الإثنين، 29 أبريل 2024 03:01 ص

فى خطبة العيد طهران تهدد بالقاء حلفاء واشنطن فى مرمى نيرانها حال شن ضربة عسكرية.. وطاولة الحوار مع الرئيس الأمريكى "دونالد ترامب" مرفوضة فى الداخل وثمنها حياة "حسن روحانى"

هل تخشى إيران الحرب أم المفاوضات مع أمريكا؟

هل تخشى إيران الحرب أم المفاوضات مع أمريكا؟ هل تخشى إيران الحرب أم المفاوضات مع أمريكا؟
الخميس، 23 أغسطس 2018 01:00 م
كتبت: إسراء أحمد فؤاد

فى الوقت الذى كان به مستشار الرئيس الأمريكى جون بولتون الملقب بالصقر، يجر مباحثات فى دولة الإحتلال الإسرائيلى ويؤكد على تقاسم الولايات المتحدة مع تل أبيب المساعى لإخراج القوات الإيرانية من سوريا، كان منبر خطبة عيد الأضحى الذى تم تحديده اليوم، الأربعاء فى إيران يطلق تهديدات بضرب إسرائيل حال أقدمت أمريكا على شن حرب على إيران ويجدد رفضه للمفاوضات التى قد تكلف الرئيس الإيرانى الثمن غاليا.

 

 

فى طهران، حيث يحتفل الإيرانيون اليزم الأربعاء، بعيد الأضحى، صعد رجل الدين المتشدد وعضو مجلس الخبراء أحمد خاتمي المقرب والمحسوب على تيار المرشد الأعلى على خامنئى، منبر صلاة العيد بمصلى الإمام الخمينى شمال العاصمة، وجائت خطبة دينية مغلفة بالكثير من الأحاديث السياسية، كعادة خاتمى، وغيره من الخطباء الذين يستغلون المناسيات الدينية ومنبر الصلاة بالتحديد لإيصال رسائلهم السياسية للداخل الإيرانى والخارج.

 

 

أوراق ضغط إيرانية حال فرض سيناريو الحرب

 

وأكد خاتمى على أن "تكلفة أي حرب محتملة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية على إيران ستكون باهظة جدا بالنسبة لها، وفي حال أقدمت أمريكا على شن حرب على إيران فان تكلفتها لم تقتصر على أمريكا فقط، بل ستشمل حليفتها كيان الإحتلال الإسرائيلى أيضا"، تصريحات المسئول الإيرانى أكدت تحليلات المراقبين بأن حلفاء الولايات المتحدة سيكونوا فى مرمى النيران الإيرانية حال قرعت طبول الحرب فى المنطقة، فالتهديدات لن تقتصر على تل أبيب بل سيكون خصوم طهران ايضا ليسوا فى مأمن.

شعار داخل قم بالتهديد بقتل 3 روحانىشعار داخل قم بالتهديد بقتل 3 روحانى

 

وبينما كانت تطلق التهديدات فى صلاة العيد بايران لحليف واشنطن فى تل أبيب، بالتزامن كان الصقر الأمريكى جون بولتون يقود جولة مباحثات مع مسئولى دولة الإحتلال الإسرائيلى، من أجل إخراج إيران من سوريا، وأكد مستشار الأمن القومي الأمريكي أن الولايات المتحدة لا تسعى إلى تغيير الحكومة في إيران، وإنما تنشد تغيير سلوكها. وخلال لقاءه طالب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو من بولتون بتكثيف الضغوط على طهران.

 

ويمتلك قادة ومسئولى طهران قناعة بأنه لن تكون هناك حرب بين البلدين، وحتى لو فرض على طهران سيناريو الحرب فلديهم من الأوراق والخيارات الكثير بحسب ما يمكن قراءته من تصريحات ومواقف الشخصيات المقربة من مراكز صنع القرار، وقبل أسابيع قال المرشد الإيرانى فصل الخطاب فى إيران بشأن المفاوضات مع الولايات المتحدة، فى خطابه يوم الإثنين 13 أغسطس الجارى "لاحرب ولامفاوضات" عقب دعوة وجهها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب للقاء قادة طهران والتوصل لإتفاق جديد حول البرنامج الرنامج النووى وملقات اقليمية أخرى تتشابك فيها مصالح البلدين.

1 أحمد خاتمى1 أحمد خاتمى

 

وعشية تهديدات خاتمى لحلفاء واشنطن، أكد الرئيس الإيراني، حسن روحاني، إن الولايات المتحدة لا تجرؤ على مهاجمة إيران، لأنها تدرك القوة العسكرية للجمهورية الإسلامية وارتفاع أسعار الصراع، وقال روحاني في كلمة أذاعها التلفزيون الحكومي على الهواء مباشرة: "لماذا لا تهاجمنا الولايات المتحدة؟ بسبب قوتنا ، لأنها تعلم… عواقبها" لكنه فى الوقت نفسه قال "يجب أن نجهز أنفسنا لمواجهة القوى العسكرية التي تريد الاستيلاء على أرضنا ومواردنا".

 

 

المفاوضات مع الولايات المتحدة.. ستكلف روحانى حياته

 

أما حول المفاوضات مع واشنطن أكد خطيب صلاة العيد خاتمى أيضا على رفض المفاوضات.وقال خاتمى"لن نتفاوض مع أمريكا انظروا كيف تعاملت مع الاتفاق النووي؟ جميع رؤساء الولايات المتحدة كانوا يسعون للتفاوض مع الجمهورية الاسلامية الايرانية، إلا ان النتيجة كما ترون اليوم"، وشدد "واشنطن لا تريد التفاوض، بل تريد فرض ديكتاتوريتها في المفاوضات وتريد من ايران القبول بإملاءاتها".

 

لكن قد يكون لروحانى رأى أخر فى المفاوضات، فقبل نحو أسبوع، عاتب الرئيس الإيرانى الولايات المتحدة على تدمير جسر التفاوض بين البلدين، وخاطب الإدارة الأمريكية، قائلا  "لو اردتم العبور فلماذا دمرتم الجسر؟ أن كنتم تريدون أن نلتقى فلماذا دمرتوه؟ إن كنتم صادقين تعالوا وابنوا الجسر مجددا وقتها ستجرى اللقاءات بصورة طبيعية من ذاتها".. كلمات دفع ثمنها بعد أيام، فقد تم تهديده بالقتل علنا من قبل جماعات متشددة،

2ترامب2ترامب

 

ورفعت لافتة فى تجمع للمتشددين لمدرسة "فيضية" بمدينة قم فى الـ 18 من اغسطس الجارى، كتب عليها "يا من اتخذت من المفاوضات شعارك فان مسبح فرح فى انتظارك"، نظر إليها كتهديدا بملاقات نفس مصير الرئيس الأسبق المعتدل هاشمى رفسنجانى الذى توفى فى يناير 2017بشكل غامض وهو فى مسبحه، تهديد أثار الكثير من الجدل داخل إيران حتى أن الحرس الثورى الذى ينظر إليه بأنه أداة النظام لتصفية الخصوم داخليا وخارجيا، سارع بنفى أى صلة له وبعناصره بالمجموعة التى رفعته وبتنظيم الوقفة من أساسها، واعتبرها رجال الدين كارثة تفشى أسرار النظام.

 


print