الجمعة، 19 أبريل 2024 08:22 م

رئيس الوفد: "لو واحد قالى امشى همشى".. الهيئة العليا تجدد الثقة فيه.. وتقرر فصل المعتدين على الحزب ووقف المفاوضات مع تيار الإصلاح.. ومخاطبة البرلمان لإحالة فؤاد بدراوى للجنة القيم

فشل رهان إسقاط البدوى

فشل رهان إسقاط البدوى فشل رهان إسقاط البدوى
الجمعة، 29 أبريل 2016 11:59 م
كتب محمد رضا
انتهى اجتماع حزب الوفد، مساء الجمعة، لبحث أزمة اقتحام فؤاد بدراوى وأنصاره مقر الحزب الرئيسى، حيث توافد عدد من قيادات وأعضاء حزب الوفد، إلى مقر الحزب بمنطقة الدقى، لمتابعة نتائج اجتماع الهيئة العليا للحزب، برئاسة الدكتور السيد البدوى، رئيس الوفد، لمناقشة مطالب قيادات تيار إصلاح الوفد، وأعضاء الحزب المفصولين، بحضور المهندس حسام الخولى، واللواء سفير نور، وطارق تهامى، وباقى قيادات وأعضاء الهيئة العليا للوفد.

الوفد (1)

وعلى الجانب الآخر، تواجد النائب فؤاد بدراوى، وعدد من أعضاء تيار الإصلاح، داخل مقر الحزب انتظارًا لنتائج اجتماع الهيئة العليا للوفد، وموقفها من مطالب التيار، وأبرزها تشكيل لجنة حكماء لتسيير أعمال الحزب، لحين إجراء انتخابات داخلية، فيما استعان الحزب بعدد كبير من الـ"بودى جاردات"، لتأمين مقر الحزب وبوابته ضد أى أعمال عنف أو اشتباكات.

واستقبلت قيادات وأعضاء حزب الوفد، الدكتور السيد البدوى، رئيس الحزب، بالتصفيق الحاد وترديد هتافات: "عاش الوفد ضمير الأمة.. وفديين وفديين".

وقال الدكتور السيد البدوى، رئيس حزب الوفد، إن اللواء محمد الحسينى، أمين صندوق الحزب، أخطره أول أمس الخميس، بأن فؤاد بدراوى، وعددًا من أعضاء الوفد المفصولين، وآخرين ليس لهم صلة بالوفد، اقتحموا مقر الحزب، وتحكموا فى إدارة البوابة الرئيسية للحزب، مضيفًا: "إن فؤاد بدراوى، لم يصبح عضوًا بالوفد، وهو مرشح مستقل وعضو فى ائتلاف دعم مصر".. وتساءل: "هل من حق نائب مستقل أو أى شخص أن يقتحم مؤسسة حزبية؟".

الوفد (2)

وأضاف رئيس حزب الوفد، خلال كلمته فى اجتماع الهيئة العليا للوفد، أن اقتحام مقر الحزب هدفه إحداث بلبلة وإظهار وجود انقسام داخل الوفد أمام وسائل الإعلام، متابعًا: "ما أسهل أن يتم عزل رئيس الوفد بالوسائل الديمقراطية، فتوقيع 30 عضوًا بالهيئة العليا يسحب الثقة من رئيس الحزب، ولو واحد من الموجودين دلوقتى قال امشى، والله همشى".

ومن جانبهم، هتف أعضاء الهيئة العليا ردًا على حديث رئيس الحزب: "بدوى يا بدوى"، فى إشارة إلى تأييدهم لاستمراره، معلنين تجديد الثقة فيه.

وأوضح "البدوى" أن حزب الوفد ليس المقر والمبنى، ولكن الحزب به هيئات منتخبة للشباب والمرأة وهيئة برلمانية، مضيفًا: "فيما يخصنى فأنا متنازل عن أى إساءة لشخصى، وأعلنت من قبل استعدادى لعودة كل المفصولين فيما عدا من أساء للحزب أو أحد زملائه أو متورط فى أى قضايا".

