الإثنين، 09 ديسمبر 2024 01:28 م

تفاعلا مع القراء.."برلمانى" يعيد نشر كلمة الرئيس السيسى أمام البرلمان اليابانى

تفاعلا مع القراء.."برلمانى" يعيد نشر كلمة الرئيس السيسى أمام البرلمان اليابانى السيسى فى اليابان
الثلاثاء، 01 مارس 2016 01:58 م
برلمانى
تفاعلا من قراء موقع "برلمانى" نعيد نشر كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسى، أمام البرلمان اليابانى ، و التى قوبل أثنائها بحفاوة شديدة، وبالتصفيق الحار من أعضاء البرلمان.

ووجه الرئيس عبد الفتاح السيسى، أمس الاثنين، كلمة فى البرلمان اليابانى، بدأها بـ"بسم الله الرحمن الرحيم"، ثم أعرب عن عميق الشكر والتقدير على إتاحة هذه الفرصة له ليكون بين أعضاء البرلمان اليابانى اليوم، "فى بيت الشعب اليابانى ذلك البرلمان العريق الذى يمثل شعبًا عظيمًا يمتلك إحدى أعرق الحضارات فى التاريخ الإنسانى، وواحدة من أهم التجارب التنموية الفريدة فى العصر الحديث".

وأضاف الرئيس: "لقد جئت إليكم اليوم، حاملًا رسالة تعاون وإخاء من الشعب المصرى لأعبر لكم عن تقديره العميق لإسهام حضارتكم العظيمة فى إثراء التراث الإنسانى ودعمها للسلام والتنمية على مدار عقود طويلة التزمت فيها بنهج الدولة المحبة للسلام وامتدت أياديها بالخير والنماء، تبنى وتعمر وتبث فى النفوس روح الأمل والعمل، وتعلى قيم النظام والمثابرة والاجتهاد، وهى القيم التى تعكس تعاليم الإسلام ومبادئه وتجسدها على أرض الواقع".

وأعرب السيسى عن إعجاب شعب مصر، وتقديره الشخصى العميق لما يقدمه شعب اليابان من قدوة مثالية ونموذج حضارى فريد استطاع أن يحول من خلاله القيم الأخلاقية الرفيعة والتحلى بروح الجماعة إلى واقع ملموس فى مختلف ربوع اليابان، مضيفاً: "لقد ضرب الشعب اليابانى مثلا حيا حطم من خلاله (أسطورة المستحيل) وتمكن فى غضون سنوات قليلة بالنسبة لعمر الأمم من تحقيق طفرة اقتصادية وتنموية هائلة، كانت وستظل مثار إعجاب الجميع".

وقال الرئيس السيسى، إن اليابان بحضارتها وأخلاقها الراقية وقيمها الرفيعة لم تقدم فقط نموذجاً ناجحاً فى الاقتصاد، بل كانت أيضا مصدر إلهام لأعلام الأدب والشعر فى مصر فتناولتها قصائدهم فى مواضع المدح والإشادة كأمة وصلت إلى قمة المجد والتقدم ونشرت العلم والنور فبلغت العلا وأضحت مثالاً يحتذى وكم من قصيدة نظمها أمير الشعراء أحمد شوقى تضمنت الإشادة بأمة اليابان وكم من قصيدة استلهمها شاعر النيل حافظ إبراهيم من وحى اليابان وفى مقدمتها رائعته "غادة اليابان".

وأضاف أن فى حياة الأمم والشعوب لحظات تاريخية فارقة يتعين فيها على كل محب لوطنه ومخلص لأمته أن يعلى مصلحة الوطن على ما عداها وأن يلبى نداء وطنه ويعمل على تحقيق رفعته ومجده، ولقد استطاع شعب بلادى بحضارته العظيمة وقيمه الراسخة إنفاذ إرادته الحرة وخياراته المستقلة ونجح فى الحفاظ على كيان الدولة المصرية العريقة ومؤسساتها الراسخة، وجنب مصر الانزلاق إلى مصائر دول أخرى فى المنطقة مزقتها الفرقة والحرب الأهلية وضاعف الإرهاب البغيض من معاناة شعوبها.
وتابع السيسى: "وعلى الرغم من التحديات الداخلية ودقة الظروف الإقليمية نجحت مصر فى تنفيذ استحقاقات خارطة المستقبل التى توافقت عليها القوى الوطنية، وصولًا إلى تشكيل مجلس النواب الجديد الذى يضم 596 نائبًا ويشهد أكبر تمثيل للمرأة المصرية والشباب، علاوة على تمثيل ذوى الاحتياجات الخاصة، وسوف يضطلع المجلس بتفعيل نصوص الدستور، وما تضمنه من مواد غير مسبوقة فى الحقوق والحريات، وذلك فى إطار التزام الدولة المصرية بمواصلة النهج الديمقراطى الذى بدأته، وإعلاء مبادئ دولة القانون والفصل بين السلطات، واحترام حقوق الإنسان، ليس فقط على الصعيد السياسى والمدنى، اللذين يتعين تنميتهما وازدهارهما، ولكن أيضًا على المستويين الاقتصادى والاجتماعى، من أجل تلبية طموحات وآمال الشعب المصرى فى حياة كريمة ينعم فيها بالأمن والاستقرار.. وإننى أتطلع إلى توثيق علاقات مجلس النواب مع البرلمان اليابانى إثراء للبعد الشعبى فى العلاقات المصرية اليابانية الراسخة، وتأكيدًا لأن هذه العلاقات لا تأتى فقط على المستوى الرسمى، وإنما تكللها مباركة شعبية تدفعها وتنميها وترتقى بها إلى آفاق أرحب ومستوى أكثر تميزًا".

