الأحد، 02 يونيو 2024 05:57 ص

الحزب وافق على برنامج الحكومة وأيد الموازنة على عكس التوقعات.. غطاس: اتفاق بير سلم بين الحزب والائتلاف.. وأبو العلا:نتخذ مواقفنا بناء على مصلحة المواطن لا من أجل أن يطلق علينا "معارضين"

المصريين الأحرار.. هل هو "دعم مصر" آخر؟

المصريين الأحرار.. هل هو "دعم مصر" آخر؟ المصريين الأحرار.. هل هو "دعم مصر" آخر؟
الأحد، 10 يوليو 2016 10:00 م
كتب محمود حسن
فى التاسع والعشرين من فبراير شهدت قاعة مجلس النواب مناوشة حامية، بين ممثلى ائتلاف "دعم مصر" ونواب حزب المصريين الأحرار، انسحب نواب "حزب الاكثرية" من الجلسة ومعهم آخرون اعتراضا على نسبة تمثيل الائتلاف فى البرلمان.

مجلس النواب copy

بهذا المشهد كان الصدام بين ائتلاف "دعم مصر" وحزب "المصريين الأحرار" قد وصل إلى ذروته، بعد سلسلة طويلة من التصريحات الهجومية المتبادلة بين الطرفين، فالحزب طالما اتهم الائتلاف منذ إعلان النية فى تأسيسه، بأنه سيكون بمثابة حزب وطنى جديد، بل وصل الأمر برئيس الهيئة البرلمانية النائب علاء عابد، أن وصف الحزب فى حوار سابق مع "برلمانى" بـ "الكيان غير القانونى".

إذن كان مشهدا متوقعا للغاية ما رأيناه فى التاسع والعشرين من فبراير، فقد تحول الصدام الذى اتخذ شكل تصريحات إعلامية هى أشبه بقذائف صاروخية متبادلة بين الجانبين، إلى أن تحول القصف إلى اشتباك حقيقى، بمشهد الانسحاب.
انتهى المشهد هذا اليوم، بوساطات نتج عنها إعادة التصويت على نسبة الائتلاف، وبعدها تم تمريرها، وسط إشاعات ربما لم ترقى إلى الحقائق المؤكدة، أن صفقة ما سرية بين "دعم مصر" و "المصريين الأحرار" تخص انتخابات اللجان النوعية، تم بعدها تمرير تلك النسبة.

كان هذا المشهد نذيرا قويا، بان ائتلاف "دعم مصر" والذى يتهمه البعض بأنه أسس ليدعم الحكومة على طول الخط، سيجد له فى مواجهته، حزب ليبرالى يمتلك ما يزيد عن ستون نائبا تحت القبة، وهو الحزب الذى سيكون بمثابة العقبة الواضحة فى مواجهة التمرير الذى سيحاول البعض خلقه.

انتظر آخرون معركة جديدة بين "دعم مصر" و "المصريين الأحرار"، لكن هذه المعركة لم تأت أبدا، أتت لحظات فاصلة تحت قبة البرلمان توقع البعض فيها ان تنتقل مشاحنات نسبة الائتلاف إلى خلافات على سياسات الدولة واضحة بين "دعم مصر" و"المصريين الأحرار" لكن هذا لم يحدث أبدا.

فى خلال لحظات مفصلية شهدها البرلمان، وقف المصريين الأحرار جنبا إلى جنب بجوار "دعم مصر"، فأيد المصريين الأحرار بشكل واضح قانون "الخدمة المدنية" وهو نفس الموقف الذى اتخذه "الائتلاف"، ثم أيد المصريين الأحرار حكومة شريف اسماعيل وبرنامجها، ثم أخيرا أيد نواب المصريين الأحرار الموازنة العامة للدولة، على الرغم من الانتقادات الحادة الموجهة لها.

والسؤال الذى يطرح نفسه على الساحة البرلمانية الآن، هل ضاع الأمل فى وجود حزب يعرقل من التأييد المطلق والمتوقع من ائتلاف "دعم مصر" لكل ما تطرحه الحكومة؟!، والأهم من هذا هل هناك تنسيق ما بين "دعم مصر" و "المصريين الأحرار".

غطاس: هناك "اتفاق بير سلم" جمع بين "المصريين الأحرار" و"دعم مصر"


النائب البرلمانى سمير غطاس ورئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية، بدوره رأى أن الأحزاب الكبرى فى البرلمان وعلى رأسها "المصريين الأحرار" ليست أحزاب معارضة، فالحزب شارك فى صياغة لائحة البرلمان، ووافق فى البداية على نسبة تصل إلى 20% من النواب لتكوين الائتلاف، وهو الإجراء الذى رآه سمير غطاس إجراءا غير ديمقراطى، فلا يمكن أن تتواجد أحزاب ليبرالية ترضى بهذه النسبة، سمير غطاس رأى أن الخلاف وقع بالأساس لأن "دعم مصر" أراد أن يرفع النسبة إلى 25%، وهذا مربط الفرس، وليس من أجل أى شيء آخر.

