الجمعة، 17 مايو 2024 06:57 ص

"برلمانى" يكشف كواليس إعفاء أحمد الزند من منصبه.. مصادر: الوزير رفض الاستقالة فكانت الإقالة.. اعتذارات "الزند" لم تشفع له لدى الرأى العام.. ومجلس الوزراء لم ينتظر التعديل الوزراى للإطاحة به

محكمة "السوشيال ميديا" تطيح بـ"الزند"

محكمة "السوشيال ميديا" تطيح بـ"الزند" محكمة "السوشيال ميديا" تطيح بـ"الزند"
الأحد، 13 مارس 2016 09:23 م
كتبت هدى أبو بكر
أصدرت رئاسة مجلس الوزراء، مساء اليوم الأحد، بيانًا رسميًّا أكدت فيه إعفاء المستشار أحمد الزند من منصبه كوزير للعدل، ليأتى القرار وكأنه استجابة من الحكومة للحملة التى شنّها نشطاء ومستخدمو مواقع التواصل الاجتماعى ضد الوزير على مدار الساعات الثمانية والأربعين الماضية، عقب تصريحاته مع الإعلامى حمدى رزق فى برنامجه "نظرة"، والتى رآها كثيرون مسيئة للرسول ومتجاوزة دينيًّا.

بعد حضور واضح ومثير للجدل، غادر المستشار أحمد الزند منصبه بنفس السيناريو وبالطريقة نفسها التى غادر بها المستشار محفوظ صابر، وزير العدل السابق، منصبه فى ديوان عام وزارة العدل، مع فارق واضح أن الأول احترم الرأى العام وقدم استقالته حينما طُلِب منه، بينما تمسك الثانى بالمنصب ومارس هوايته فى العناد، رافضًا تقديم الاستقالة حينما طلبها منه المهندس شريف إسماعيل – حسبما صرّحت مصادر مطلعة داخل مجلس الوزارء – فكان القرار بالإقالة.

احمد الزند copy

"زلّة اللسان".. العامل مشترك فى الموقفين مع اختلافهما


فى استقالة الوزير السابق محفوظ صابر، أو إقالة المستشار أحمد الزند، كانت "زلّة اللسان" العامل المشترك فى الموقفين مع اختلافهما، فـ"صابر" قدم استقالته بعد أن ثار الرأى العام ضده، حينما قال فى لقاء تليفزيونى: "ابن الزبال ما ينفعش يكون قاضى"، أما "الزند" فكانت مصيبته أكبر، فزلّة لسانه ذهبت به إلى ما رآه البعض تطاولاً على النبى، ما جعل حالة الاحتقان ضده قوية، حتى أن مؤسسة الأزهر أصدرت بيانًا حذرت فيه من التعريض بمقام النبوة الكريم خلال التصريحات الإعلامية، حتى وإن كانت غير مقصودة، بحسب بيان الأزهر.

شريف اسماعيل copy

بداية النهاية.. هواء حمدى رزق يطيح بـ"الزند"


البداية كانت لقاء تليفزيونيًّا، مساء أول من أمس الجمعة، استضاف فيه الإعلامى حمدى رزق فى برنامجه "نظرة"، المستشار أحمد الزند وزير العدل، وخلاله قال الوزير المُقَال إنه سيأخذ موقفًا من كل من ينتقده، وسيزج به فى السجن، وحينما سأله الإعلامى حمدى رزق، عن شمول هذا الأمر للصحفيين، قال الزند: "وأحبس النبى نفسه"، وهو ما أثار غضب رواد مواقع التواصل الاجتماعى، الذين دشنوا "هاشتاج" تحت اسم "أقيلوا_الزند_إلا_رسول_الله"، والذى تصدر مؤشرات موقع التدوينات القصيرة تويتر ضمن الأكثر تداولاً.

"الزند" يعتذر على هواء الفضائيات


عقب اشتعال أجواء مواقع التواصل الاجتماعى وهجوم قطاعات واسعة من المشاهدين والناشطين عليه، خرج "الزند"، أمس السبت، ليعتذر عبر عدد من القنوات الفضائية، فى مداخلات هاتفية أعلن اعتذاره فيها عن التصريحات المتجاوزة، قائلاً إنها زلّة لسان، ثم حاول الالتفاف على ما قاله، ليقول نصًّا فى مداخلة على شاشة قناة "دريم": "أنا قلت لو نزل نبى من السما وأخطأ هحبسه، ولم أقل النبى عليه الصلاة والسلام، وارجعوا لتسجيل الحلقة".

النقطة التى أثارها المستشار أحمد الزند فى مداخلته، ردّ عليها الناشطون ومستخدمو مواقع التواصل الاجتماعى، بتفريغ فيديو الحلقة، مؤكّدين أنه قال: "لو النبى نفسه، استغفر الله العظيم، هحبسه".

واستكمل المستشار أحمد الزند، وزير العدل المقال، جولة اعتذاراته على هواء الفضائيات المختلفة، قائلاً: "النبى أكيد هيقبل اعتذارى ويسامحنى كما قبل من الكفار، وأتقدم باعتذارى راجيًا أن يكون مقبولا من الله والرسول عليه الصلاة والسلام، وكل من يحبون رسول الله، وبكل جوارحى أقدّس دينى وحبى وتقديرى لرسول الله يفوق كل الحدود"، مؤكّدًا أن كلمته كانت أمرًا غير مقصود إطلاقًا.

واتهم "الزند" خلال مداخلته، من شنّوا حملة الهجوم الواسعة عليه بأنهم يتصيدون الأخطاء ويقتلون الأبرياء باسم الإسلام، مؤكدا أن البعض يعملون هم وكتائبهم على إثارة البلبة وشحن الرأى العام.

اجتماع مجلس الوزراء copy

اعتذارات "الزند" فى الفضائيات لم تشفع له

رغم اهتمام المستشار أحمد الزند بتوضيح موقفه والتجول بين عدد من شاشات الفضائيات للتوضيح والاعتذار، إلا أن اعتذاراته لم تشفع له ولم تهدئ الرأى العام، بل استمر الاحتقان وتصاعدت موجة الغضب والنقد والهجوم والسخرية منه، ما جعل رئيس الوزراء يستدعيه على خلفية هذه التصريحات لمقر مجلس الوزراء، ويطلب منه تقديم استقالته نظرًا لحالة الجدل والغضب الكبيرة التى خلقتها تصريحاته، إلا أنه - وبحسب مصادر مطلعة بمجلس الوزراء - رفض التقدم باستقالته، فكانت الإقالة التى أكدها بيان رسمى وزّعه مجلس الوزراء على وسائل الإعلام يمنذ قليل.

ورغم أن التوقعات كانت تشير إلى أن مجلس الوزراء ربما ينتظر التعديل الوزارى المرتقب للإطاحة بالزند، إلا أن حالة الغضب والاحتقان ضده ظلت مشتعلة ومتصاعدة، خاصة وأن الزند عُرف بتصريحاته المثيرة للجدل والبلبلة، ما دفع مجلس الوزراء إلى حسم الأمر بقرار الإقالة.


print