وأكد السيسى، أن شعب مصر فى سبيل تحقيق أحلامه وبناء مستقبله يمد يده بالتعاون والمحبة للشعوب الصديقة الجادة التى تدرك حقا معنى وقيمة الأوطان لتساهم معه فى مواصلة مسيرته التنموية على الصعيدين الاقتصادى والاجتماعى، مضيفا: "أنقل لكم فى هذا الصدد امتنان شعب مصر لليابان وشعبها الصديق لما قدموه من إسهامات مقدرة فى قطاعات حيوية مثل النقل والصحة والتعليم والثقافة لمسنا جميعًا آثارها فى حياة المصريين اليومية".
وأشار الرئيس السيسى، إلى أن مصر تتطلع إلى مواصلة هذا التعاون واستكمال عملية البناء لإضافة مزيد من التميز للعلاقات المصرية - اليابانية التى نعتز بها كثيرا حكومة وشعبًا فمصر تمضى على صعيد التنمية الاقتصادية بخطى واثقة وتدشن وتنفذ العديد من المشروعات على مختلف المستويات سواء التنموية الكبرى مثل مشروع التنمية بمنطقة قناة السويس وما يضمه من مناطق اقتصادية خاصة ومشروعات لوجستية وخدمية، ومشروع استصلاح وتنمية المليون ونصف المليون فدان اعتمادًا على المياه الجوفيـة للمسـاهمة فى تحقيــق الأمن الغذائــى، ومشروع الشبكة القومية للطرق باعتبارها شرايين أساسية لعملية التنمية، بالإضافة إلى المشروعات الصغيرة والمتوسطة لما تساهم به من توفير فرص العمل وتشغيل الشباب، فضلًا عما تحققه من انتشار أفقى سريع يساعد على إقامة مجتمعات تنموية وعمرانية متكاملة.
كما أشار إلى اتخاذ مصر العديد من التشريعات والإجراءات لجذب وتيسير الاستثمار، فضلاً عن كونها إحدى أكثر دول الـــعـــالـــــــــم تحقيـــقـــا لعوائــــــــــــد الاســــــــــتثــمار كما قدمت مصر فى غضون عام واحد حلا جذريا لمشكلة نقص الطاقة وقامت بالوفاء بشكل كامل باحتياجات قطاع الصناعة منها لاستمرار عجلة الإنتاج وترحب مصر بالمستثمرين اليابانيين للمساهمة فى تلك المشروعات وتحقيق المصلحة المشتركة للجانبين يدا بيد نبنى ونعمر نحلم ونعمل وننشد النماء والخير والسلام لشعبينا وللإنسانية بأسرها، "كما نأمل فى استعادة زخم السياحة اليابانية إلى مصر، وأؤكد لكم أن أجهزة الدولة المصرية لن تدخر جهدا للحفاظ على أمن وسلامة زائريها من جميع أنحاء العالم".
وقال الرئيس السيسى، إن تحية الإسلام كما تعلمون هى "السلام عليكم ورحمة الله وبركاته" السلام والرحمة هما رسالة أساسية لهذا الدين العظيم الذى ينشد عمارة الأرض وتحقيق التعارف والتعاون والوئام بين الأمم والشعوب دون ترويع للآمنين أو تدمير لما أنجزته يد الإنسان من مظاهر الحضارة والعمران عظم الإسلام قيمة الروح وجعل من قتلها بغير نفس أو فساد فى الأرض كمن قتل الناس جميعًا ومن أحياها كمن أحيا الناس جميـــعا هــــذه هــــى قيــمه وتـلك هــــى تعاليمــه وكل من حاد عنها وأتى من الأفعال ما يناقضها فالإسلام براء من أفكاره المنحرفة وأفعاله النكراء.
وتابع فى هذا الصدد: "يطل على العالم فى الآونة الأخيرة إرهاب كريه يخرب العقول ويمرض النفوس ويدمر كل غرس طيب يعادى الإنسانية ويبغض الحضارة ويسعى لتحقيق أهداف خبيثة ومصالح ضيقة لفئات لا تعرف أديانا ولا أوطانا فأضحى عدوا للإنسانية بأسرها يشن عليها هجوما شاملا وهو الأمر الذى يقتضى أن تأتى مواجهته جماعية ومكافحته أيضا شاملة، لا تقتصر فقط علـــــى المواجهـــات العســـــكرية والتعاون الأمنـــــــــى، وإنما تمتد لتشمل الجوانب الاقتصادية والاجتماعية للحيلولة دون توافر الظروف التى تمثل بيئة خصبة وحاضنة طبيعية لهذه الآفة الخطيرة، بالإضافة إلى اشتمالها على الأبعاد الفكرية والدينية لتصويب الخطاب الدينى وتنقيته من الأفكار المغلوطة والتفاسير الملتوية التى تجافى صحيح الدين وتنافى قيمه الحميدة وتعاليمه السامية ويلعب الأزهر الشريف دورًا مقدرًا فى هذا الشأن باعتباره منارة للإسلام المعتدل وقيمه الصحيحة التى تعلى قيم التسامح والرحمة والتعارف وقبول الآخر".