وأكد رئيس حزب الوفد، أن معظم مطالب تيار الإصلاح التى عرضها فى اجتماعه أمس مع المستشار بهاء أبو شقة، كنت قد بدأت فى تنفيذها منذ انعقاد الجمعية العمومية السابقة، ومنها عودة المفصولين، وتشكيل هيئة وفدية جديدة، مما يعنى إعادة تشكيل اللجان النوعية فى المحافظات، موضحًا أنه سيعقد اجتماعاً يوم الجمعة المقبلة، لمناقشة كيفية إعادة تشكيل اللجان النوعية بالمحافظات.

الوفد (3)

وأشار إلى أن مطالب تيار الإصلاح أيضا، بتشكيل لجنة من 7 أعضاء لرئاسة الحزب، سيتم مناقشته أيضا خلال اجتماع الجمعة المقبل، حيث سيعقد اجتماع مشترك بين الهيئة العليا، واللجان النوعية بالمحافظات، موضحا أن أحد المطالب أيضا كان وضع لائحة جديدة، وبالفعل الحزب انتهى من إعداد لائحة جديدة، وتخضع الآن لمناقشة بين أعضاء الوفد.

من جانبه، قال محمد عبد العليم داوود، عضو الهيئة العليا لحزب الوفد: "لقد تم فصلى من الحزب فى عهد سراج الدين باشا، ولم اقتحم مقر الحزب ولم ألقِ طوبة، وما كان يمكن أن أتسبب فى إراقة نقطة دم واحدة داخل مقر حزب الوفد"، مضيفا أن فصله كان على خلفية إثارته ملف تورط أحد أعضاء الوفد فى قضية تمويل أجنبى داخل مجلس النواب.

وأضاف عضو الهيئة العليا لحزب الوفد، خلال كلمته فى اجتماع الهيئة العليا للوفد: "إننى لم أسب أحدًا، وعدت إلى الوفد محمولا على الأعناق، وهذا دليل أن المحترم والمؤدب يعود للوفد مرة أخرى"، متابعًا: "إحنا فى حزب الوفد، مش فى حزب الأحرار اللى كان كل يوم بيولع فى نفسه" – على حد قوله.

وتابع: "يا أستاذ فؤاد بدراوى، أنت عاوز تقدم حزب الوفد قربان لمين؟، لماذا تقتحم مقر الوفد؟، والله حرام علينا أن يمس وفدى وفدى زميل، وهو أنت عاوز حزب ولا عاوز كرسى، وأنا بختلف مع رئيس الحزب والأمر واضح من كتاباتى وتصريحاتى".

الوفد (4)

وفى السياق ذاته، قال اللواء هانى درى أباظة، عضو مجلس النواب عن حزب الوفد، وعضو هيئته العليا: "أنا مع الشرعية قلبًا وقالبًا تحت أى ظروف، ومن غير المعقول أن تكون الانقلابات وسيلة لعودة كل من يفصل من عضوية الحزب".

وأضاف عضو مجلس النواب عن حزب الوفد: "أنا ضد التفاوض والجلوس مع هؤلاء الذين اقتحموا مقر الحزب، لأن التفاوض لن يكون بـ«لى الذراع»، ويجب ألا يتورط فؤاد بدراوى، فى هدم الكيان الذى ساهم فى بنائه وتأسيسه".

وأشار إلى أن السبب فى تفاقم الأزمة بهذا الشكل هو البساطة والتسامح وطيبة النفس لدى الدكتور السيد البدوى، موجههاً حديثه لـ"فؤاد بدراوى": "أنت زميل، ومن المفترض أن تكون من أوائل المدافعين عن الحزب، وأرجو أن تعودوا إلى عقولكم وبيتكم فى حزب الوفد".

