الدكتورة إيمان الطيب أستاذ الدراسات التلمودية بكلية الآداب جامعة بنى سويف
الحُكم الألفي هو أن العقيدة اليهودية التلمودية تؤكد مجيء المسيح المُخلص على الأرض في آخر الزمان ليجمع شتات بني إسرائيل في مملكة الرب أو دولة إسرائيل الكبرى من النيل للفرات، ليقيم العدل ويحكم العالم ١٠٠٠ عام .. وبالفعل مهد الكيان الصهيوني لذلك منذ بداية حرب العراق والكويت تحديداً.. فبدأت بدولة الفرات ( العراق ) تلك الدولة التي كانت تضم عقول عربية وإسلامية لها وزنها فاغتالت إسرائيل العلماء على يد الموساد والتعاون مع الـ CIA وتم تدمير الجيش العراقي الذي كان يعد من أقوى جيوش العالم عن طريق إنهاكه عشرات السنوات في الحرب مع إيران ثم إيقاعه في فخ دخول الكويت ومن ثم تم تدمير دولة من أكبر الدول العربية وأعظمها وأقدمها حضارة ولذلك دخل عملاء الموساد بغداد على الفور بمجرد سقوطها متوجهين لمتحف بغداد العريق وسرقة لوحة السبي البابلي لليهود في محاولة لمحو ذلك من ذاكرة التاريخ وأنهم لم يهجروا ابداً بعيداً عن أرض العسل واللبن ( فلسطين).
ثم يأتي الربيع العربي بقيادة جهات استخباراتية دولية مختلفة لتسقط الدول العربية دولة بعد الأخرى تونس .. ليبيا .. سوريا .. لتمكين الإخوان المسلمين فربما يحققون على أيديهم حلمهم بإيهامهم بتقلد مقاليد الحكم .. فأي حكم إسلامي يأتي على أكتاف الأمريكان؟.
ثم يأتي تقسيم السودان .. والتناحر بين القوميات والديانات فيه .. ثم يأتي الشرع لسوريا بمباركة أمريكية ليقوم بدوره في المخطط فلا يخفى على أحد أن إيران قد ضربت الضربة الأولى من الأراضي السورية والعراقية.
ثم قص أذرع إيران بإسقاط نظام الأسد وتدمير قوى حزب الله ومقتل الأمين العام له كي يتم الاستفراد بإيران.. فكيف يتحقق الحكم الألفي ومملكة الرب.. وفي الجوار دولة نووية تهدد مملكة الرب !؟.
وعلى الرغم من أن إيران توجه ضربات عنيفة للكيان الصهيوني إلا أنها للأسف لن تصمد كثيراً.. هي تحارب عدة دول بالوكالة الإسرائيلية.. أولها أمريكا.. فرنسا .. بريطانيا.. ألمانيا .. بمباركة وتمويل دول أخرى يرون في الروافض والملالي خطر داهم عليهم!!.
ثم يأتي الدور على مصر ولن يحدث ذلك بفضل وحماية من الله ثم بعمل وجهد أبنائها .. فمن لا يعرف يا سادة قيمة ومقدار مصر عند اليهود وفي التاريخ اليهودي وفي العهد القديم فهو لا يعرف شيئاً .. وبما أنها حرب دينية بحتة يؤكد عليها رئيس الوزراء الإسرائيلي في كل خطاب له بأنها حرب دينية يلوح فيها بفقرات التوراة .. مرة عندما يحرض ضد الفلسطينيين بأنهم العماليق الذين أمر الرب بتدميرهم إلى عملية الأسد الصاعد الذي لا يهدأ حتى يشرب من دم أعدائه وهي الأخرى فقرة من فقرات التوراة .. إذن هي حرب دينية .. صهيونية صليبية غربية.
مصر في التاريخ اليهودي هي أرض المهد والوحي لموسى عليه السلام .. هي التي سافر إليها ابراهيم ( ابرام ) في التوراة ليتزوج منها السيدة هاجر الأميرة المصرية والتي تدعي الصهيونية أنها كانت جارية ليسلبوا حق العرب في فلسطين في الوعد الإلهي التوراتي لإبراهيم بامتلاك فلسطين هو ونسله من بعده باعتبار أن إسماعيل ابن جارية علماً بأن النص الفرعوني المصري صريح في رفضه لكلب الملك الحثي الزواج من أميرة مصرية فقيل له ( وهل أنت نبي كي تتزوج مصرية ) فالمصريون القدماء كانوا عظماء لا يزوجون بناتهم من غير المصريين للحفاظ على النقاء العرقي والحضارة العظيمة .. ثم جاءها يوسف عليه السلام وقومه من بعده ليمكثوا فيها أكثر من ٣٠٠ عام حتى يأتي موسى ويخرج باليهود منها لسيناء ليتلقى الوحي على جبل الطور ( حوريب في التوراة ).
مصر يا سادة هي الجائزة الكبرى والبلد الأخير لكي تتحقق النبوءة ويبدأ الحكم الألفي .. وتم الإعداد لذلك بتجهيز ٥ بقرات حمراء لذبح إحداها وفق الشريعة اليهودية لتطهير مكان المسجد الأقصى بعد هدمه تمهيدا لإعادة بناء الهيكل المزعوم وإقامة مملكة الرب.. إذن نحن بصدد مخطط بدأ منذ نصف قرن وبدت ملامح تحقيقه الآن .. مخطط تلمودي متطرف يحض على قتل النساء والأطفال والقضاء على الأخضر واليابس في سبيل إقامة دولة إسرائيل الكبرى.. ومن هنا فإن الدولة المصرية بأجهزتها ومؤسستها العريقة تلقى على عاتقها مسؤولية الاصطفاف معا لمواجهة ووقف هذا المخطط الصهيوني القميء.