الجمعة، 29 مارس 2024 07:41 ص

3 شواهد تؤكد مساع إيرانية لإفساد التسوية السياسية.. الأمم المتحدة تعثر على صواريخ طهران مع الحوثيين.. التقرير يؤكد كذبها.. والعقوبات الأممية قد تردع سلوكها

هل تعرقل صواريخ إيران مشاورات السلام اليمنية؟

هل تعرقل صواريخ إيران مشاورات السلام اليمنية؟ هل تعرقل صواريخ إيران مشاورات السلام اليمنية؟
الخميس، 13 ديسمبر 2018 11:00 ص
كتبت: إسراء أحمد فؤاد

فى وقت تجرى على قدم وساق مشاورات فى السويد حول الأزمة اليمنية من أجل التوصل لحل ينهى الحرب ومعاناة اليمنيين ويقطع ذراع إيران الممتد داخل هذا البلد، تسعى طهران لإفساد هذه المحادثات والعودة بهذا الملف إلى المربع الأول، وإجهاض جهود التحالف العربى والحكومة الشرعية اليمنية لإعادة اليمن السعيد، عبر وضع العراقيل وتفويت فرصة التسوية السياسية، وهو ما أكده أحدث تقرير أممى، كشف عن العثور على أسلحة إيرانية أمدت بها طهران حلفاءها الحوثيين باليمن، قد يضعها تحت طائلة العقوبات الأممية.

 

ونقلت وكالة رويترز، نقلا عن التقرير الأممى، بأن "التحالف العربى عثر على منصتين إيرانيين لإطلاق الصواريخ الموجهة المضادة للدبابات فى اليمن". التقرير أكده الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الذى كتب، فى تقريره نصف السنوى إلى مجلس الأمن بشأن تنفيذ العقوبات على إيران: "وجدت الأمانة العامة للأمم المتحدة أن منصتى الإطلاق لهما خصائص الصناعة الإيرانية، وأن العلامات عليهما تشير إلى إنتاجهما بين عامى 2016 و2017".

وأضاف: "اختبرت الأمانة كذلك صاروخ أرض — جو مفككا جزئيا ضبطه التحالف، ولاحظت أن خصائصه متوافقة على ما يبدو مع ميزات الصواريخ الإيرانية".وذكر غوتيريش أن الأمم المتحدة فحصت أيضا حطام ثلاثة صواريخ باليستية أطلقت على السعودية يومى 25 مارس، و11 أبريل 2018، ووجدت "خواص تصميمية رئيسية متوافقة مع صاروخ قيام —1 الباليستى الإيرانى القصير المدى"، لكنه أضاف أنه ليس بوسع المنظمة الدولية تحديد ما إذا كان ذلك يعد انتهاكا للقرار الأممى فى ظل عدم معرفة توقيت نقل تلك الصواريخ إلى اليمن.

وأكدت مصادر دبلوماسية أنه من المقرر أن يبحث مجلس الأمن أحدث تقارير غوتيريش، أمس الأربعاء.

 

وقد تكون قد وقعت طهران فى المحظور عبر إرسال أسلحة ومنصات اطلاق صواريخ إلى المتمردين الحوثيين باليمن، وتكون بذلك انتهكت قرار الأمم المتحدة الذى دخل حيز التنفيذ فى يناير 2016، بعد توقيع الاتفاق النووى 2015 ورفع العقوبات التدريجى على طهران، ويمنع إيران من استيراد أو تصدير أسلحة أو مواد متعلقة بها بدون موافقة مجلس الأمن الدولى، وهو ما يعرضها مجددا لعقوبات أممية.

 

وتسعى طهران لوضع عصا فى عجلة مباحثات السلام الدائرة منذ الخميس الماضى فى بلدة ريمبو السويدية، ويشارك فيها وفدا الحكومة الشرعية اليمنية والمتمردين التى تعد الأولى منذ 2016 فى محاولة لوضع أطر تمهد الطريق لإنهاء النزاع المستمر منذ 2014، والتوصل لتسوية سياسية.

 

شواهد على الدعم الإيرانى..التقرير يكذب وزير الدفاع الإيرانى

التقرير الأمم يشير إلى أن طهران تكذب عندما قال وزير دفاعها أمير حاتمى قبل نحو أسبوع أن دعم بلاده للحوثيين يقتصر على الجانب المعنوى، وقال حاتمى السبت 1 ديسمبر، أمام ملتقى فى طهران لقادة التعبئة (الباسيج) التابعة للحرس الثورى، أن دعم إيران للحوثيين فى اليمن، هو دعم "معنوي"، معتبرا أن اليمن اليوم أصبح شوكة فى عيون الأميركيين. وتشير تصريحاته إلى أن طهران تستغل الحوثيين كوقود فى صراعها الدائر مع القوى الاقليمة فى المنطقة والدولية فى مقدمتها الولايات المتحدة، والمملكة العربية السعودية، فى إطار تنافسها الاقليمى على لمد النفوذ.