وفى نفس السياق، قال الدكتور ياسر حسان، القيادى بحزب بالوفد، إن اقتحام مقر حزب الوفد من قبل بعض الأعضاء المفصولين بقيادة النائب فؤاد بدراوى، هو سيناريو يتكرر بأشكال محتلفة لتشويه الحزب قبل إجراء أى انتخابات، موضحا أن هذه السيناريوهات التى تهدف إلى الإساءة للحزب، وتجددت الآن لأننا على أبواب إجراء انتخابات المجالس المحلية.

وأضاف "حسان" خلال كلمته باجتماع الهيئة العليا للوفد: "أطالب الدكتور السيد البدوى، بتكليف مجموعة من أعضاء الحزب بالتوجه إلى قسم الدقى، لتحرير محضر لإثبات واقعة اقتحام مقر الوفد، وأن يتم تكليف الهيئة البرلمانية للحزب بتقديم طلب إلى مجلس النواب لرفع الحصانة عن النائب فؤاد بدراوى"، متابعاً: "أن حزب الوفد لا يعانى الآن إلا من داء واحد، هو فؤاد بدراوى".

وأكد "حسان" أن مجموعة الأعضاء المفصولين يعلمون جيدا أن فؤاد بدراوى، إذا خاض الانتخابات على رئاسة الوفد فى مواجهة أى وفدى، فانه سيخسر تلك الانتخابات، مشددا على أن الاعضاء المفصولين اذا استمروا فى اعتصامهم داخل مقر الحزب لـ100 عام، فإن الدكتور البدوى لن يرحل عن رئاسة الحزب". فيما قال أحمد عودة، عضو الهيئة العليا لحزب الوفد، والرئيس الشرفى للحزب: "وما الصغار إلا أن يعبروا عن صغائرهم، وللرجال مواقف، لقد كنت قادما إلى مقر حزب الوفد، وأعتزم للسعى لحل أزمة الخلاف مع بعض الأعضاء المفصولين بقيادة فؤاد بدراوى".
وأضاف عضو الهيئة العليا لحزب الوفد: "بعد المشاعر الجياشة التى لمستها فى المشاركين فى الاجتماع، فقد تيقنت أنه لا جدوى من الحديث مع الصغار".

ومن جانبه، طالب عضو آخر بحزب الوفد، بضرورة مواجهة ما أقدم عليه فؤاد بدراوى، باقتحام مقر الحزب، من خلال البرلمان، والمطالبة بإحالته للجنة القيم داخل مجلس النواب، مؤكدًا أن ما قام به عضو الحزب المفصول هو تصرف همجى وبلطجة - حسب تعبيره.

وبعد ذلك، أعلن الدكتور السيد البدوى، رئيس حزب الوفد، عن انتهاء الجلسة المعلنة للهيئة العليا لحزب الوفد، التى عقدت مساء الجمعة، بمقر الحزب بالدقى، بحضور أعضاء وقيادات الحزب، ووسائل الإعلام المختلفة، لمناقشة مطالب تيار إصلاح الوفد، بقيادة فؤاد بدراوى. وقال رئيس الوفد، إن الهيئة العليا لحزب الوفد، ستعقد اجتماعا مغلقا لمدة ساعة لإعلان النتيجة النهائية للمشاورات العامة، والقرارات النهائية التى ستصيغها الهيئة العليا بناء على مقترحات قيادات وأعضاء الحزب.

فيما أكد مصدر وفدى، أن الهيئة العليا لحزب الوفد، اتفقت فى توصياتها خلال اجتماعها المغلق المنعقد مساء الجمعة، بالمقر الرئيسى للحزب بحى الدقى، على تكليف الهيئة البرلمانية للوفد داخل مجلس النواب، بتقديم طلب إلى رئاسة المجلس للمطالبة بإحالة النائب فؤاد بدراوى، إلى لجنة القيم على خلفية اقتحامه وبرفقته عدد من أعضاء الوفد المفصولين، مقر الحزب أمس الخميس.

