الجمعة، 19 أبريل 2024 03:24 ص

بعد أيام من الاعتراض بطيران الإمارات.. قطر تزعم اختراق مقاتلة بحرينية مجالها الجوى.. شكوى كيدية فى مجلس الأمن ضد المنامة.. ومراقبون: محاولات يائسة لصرف النظر عن جرائم "إمارة الإرهاب"

قطر.. "ضربنى وبكى.. وسبقنى واشتكى"

قطر.. "ضربنى وبكى.. وسبقنى واشتكى" قطر.. "ضربنى وبكى.. وسبقنى واشتكى"
الخميس، 29 مارس 2018 12:00 م
كتبت آمال رسلان

"ضربنى وبكى .. وسبقنى واشتكى" مثل شعبى مصرى شائع طبقته قطر حرفيا خلال الساعات الماضية، حيث تجاهلت اعتراض طائراتها الحربية لطائرة إماراتية فى الأجواء البحرينية، والتى كادت أن تؤدى الى كارثة محققة وراحت تطلق اتهامات مماثلة ضد البحرين، حيث زعمت أن طائرة حربية بحرينية قامت بانتهاك مجال الدوحة الجوى، وعبرت عن إدانتها للحادث المزعوم الذى قالت إنه وقع يوم الأحد الماضى، ووصفته بأنه "خرق يشكل انتهاكا للقانون الدولى".

 

الزعم القطرى يأتى فى أعقاب تصعيد إماراتى بحرينى ضد المسئولين فى الدوحة، حيث يبدو أنها أرادت أن تغطى على الأزمة التى نشبت خلال الساعات الماضية بسبب تصرف مقاتلاتها الحربية الغير مسئول، و لم تجد قطر طريقة إلا أن تدعى أن هناك طائرة بحرينية كانت سبب أزمة التحرشات الجوية التى حدثت .

 

ولم تكتف قطر بهذا الزعم بل استبقت الإمارات والبحرين وأبلغت مجلس الأمن الدولى والأمين العام للأمم المتحدة باختراق طائرة عسكرية بحرينية لمجالها الجوى، ووجهت مندوبة الإمارة رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، والرئيس الدورى لمجلس الأمن الدولى، بأن هذا "خرق خطير يشكل انتهاكا خطيرا وصارخا للقانون الدولي"، من شأنه زيادة التوتر فى المنطقة دون اعتبار لأمنها واستقرارها".

 

وفى رد فعل سريع، طالب وزير الخارجية البحرينى خالد بن أحمد آل خليفة، أمس الأربعاء، قطر بضرورة احترام القانون الدولى من قبل المسئولين القطريين، وأن يفيقوا من الوهم الذى يتمادون فيه ويلتزموا بالقانون، وكتب فى تغريدة على حسابه الرسمى على موقع "تويتر": إن "على المسؤولين القطريين أن يفيقوا من أحلامهم وأن يحترموا القانون الدولى وألا يتخيلوا أن مياه الخليج العربى تقع تحت سيادتهم".

 

وبدأت الأزمة مساء الإثنين الماضى، عندما أعلنت الإمارات أن طائرتين مقاتلتين قطريتين اقتربتا بصورة خطيرة من طائرة مدنية مسجلة فى الدولة كانت تحلّق فى مسار طيران معلن ومخطط له «UL768» فوق الأجواء البحرينية، وقال إسماعيل البلوشى، مساعد المدير العام للهيئة لشؤون سلامة الطيران الإماراتى إن المقاتلتين القطريتين اقتربتا من الطائرة المدنية الإماراتية على نحو أقل من 700 قدم عمودية، أى بأقل من نصف ميل عن البعد العرضى، وهو ما يعتبر أقل من المسافة الآمنة التى يجب أن تراعى فى مثل هذه العملية.

