الأربعاء، 24 أبريل 2024 01:28 م

مصر تقود الحرب على الإرهاب فى المنطقة.. دبلوماسية "الرباعى العربى" تعرى الدوحة أمام حكومات ومنظمات العالم.. وجهود السيسى تكسب القضية دعما عالميا لمواجهة خطر إمارة التطرف

2017 عام انتصار الإرادة العربية

2017 عام انتصار الإرادة العربية 2017 عام انتصار الإرادة العربية
الثلاثاء، 12 ديسمبر 2017 09:00 م
كتب محمد رضا

الإقدام على قيادة حرب لمكافحة الإرهاب، وكشف رعاته من المنظمات والدول حول العالم، أمر ليس بالهين ولا يتحقق بالتمنى والأقوال، بل يحتاج إلى أفعال ورؤية ثاقبة وخطة متقنة تدار من خلالها المواجهة عسكريًا ودبلوماسيًا، هذا إلى جانب ضرورة توافر عنصر لا يقل أهمية عن سابقيه وهو محورية ومركزية الدولة المقبلة للقيام بهذا الدور فى منطقتها الجغرافية، وكذلك قوة تأثيرها إقليميًا ودوليًا فى القضايا الرئيسية التى تمس العالم.

 

مصر تقوم بدورها المحورى لمحاربة الإرهاب فى المنطقة
 

وملف الإرهاب، بما يشمله من مساعى لدحر بؤره الإجرامية واجتثاث جذوره، من الملفات التى اكتوى بنارها العالم بأكمله، وإن كانت منطقة الشرق الأوسط الأكثر تضررًا فى هذا الشأن، ولا يسعنا هنا إلا أن نبرز دور الدولة المصرية فى مكافحة قوى الشر التى تحمل نوايا الدمار والخراب للعالم، حيث كان للقيادة السياسية فى مصر رؤية خاصة للتعامل مع تلك القضية، والتى تجسدت فى عدم التشتت فى المطاردات العسكرية للجماعات المسلحة فقط، بل تحديد منابع رعاية وتمويل الإرهاب فى المنطقة للقضاء عليها، وبذلك تتحقق النتيجة الأمثل فى حرب رعاة السلام على الإرهاب.

 

بالنظر إلى الجهود المبذولة فى المنطقة العربية لمكافحة الإرهاب، فيتمثل الدور البارز فى تحركات دول الرباعى العربى، "مصر والسعودية والإمارات والبحرين"، وهى الدول الداعية لمكافحة الإرهاب فى المنطقة، وصاحبة مبادرة الضرب بيد من حديد والتشديد على دويلة قطر، بضرورة رفع يدها عن رعاية الجماعات الإرهابية العاملة على زعزعة أمن واستقرار الدول العربية وإثارة الفوضى والفتن بها.

 

اجتماع الرباعى العربى لبحث أزمة قطر

 

مصر تدق ناقوس خطر قطر قبل عام 2017
 

ولكن قبل تشكل مجموعة الرباعى العربى، فى 5 يونيو 2017، كان لمصر الأسبقية فى هذا الملف، حيث اتهم مندوب مصر الدائم لدى جامعة الدول العربية، فى فبراير 2015، قطر، بدعم الإرهاب، بينما الأشقاء فى مجلس التعاون الخليجى، لم يدركوا خبث وسوء مكائد الدوحة، فى ذلك الوقت، وانتقد مجلس التعاون الخليجى، الاتهامات المصرية لإمارة الإرهاب، الأمر ذاته تكرر فى ديسمبر 2016، عندما أعرب المجلس الخليجى، عن انزعاجه، من زج الحكومة المصرية، باسم قطر، فى تفجير الكنيسة البطرسية بالقاهرة، حيث اتهمت وزارة الداخلية – حينها - قادة جماعة الإخوان الإرهابية المقيمين فى قطر بتدريب وتمويل منفذى التفجير الانتحارى، الذى 24 شهيدًا، بهدف إثارة أزمة طائفية واسعة فى البلاد.

 

ورغم عدم دقة قراءة دول الخليج العربى، للمشهد وتمكن بؤرة الإرهاب من خداعها، إلا أن مصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى، لم تيأس، وفى 30 مارس 2017، غادر الرئيس السيسى، الجلسة الافتتاحية للقمة العربية الـ28، التى عقدت بالعاصمة الأردنية، عمان، أثناء إلقاء كلمة تميم بن حمد، أمير قطر، بالقمة، كنوع من التعبير عن رفض القاهرة للتدخلات السافرة للإمارة فى شئون دول المنطقة، وإيواءها العديد من الإرهابيين.

