقول حوالى نصف البالغين الأميركيين إن سن ترامب كبير أيضا، ولا يستطيع القيام بمهام المنصب بشكل ملائم، ويتضح من الاستطلاع أن الأميركيين يقولون: لا تختاروا كبار السن بل اختاروا الشباب، أو المرشحين الأصغر سنا على الأقل.

 

ويريد الديمقراطيون والجمهوريون والمستقلون فرض حدود على سن الراغبين فى شغل منصب الرئيس وعضوية الكونجرس والمحكمة العليا، وفى المجمل، يؤيد حوالى ثلثى البالغين فى الولايات المتحدة تحديد سقف عمرى للمرشحين لمنصب الرئيس وأعضاء الكونجرس، بالإضافة لوضع سن تقاعد إلزامى للقضاة.

 

وحتى موعد الانتخابات الأمريكية واستقرار كل من الحزبين الجمهورى والديمقراطى على مرشح لكا منهما، وعلى ما يبدو سينحصر الأمر بين بايدن وترامب مجددا، فإن مسألة سن الرئيس ستكون محور جدل كبير بين الأمريكيين.


الأكثر قراءة



print