كما أكد مصدر من داخل حزب الوفد، فى تصريح خاص لـ"برلمانى"، أن الحزب سيتمسك بكافة الإجراءات القانونية ضد فؤاد بدراوى، والمجموعة التى اقتحمت مقر الحزب، موضحاً أن اللجنة القانونية بالحزب ستتابع البلاغات المقدمة فى قسم شرطة الدقى، ضد مقتحمى مقر الوفد، ولن يتم التنازل عن تلك البلاغات.

وأوضح المصدر، أن الهيئة العليا ستراجع أسماء كافة الأشخاص الذين اقتحموا مقر الحزب، وهم معروفين بالاسم حيث تم تصويرهم فى كافة وسائل الإعلام، ومن سيجدونه عضو حالى بالوفد وغير مفصول، فسيتم فصله على الفور لاعتدائه على مقر الحزب. وأشار إلى أن الإجراء الأخير هو مخاطبة مجلس النواب، ومطالبته بإحالة فؤاد بدراوى، إلى لجنة القيم، لاعتدائه على مقر حزب الوفد، واقتحام المقر دون وجه حق أو صفة، وذلك لأنه عضو مفصول من الحزب.

وعلى الجانب الآخر، أخلى أفراد الأمن الإدارى بحزب الوفد، مبنى الحزب من غير الأعضاء والإعلاميين، وأغلقوا الأبواب الداخلية للحزب، فى الوقت الذى يعقد فيه اجتماع الهيئة العليا.

الوفد (5)

وغادر فؤاد بدراوى، عضو مجلس النواب، القيادى بتيار اصلاح الوفد، المقر الرئيسى لحزب الوفد بحى الدقى، وبرفقته أعضاء التيار الذين دخلوا فى اعتصام منذ أمس الخميس بمقر الوفد. وتوجه النائب فؤاد بدراوى، وبرفقته أعضاء وقيادات تيار إصلاح الوفد، إلى مقر التيار بحى الدقى، لعقد مؤتمرًا صحفيًا لإعلان موقف التيار من قرارات الهيئة العليا للحزب.

ورفض فؤاد بدراوى، التعليق على سؤال "برلمانى"، إذا كانت مغادرته مقر الحزب تعنى إنهاء أو تعليق الاعتصام، مؤكدًا أنهم سيعلنون كافة التفاصيل عن موقفهم وقراراتهم خلال المؤتمر الصحفى الذى سيعقد.

فؤاد بدراوى copy

وبسؤله عن صحة ما تردد بشأن عضوية بائتلاف "دعم مصر"، نفى النائب المستقل، هذا الأمر، مضيفًا: "لست عضوا فى الائتلاف، ولم أحضر أى من اجتماعاته، ولست مستشارا لهم، ومفيش حد فى مصر يقدر يستخدم فؤاد بدراوى، على حساب الوفد".

وقال فؤاد بدراوى، عضو مجلس النواب، والقيادى بتيار إصلاح الوفد، إن قرار الهيئة العليا لحزب الوفد، بالتمسك ببلاغاتهم للشرطة ضد أعضاء تيار الإصلاح لدخولهم مقر الحزب، هو حق لهم كأى مواطن من حقه التقدم ببلاغات للشرطة.

وفيما يخص قرار الوفد، مخاطبة مجلس النواب لإحالته إلى لجنة القيم، قال "بدراوى" خلال المؤتمر الصحفى الذى عقده بمقر تيار الاصلاح بالدقى: "أنا لا يعنينى رفع الحصانة أو إحالتى للجنة القيم.. متفرقش معايا الحصانة، وأنا على يقين أن المجلس ونوابه المحترمين لن يرفعوا الحصانة عنى لأننى أريد العودة لبيت الأمة".

وتابع: "أنا على يقين بأن النواب المحترمين لن يستجيبوا لهذا الطلب، لان الخلافات القائمة هى شأن داخلى للحزب ولا علاقة للمجلس بها"، مشيرًا إلى أنه كان من المقرر أن يعقد اجتماع بين قيادات التيار، وبعض اعضاء الهيئة العليا للوفد، لاستكمال المفاوضات، ولكن بعد هذه القرارات سيتم تعطيل أى اجتماعات.


print