 

سامح شكرى وزير الخارجية المصرى

 

 الجهود المصرية لمواجهة إرهاب قطر تتكلل بوحدة عربية
 

وفى 5 يونيو 2017، تكللت الجهود المصرية، بوحدة عربية فى مواجهة الإرهاب، تمثلت فى بيانات متتالية لدول الرباعى العربى، تعلن فيه قطع العلاقات وروابط النقل مع قطر، لاحتضانها جماعات إرهابية وطائفية تستهدف ضرب الاستقرار فى المنطقة، وأعلنت الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، الدوحة، بإبداء حسن نواياها والاستجابة لمطالبها التى فى قائمة تضم 13 مطلبًا، أبرزها قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران، وإغلاق قناة الجزيرة، وإغلاق القاعدة العسكرية التركية الموجودة على أراضيها.

 

كان لتلك الخطوة من الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، أثر صادم اقتصاديًا وسياسيًا، على الدوحة، حيث وصلت الخسائر الاقتصادية لقطر فى غضون أسبوع، إلى 30 مليار دولار، كما هبط مؤشر البورصة بنسبة 12%، فيما تمثل وقع زلزال المقاطعة على المستوى السياسى، فى التحرك السريع للمعارضة القطرية، حيث أعلن معارضون قطريون – حينها - عن اجتماع عاجل بين قيادات بارزة لبحث تشكيل حكومة إنقاذ وطنية تجمع كل أطياف المجتمع القطرى وطوائفه دون استثناء، لإنقاذ بلادهم من مصير مجهول وعزلة إقليمية وعربية، إضافة إلى إعلان عدد كبير من الدول الانضمام للمبادرة العربية لمقاطعة قطر، وأعلنت بعض الدول قطع العلاقات مع الدوحة، فيما خفض البعض الأخر التمثيل الدبلوماسى، بينما أوقفت ثالثة الرحلات الجوية مع إمارة الإرهاب، ومن بين هذه الدول، ليبيا، جزر المالديف، موريشيوس، جمهورية النيجر، غينيا، الأردن، المغرب، موريتانيا، الأمر الذى فرض عليها عزلة تلقائية عربيًا ودوليًا.

 

وزراء خارجية الرباعى العربى

 

الدبلوماسية العربية تعرى إرهاب قطر أمام العالم
 

ولم تتوقف جهود مصر، وشركائها من دول الخليج العربى، عند هذا الحد، بل جاء الدور العظيم للدبلوماسية العربية، لتوضيح موقف الرباعى العربى، وكشف ادعاءات الدوحة بأن الموقف العربى محاولة لعزلها ومحاصرتها، وهنا قادت الخارجية المصرية، سلسلة لقاءات فى ذات الشهر، حيث اجتمع سفراء دول مصر والسعودية والإمارات والبحرين، فى لندن، مع وكيل وزارة الخارجية البريطانية، لبحث الأزمة مع قطر، ودعم الدوحة للمنظمات الإرهابية، بناءً على توجيهات صدرت لسفراء الدول الأربعة فى عدد من العواصم لعقد لقاءات مع مسئولى الخارجية فى هذه الدول لشرح تفاصيل وأسباب قطع العلاقات الدبلوماسية والقنصلية مع قطر.

 

وتوالت التحركات الرباعية فى كل العواصم لشرح خلفية قرار الرباعى العربى، بعد التأكد من دعمها للإرهاب والجماعات الإرهابية، وتوضيح الأسباب والمبررات والأسانيد التى استندت لها الدول الأربعة قبل أن تتخذ هذا القرار، وكان من ضمن محطاتها لقاء وفد دبلوماسى رفيع المستوى، مع الوكيل المساعد لشئون الشرق الأوسط وأفريقيا، بوزارة الخارجية الباكستانية، تصور خان.

 

مؤتمر إلقاء بيان القاهرة حول أزمة قطر

 

 

الرباعى العربى يمد يده للحوار مع قطر لحل الأزمة
 

هذا ولم تأخذ دول الرباعى العربى، موقفًا متعنتًا مع قطر، بل جددت دعواتها للدوحة، لإعادة النظر فى الأزمة والاستجابة للمطالب الـ13، مؤكده استعدادها للحوار مرة أخرى، إلا أن الإمارة أصرت على الاستمرار فى سياساتها لدعم الشر والتخريب، متجاهلة تعهداتها السابقة بالوفاء بما وقعت عليه فى اتفاق الرياض، عام 2013، وآلياته التنفيذيه، وكذلك الاتفاق التكميلى، عام 2014، مما عرض الأمن القومى لهذه الدول الأربع للاستهداف للتخريب ونشر الفوضى من قبل أفراد وتنظيمات إرهابية مقرها فى قطر أو مدعومة من قبلها.