 

5 إيرانيين نقلوا أسلحة إلى اليمن

إحدى الشواهد الأخرى التى أيدت نقل صواريخ إيرانية للحوثيين، كان تقريرا لوزارة الخزانة الأمريكية، فى مايو الماضى، فرضت من خلاله عقوبات على 5 إيرانيين مرتبطين بالحرس الثورى الإيرانى، يمكنون الحوثيين فى اليمن من إطلاق صواريخ على مواقع فى السعودية، وهم محمود باقرى كاظم آباد، ومحمد آغا جعفرى، وجاويدشير أمين، ومهدى أزربيشيه، وسيد طهرانى، وقالت الوزارة أن هؤلاء "قدموا الخبرة الفنية المتعلقة بالصواريخ الباليستية للحوثيين فى اليمن، ونقلوا الأسلحة التى لم تظهر فى اليمن قبل النزاع الحالى، نيابة عن الحرس الثورى (فيلق القدس)، وأوضحت الخزانة الأمريكية أن أعمال هؤلاء الـ5، مكنت الحوثيين من إطلاق الصواريخ على المدن والبنية التحتية النفطية السعودية، وتعطيل جهود الإغاثة الإنسانية فى اليمن، وتهديد حرية الملاحة فى الممرات المائية الإقليمية الرئيسية.

 

قائد الحرس الثورى اعترف بوجود 200 ألف مقاتل فى اليمن

إحدى الشواهد، كان اعتراف رسمى إيرانى بوجود مقاتلين فى اليمن، فرغم تصريحات المسئولين الإيرانيين التى كانت تنفى على الدوام تدخل إيران المباشر فى اليمن، إلا أن فى يناير 2016 خرج اعتراف رسمى إيرانى إلى النور لأول مرة، حيث كشف القائد العام للحرس الثورى الإيرانى اللواء محمد على جعفرى، عن وجود ما يقرب من 200 ألف مقاتل مرتبطين بالحرس الثورى الإيرانى موجودين فى 5 دول هى سوريا والعراق واليمن وباكستان وأفغانستان والتى تعيش جميعها اضطرابات وحروب دائرة على مدار سنوات.

وفى نوفمبر 2017 اعترف قائد الحرس الثورى للمرة الأولى بالدعم المعنوى والاستشارى للحوثيين، وقدم جعفرى أدلة جديدة، تعد الأول من نوعها من أعلى قيادات مؤسسة الحرس الثورى، بتقديم دعم مباشر للحوثيين، وقال خلال مؤتمر صحفى فى نوفمبر 2017، "إن مساعدة إيران لليمن بحمل طابعا استشاريا ومعنويا بشكل أساسى، وأنها ستستمر فى المستقبل". وقال جعفرى "السيادة فى اليمن اليوم فى يد جماعة أنصار الله، ومساعدات إيران لهم فى حدود الدعم الاستشارى والمعنوى الذى يحتاج له اليمن غالباً، وإيران لن تألوا جهداً فى تقديم هذا العون".

 

تحريض إعلامى لاستهداف السعودية "وشريعتمداري" عقل الحوثيين المدبر فى طهران

فى مواصلة منها على التحريض، فى نوفمبر وديسمبر 2017 حثت صحيفة "كيهان" المتشددة الحوثيين على استهداف دبى، حتى لا تكون مكانا آمنا للمستثمرين الغربيين، وشجعت الصحيفة الإيرانية، التى يترأس تحريرها نائب المرشد الأعلى للشئون الصحفية المتشدد، "حسين شريعتمدارى" ويعد عقلهم المدبر فى طهران، تهديدات ميليشيا الحوثيين للملكة العربية السعودية، قائلة "أن تهديدات متحدث جماعة أنصار الله الذراع العسكرى المسلح للحوثيين فى اليمن تظهر بوضوح أن الأوضاع قد تغيرت ومن الآن فصاعدا، لن تكون المملكة وحدها أمام مرمى صواريخ اليمن بل دبى وحتى أبو ظبى، وحتى أن لم يتم استهداف هذه البلدان، فلن تكون كسابق عهدها مناطق آمنة للمستثمرين الغربيين".

 


print