البحر الأحمر.. "الصعايدة إيد واحدة"

لا شكّ أن جولة الإعادة تختلف عن الجولة الأولى من الانتخابات فى كثير من التفاصيل، ليس فقط على صعيد نسبة الإقبال وعدد المرشحين، ولكن أيضًا على مستوى التربيطات وعمليات التنسيق بين بعض المرشحين من أجل تيسير عملية الحشد وضمان الحصول على كتلة تصويتية أكبر، إذ دائمًا ما تظهر التربيطات بالدرجة الأكبر فى جولة الإعادة، وخاصة بين المرشحين من أبناء القبائل والعائلات الكبرى فى محافظات الصعيد، والمحافظات ذات الطبيعة القبلية، ومنها محافظة البحر الأحمر، التى تجرى فيها جولة الإعادة للمرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية ضمن 14 محافظة، يتواصل فيها التصويت على مدار غد وبغد غد، الثلاثاء والأربعاء، ومنذ أن أعلنت اللجنة العليا للانتخابات نتيجة الجولة الأولى، بدأ المرشحون فى التنسيق والتربيط على مستوى دوائر البحر الأحمر الثلاثة، والتى يتنافس فيها 8 مرشحين على 4 مقاعد.

الدائرة الأولى.. الحشد بين الصعايدة و"أبناء بحرى"

بدأ التربيط والتنسيق فى الدائرة الأولى، والتى تضم مدينتى رأس غارب والغردقة، بين المرشحين: أحمد الضوى ابن قبيلة العبابدة، وحمادة غلاب ابن قبيلة البراهمة ومرشح حزب المصريين الأحرار، إذ انتشرت عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعى وفى مقرات المرشحين، صورًا ومظاهر عديدة للتربيط والتكاتف بين أبناء البلد الصعايدة، العبابدة والبراهمة، مع ترحيب واسع من القبائل المختلفة.



فى المقابل، يعمل المرشح الآخر من المصريين الأحرار، حافظ لطفى، على حشد أبناء بحرى المتواجدين بالدائرة، إذ إنه ينتمى بالأساس لمحافظة الشرقية، وله عدد كبير من مؤيديه من أبناء محافظات الدلتا والوجه البحرى، بينما يعتمد المرشح الرابع، سمير حارس، على الكتلة التصويتية للأقباط بالدائرة.

الدائرة الثانية.. مرشّح الأشراف أمام "ممثل العبابدة"

أما فى الدائرة الثانية، وتضم مدن سفاجا والقصير ومرسى علم، فقد وصل إلى جولة الإعادة فيها اثنان من المرشحين: على أبو سعدة المنتمى إلى قبيلة الأشراف والذى يعمل فى شركة كهرباء سفاجا، والمنافس القوى أحمد أبو خليل، الموجّه بالتربية والتعليم، وهو مرشح حزب مصر الحديثة وابن قبيلة العبابدة، وتشير أغلب التوقعات إلى أن "أبو خليل" هو صاحب النصيب الأكبر فى الفوز بمقعد الدائرة، وخاصة مع الصلات والروابط القوية التى تجمعه بالقبائل المختلفة.

الدائرة الثالثة.. صراع حاد بين العبابدة والبشارية

حدّة المنافسة فى المحافظة تظهر بالدرجة الأكبر فى الدائرة الثالثة، دائرة حلايب وشلاتين، والتى تشهد صراعًا حادًّا بين قبيلتى العبابدة والبشارية، إذ شهدت الجولة الأولى من الانتخابات تغلب المرشح شاذلى القرباوى، ابن قبيلة العبابدة، على مرشح البشارية "ممدوح عبادة"، بفارق أكثر من 200 صوت، رغم أن أفراد قبيلة البشارية هم الأكثر عددًا فى حلايب وشلاتين، بنسبة تقترب من 65% من إجمالى سكان المنطقة البالغ عددهم 11 ألفًا ممن لهم حق التصويت.