السبت، 27 أبريل 2024 01:11 ص

اللعب على المكشوف.. الاتفاق النووى مات إكلينيكيا والدليل تصريح الرئيس الروسى.. تهديدات طهران الرصاصة الأخيرة.. والدول الغربية لن تقوى على تحدى العقوبات الأمريكية

إيران تهدد أوروبا بزيادة تخصيب اليورانيوم

إيران تهدد أوروبا بزيادة تخصيب اليورانيوم
السبت، 15 سبتمبر 2018 11:00 م
كتبت - سالى حسام
فى تصريح نارى يكشف حقيقة الموقف الإيرانى من البرنامج النووى والاتفاق النووى الذى كانت تعلن تمسكها بها.. جاء اليوم وزير الخارجية الإيرانى محمد جواد ظريف ليعلن مهددا أن بلاده قد تعمل على "زيادة تخصيب اليورانيوم" إذا ما استمر الاتحاد الأوروبى فى اتخاذ مواقف سلبية من الاتفاق النووى على حد قوله.
 

 

وبحسب تصريحات ظريف لمجلة "دير شبيجل" الألمانية فإن الوزير الإيرانى قال نصا: "إذا واصل الاتحاد الأوروبى ردود فعل سلبية تجاه الاتفاق النووى بعد انسحاب الولايات المتحدة منه، عليه انتظار تداعيات هذا الموقف من الجانب الإيرانى".

 

هذا التصريح يكشف عن نوايا إيران ويلمح بشكل واضح إلى أن الحكومة الإيرانية تعمل بالفعل على تخصيب اليورانيوم وأنها قد تتخلص من قناع الدولة الراغبة فى التفاوض مع المجتمع الدولى.. ففى يونيو 2018 كانت طهران أبلغت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أنها بدأت العمل على تخصيب اليورانيوم من جديد وتطوير البنية التحتية لبناء أجهزة طرد مركزى متقدمة في منشآت ناتانز.. الإعلان كان جاء وقتها بحجة الرد على الرئيس الأمريكى دونالد ترامب الذى أعلن انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق.

 

ولكن من جهة أخرى كان لدى إيران دول أوروبا وقتها التى أعلنت التمسك بالاتفاق النووى، حيث ذكرت صحيفة "الإندبندنت" فى تقرير سابق أن بريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا والصين أعلنت كلها الاستمرار فى الاتفاق النووى.. فما الذى غير موقف طهران إذا وجعلها تنقلب حتى على الدول الأوروبية التى كانت تقف معها.

 

بوتين مع روحانىبوتين مع روحانى

الإجابة ربما تكون فى تصريح الرئيس الروسى فلاديمير بوتين الذى صرح قائلا: "الاتفاق النووى كان فى أساسه اتفاقا إيرانيا أمريكيا، وروسيا كانت تدعمه فقط".. بهذا التصريح اعتبرت طهران أن الاتفاق النووى مات وكتبت شهادة وفاته.. ولم يبق أمامها أمل الاستمرار فيه مع الدول الأوروبية لأنه لا مكاسب فى التعاون مع الدول الغربية بدون موافقة أمريكا.. كيف هذا؟.

 

السبب فى العقوبات الأمريكية على طهران والتى تمتد تلقائيا لتشمل أى طرف تجارى يتعامل مع إيران، دليل على ذلك مانشرته صحيفة "ديلى اكسبريس" البريطانية عندما قالت إن أمريكا هددت بفرض عقوبات حتى على الشركات الألمانية والفرنسية والبريطانية وأى شركة تعمل على خرق العقوبات المفروضة على إيران من جانب واشنطن بعد انسحابها من الاتفاق النووى، وقال وقتها جون بولتون مستشار الأمن القومى الأمريكى "سنفرض عقوبات حتى على الدول الأوروبية".

محمد جواد ظريفمحمد جواد ظريف

بذلك أصبحت الحكومات الغربية لا تمانع أن تتعامل شركاتها مع إيران وأن تستمر فى الصفقات التى تم توقيعها فى 2015 لكن فى نفس الوقت لا يمكن لهذه الحكومات أن تجبر الشركات فى بلادها على المخاطرة بمصالحها وتحدى العقوبات الأمريكية.

 

لذا يمكن القول أن تصريح جواد ظريف اليوم هو تعبير عن الاحباط الإيرانى بعدما وجدت طهران نفسها دولة منبوذة تجاريا من جديد.. حيث قال "يجب على الأوروبيين اتخاذ القرار بشأن هل هم مستعدون لتحويل الأقوال إلى أفعال، لنرى هل ستستلم أوروبا لأمريكا وتنفذ ما تريد أم لا؟".

 

لكن لا يجب أن نتوقع أن يأتى التهديد الإيرانى بنتيجة لأن الأمر فى النهاية لن يتم حسمه فى الاتحاد الأوروبى بل فى واشنطن التى كانت الطرف الرئيسى فى الاتفاق النووى كما قال بوتين.. وعلى الأرجح لن يسفر التهديد سوى بمزيد من المواقف المعارضة من الجانب الأوروبى الذى أدرك بدوره أن الاتفاق النووى مات إكلينيكيا وحان وقت دفنه.

 

أوروبا لا تستطيع انقاذ الاتفاق النووىأوروبا لا تستطيع انقاذ الاتفاق النووى

أما عما سيحدث فى حال اتجهت طهران لزيادة تخصيب اليورانيوم.. فهذا يعنى العودة لمرحلة ما قبل التفاوض على الاتفاق النووى حيث ستعمل واشنطن على تشديد العقوبات وستضطر الدول الأوروبية للوقوف بجانب واشنطن بحكم المصلحة أمام دولة منبوذة مصرة على انتاج أسلحة نووية، والأرجح أن تعمل إدارة ترامب على تشديد العقوبات على نحو أشبه بما حدث مع كوريا الشمالية حتى ترضخ إيران وتطلب التفاوض المباشر مع أمريكا  بنفس الطريقة التى قام بها زعيم كوريا الشمالية بطلب التفاوض المباشر مع الرئيس الأمريكى دونالد ترامب فى قمة سنغافورة.

 


print