وأصاف الرئيس: "ويتكامل مع هذا الجهد الفكرى إصلاح وتطوير نظم التعليم وهو الصعيد الذى تقدمت فيه اليابان إلى حدود بعيدة فتمكنت من غرس قيم سامية فى نفوس النشء كان لها أطيب الأثر فى تكوين المواطن الصالح الذى يدرك ويقدر قيمة العمل ليس لصالحه فقط كفرد ولكن أيضا لمردوده الإيجابى على المجتمع والوطن إن مصر تتطلع للتعاون مع اليابان فى مجال التعليم للاستفادة من تجربتها الرائعة التى جمعت بين الجودة الرفيعة للعملية التعليمية مع الاهتمام البالغ بغرس القيم الإنسانية الراقية للوطنية والعمل الجماعى التى أقدر أنها رافد أساسى للتنمية الاقتصادية والاجتماعية".

وأضاف السيسى، أن الواقع الإقليمى لأية دولة مثلما يتيح لها فرصاً للنمو والتقدم إذا كان آمناً مستقراً فإنه قد يمثل لها تحدياً يضاف إلى أعبائها ويضاعف مسؤولياتها، لاسيما إذا كان واقعا مضطربا يموج بالتحديات ومن واقع مسؤولية مصر الإقليمية والتاريخية فقد كانت صاحبة المبادرة والريادة فى إطلاق عملية الســــلام فى الشــــرق الأوســـــط، ورغم الظروف الصعبة التى مرت بها مصر فى الأعوام الأخيرة إلا أنها كانت حريصة على الوفاء بالتزاماتها وفقا لاتفاقيات السلام، بل واستمرت فى القيام بما يمكنها من جهود لإحياء المفاوضات بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى إيمانا من الدولة المصرية بأن استعادة الاستقرار المنشود فى منطقة الشرق الأوسط لن يتأتى دون حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية ينهى معاناة الشعب الفلسطينى التى طالت لعقود ويضمن له حياة كريمة فى إطار دولة مستقلة عاصمتها القدس الشرقية.

وتابع: "لا يخفى عليكم أن الجماعات الإرهابية لطالما استغلت القضية الفلسطينية ومعاناة الشعب الفلسطينى كذريعة لتبرير أعمالها الإجرامية ضد دول العالم وكذلك فى دعايتها لاستقطاب عناصر جديدة إلى صفوفها.. وتواصل مصر مساعيها جاهدة للتوصل إلى تسويات سياسية للأزمات المتفاقمة فى سوريا وليبيا واليمن بما يحافظ على وحدة هذه الدول الشقيقة وتقدر مصر الجهود اليابانية إزاء تسوية هذه القضايا التى تتوافق وجهات نظر حكومتى مصر واليابان تجاهها".

وكرر الرئيس للبرلمان اليابانى شكره على إتاحة هذه الفرصة للتواجد بين أعضائه، مضيفا:" أرحب بكم فى مصر ضيوفا أعزاء وأصدقاء أوفياء نتعاون فى كافة المجالات ذات الاهتمام المشترك، بما يحقق طموحات شعبينا نحو مستقبل أفضل للجميع".

واختتم الرئيس كلمته بقوله: "تلك كانت كلماتى إليكم تحدثت معكم من خلالها بكل الصدق وأرجو أن يكون صداها الذى تردد بين جنبات هذا البرلمان العريـــق قــــد أقنــــع عقولكـــم ولمس قلوبكــــم إنها رسالة سلام ومحبة وتعبير صادق عن إرادة شعب بلادى ورغبته فى العمل والتعاون مع اليابان وشعبها ودعوة خالصة من القلب لنضع أيدينا معا لنقدم للعالم نموذجا فى إيجابية العلاقات الدولية وتوظيفها لخير الإنسانية وبناء الحضارات..شكرا لكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".

الجدير بالذكر، أن الرئيس المصرى هو سادس رئيس يلقى كلمة للبرلمان اليابانى فى تاريخه وهو أول رئيس عربى وثانى رئيس إفريقى، حيث لم يتحدث رئيس أفريقى أمام البرلمان اليابانى، غير نيلسون مانديلا والرئيس السيسى.


الأكثر قراءة



print