 

جهود السيسى تكسب قضية مواجهة الإرهاب دعم دولى
 

وعلى رأس تلك الجهود، جاءت أيضًا، لقاءات واتصالات الرئيس عبد الفتاح السيسى، حيث التقى فور إعلان بيانات 5 يونيو، أمير دولة البحرين، الملك حمد بن عيسى آل خليفة، لبحث تطورات الأزمة، والذى أعرب بدوره، عن تقديره لمواقف مصر الداعمة لمملكة البحرين، مؤكدًا أن مصر ستظل دوماً ركيزة للأمن القومى العربى والمنطقة، كما تعددت الاتصالات الهاتفية فى تلك المرحلة، بين الرئيس السيسى، ونظيره الأمريكى، دونالد ترامب، الذى أكد على قناعته بما استعرضه "السيسى"، من أدلة حول تورط قطر فى دعم الإرهاب، وبالفعل دعا "ترامب"، أمير قطر، لتنفيذ التزامات قمة الرياض، ومحاربة الفكر المتطرف، إضافة إلى ذلك لم تخل كلمة السيسى، أمام الأمم المتحدة، عن الحديث عن الإرهاب فى محيط مصر، وحربها الضروس لاستئصاله من أرضها ومحيطها العربى.

 

 

وفى مشهد أخر، انتصرت فيه الدبلوماسية المصرية، انفعل سامح شكرى، وزير الخارجية، على مندوب دولة قطر فى الجامعة العربية، خلال اجتماع الأمانة العامة لجامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية، يوم 12 سبتمبر، وجدد اتهام مصر لقطر بـ"دعم الإرهاب"، وشدد على أن مصر لها الحق فى الحفاظ على مصالحها واتخاذ جميع الإجراءات التى يكفلها لها القانون الدولى، لافتًا إلى مصر تتصرف بمسئولية من منطلق قيمتها التاريخية التى يمتد عمرها إلى أكثر من 7 آلاف عام.

 

انتصارات "الرباعى العربى" على إمارة الإرهاب فى المحافل الدولية
 

وكان انتصارًا عربيًا أخر على إمارة الإرهاب، حيث تقدمت قطر، بشكوى إلى المنظمة الدولية للطيران المدنى "إيكاو"، ضد السعودية، مدعيه فيه بمحاصرتها جويًا، إلا أن المنظمة الدولية، ردت على الدوحة، 3 مرات ممتالية، فى 2 يوليو، و24 يوليو، و11 أغسطس، بالتأكيد على السلامة الجوية فوق مياه الخليج، موضحه أن دورها فى النزاع الإقليمى ينحصر فى ضمان سلامة وأمن الملاحة الجوية، ولن يتطرق إلى الأمور السياسية لعدم الاختصاص، كما قالت فى إحدى بياناتها، "لسنا الجهة المعنية لحل الأزمة وحلوا المسائل السياسية فى المحافل الدولية المناسبة".

 

وجاءت ردود الـ"إيكاو"، على قطر، نتيجة مجهودات مكثفة من وزير النقل السعودى، سليمان الحمدان، ووزير النقل فى مملكة البحرين، المهندس محمد كمال، ورئيس هيئة الطيران المدنى بدولة الإمارات العربية المتحدة، سيف السويدى، ورئيس سلطة الطيران المدنى بمصر، المهندس هانى العدوى، ومساعد رئيس الهيئة العامة للطيران المدنى السعودى، الكابتن عبد الحكمى البدر، وهو الوفد الذى زار مقر منظمة الطيران المدنى الدولى، بمدينة "مونتريال"، بكندا، واجتمعوا برئيس مجلس المنظمة، وأمينها العام، مقدمين ردودهم على استفسارات المنظمة، كما فندوا كل الادعاءات القطرية ومحاولاتهم فى تضليل المنظمات بمعلومات غير صحيحة حول الوضع الراهن التى ما زالوا يروجونها على أعضاء مجلس إدارة المنظمة، وأمانتها العامة، الأمر الذى انتهى بفشل جديد للمؤامرة القطرية على جيرانها العرب.

 


الأكثر قراءة



print