 

ونوه البلوشى بأن هذا العمل المتعمد عرّض حياة الركاب المدنيين للخطر، وهو ما يعد بمنزلة انتهاك واضح للمعاهدات الدولية للطيران المدنى وتهديد لسلامة حركة الطيران المدنى الدولية، وأضاف إن التحقيقات الجارية كشفت عن أن الطائرتين القطريتين لم تتصلا ببرج المراقبة الجوية، ما يجعل نيتها غير واضحة.

 

ولفت إلى أن هذا أدى إلى تفعيل نظام تفادى التصادم الجوى فى الطائرة الذى دفع طاقم الطائرة إلى المناورة بعيداً عن المقاتلات القطرية، وهو ما يعتبر آخر شبكة أمان لتفادى الاصطدام بين الطائرات، إذ تمت المناورة بعيداً عن الطائرتين القطريتين على ارتفاع 32000 قدم، وتابع: «أنه - برغم ذلك - فإن المقاتلتين القطريتين قامتا بمطاردة الطائرة المدنية على ارتفاع 35000 قدم قبل الابتعاد عنها»، واصفاً الحادث بأنه خطير جداً، وكان من شأنه أن يسبب كارثة جوية فى ثوانٍ.

 

وأعلنت مملكة البحرين أنها قدمت شكوى لدى منظمة الطيران المدنى الدولى ضد انتهاكات المقاتلات القطرية، مؤكدة دعمها الكامل للإمارات فى كل ما تتخذه من إجراءات للحفاظ على حقوقها وأمنها واستقرارها، وذلك رداً على التصرفات اللامسئولة من قبل قطر تجاه الحركة الجوية المدنية التى تتبع مسارات محددة ومعروفة لدى منظمة الطيران المدنى الدولى، وأدانت الاستفزاز القطرى، مؤكدة إن تكرار هذه التصرفات الاستفزازية يعكس إصراراً واضحاً من دولة قطر على الاستهتار بسلامة الطائرات المدنية والملاحة الجوية، وخرق الاتفاقيات والقوانين الدولية ذات الصلة.

 

واحتلت الأزمة الصفحات الأولى لصحف الإمارات، حيث سلطت صحيفتى "الإمارات اليوم" و "الاتحاد" الضوء على الشكوى الإماراتية إلى منظمة الطيران المدنى الدولى "إيكاو" التابعة للأمم المتحدة، بشأن اقتراب المقاتلتين القطريتين بشكل خطر من طائرتين مدنيتين مسجلتين فى الدولة، مؤكدة إن مسارات الرحلات المدنية لن تتغير، وشددت الصحف على أن قطر تتعمد تعريض سلامة الطائرات المدنية للخطر.

 

وقال "مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية"، إن نظام الحمدين بات يعانى زيادة الشعور بالوحدة والعزلة الإقليمية والدولية، كما سقط من حسابات دول المقاطعة، وخاصة بعد أن خرجت أزمته من سلم أولويات الرباعى العربى، وبالتالى بات يبحث عن أى مناسبة للفت انتباه العالم، ولعل ذلك ما يفسر تكثيفه مؤخرا للحملات المسعورة للهجوم على دول المقاطعة بالزيف والافتراء تارة وباللجوء إلى الاستفزاز ومحاولات الاحتكاك تارة أخرى.

 

وأوضح المركز، إن الأدلة التى قدمتها البحرين بهذا الخصوص وما ستتخذه الإمارات من إجراءات ضد قطر دفع هذه الأخيرة إلى نكران الحقائق كعادتها منذ بداية أزمتها مع دول الرباعى، حيث عودت العالم على قلب الأمور وتقديم نفسها دائما فى ثوب الضحية على مدى سنوات، لكن ذلك لن يزيد دولة الإمارات والأشقاء فى المنطقة إلا إصرارًا على كشف حقيقة النظام القطرى أمام أنظار العالم باعتباره نظاما داعما للإرهاب وضليعا فى إثارة القلاقل على غرار حليفته المقربة إيران.


print