سمير غطاس

وتابع غطاس منتقدا "المصريين الأحرار": أداء الحزب لم يكن معارضا على الإطلاق، بل إنه دخل فى اتفاق "بير السلم"؛ على حد وصف غطاس، كان من المفترض أن يكون اتفاقا سريا لكنه كان كالمطار السرى يعرفه الجميع، حول اللجان النوعية، وبالتالى هم دخلوا فى فى مساومة و"اتفاق" مع ائتلاف دعم مصر منذ البداية، وهذا الأمر وسم بعدها تحركاتهم.

غطاس: اختاروا عدم مواجهة رئيس الوزراء فى البرلمان وجلسوا معه جلسة صلح عشائرى


وواصل غطاس هجومه قائلا: الحزب أيد برنامج الحكومة بشدة واعطاها الثقة، ولم يعترض عضو واحد منهم على البرنامج، ثم جاءت الموازنة فقدموا عدة ملاحظات وقالوا انهم سيعترضون عليها، ثم فى جلسة تشبه الصلح العشائرى، مع رئيس الوزراء هم وممثلى الهيئات البرلمانية، ذهبوا إلى رئيس الوزراء فى مكتبه، واختاروا أن يجلسوا معه بعيدا عن البرلمان، وبدلا من أن يخوضوا معركة تحت القبة ويتم مكاشفته داخل البرلمان، ويتعهد علانية أمام البرلمان بالتزامات حكومية حول الموازنة.

ذهب المصريين الأحرار ومعهم آخرون إلى خيمة رئيس الوزراء، الذى تعهد كلاميا بأنه سيأخذ ملاحظاتهم بعين الاعتبار، فسحبوا معارضتهم، ولم يسجلوا أى اعتراض على الموازنة.

عمرو هاشم ربيع: مبدأ "خلى المركب تمشى" جمع بين "الائتلاف" و"الحزب"


الدكتور عمرو هاشم ربيع، الباحث بمركز الأهرام الاستراتيجى، قال بشكل قاطع فى تصريحات لـ "برلمانى" أنه لا يرى مطلقا وجود أى تنسيق بين "دعم مصر" و"المصريين الأحرار"، لكنه يرى أن هناك وجهة نظر خاطئة أصبحت تسيطر على كافة القوى البرلمانية، وهو المبدأ الذى أسماه ربيع بـ "خلى المركب تمشى".

هذا المبدأ الذى يسيطر على نواب البرلمان جميعا بأنه ليس فى الإمكان أفضل مما كان، هو ما جمع بين الخصمان السابقان "المصريين الأحرار" و"دعم مصر".

ويتابع عمرو هاشم ربيع قائلا: " هذه الفكرة جعلت الأداء البرلمانى كله باهتا، حتى أن برلمان الإخوان والذى نتفق جميعا أنهم جماعة إرهابية، إلا أنه ومع الأسف الشديد أداؤهم البرلمانى كان أفضل بكثير من البرلمان الحالى؛ على حد وصف الباحث فى مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية".

أيمن أبو العلا: واتخذنا مواقفنا على اساس مصلحة المواطن


من جانبه قال النائب أيمن أبو العلا، عضو الهيئة البرلمانية لحزب "المصريين الأحرار" إن الحزب لا يتخذ مواقفه إلا بناءاً على مصلحة المواطن المصرى فقط ولا غير، وليس المطلوب أن نتخذ موقفا معارضا من أجل المعارضة، ولكن ألأهم هو أن تكون هذه المعارضة بناءة وذات مردود على حياة المواطن المصرى.

ايمن ابو العلا (2) copy

أبو العلا: لم نعط الحكومة شيك على بياض وانتزعنا منها مكاسب فى برنامجها


ابو العلا فند لـ "برلمانى" موقف الحزب الموافق على "برنامج الحكومة" قائلا: "ما الذى كان مطلوبا؟، هل كان المطلوب أن نرفض برنامج الحكومة، فيطلب من البرلمان وأغلبيته المتمثلة فى "دعم مصر" تشكيل حكومة بديلة؟! ، هل كان هذا هو المطلوب؟!، لم يكن "دعم مصر" سينجح، وكنا سنخلق فراغا دستوريا برفض برنامج الحكومة؟!، دعنا من مسألة "حل البرلمان" والتى نص عليها الدستور فى حال فشل ائتلاف الأغلبية فى تشكيل الحكومة حسب النص الدستورى، لكن ستكون هذه مشكلة حقيقية.

بدلا من هذا اخترنا مصلحة المواطن، واستطعنا أن ننتزع من الحكومة تعهدا بأن تحاسب بشكل دورى تحت القبة، كل ستة أشهر، ومراجعة هذا البرنامج، وأن تدون هذه المحاسبة فى مضابط المجلس

أبو العلا: نجحنا فى تعديل أحد أبواب الموازنة وحصلنا على التزامات جادة من الحكومة


وعن الموافقة على الموازنة دافع أيمن ابو العلا عن موقف حزبه قائلا أن الحزب نجح مع عدد آخر من النواب، فى تغيير أحد أبواب الموازنة، وهو الباب المتعلق بالتأمين الصحى، حيث نجح المصريين الأحرار فى رفع الإنفاق الموجه إلى التأمين الصحى من 47 مليار جنيه، ليصل إلى 73 مليار، إذن الحزب لم يمرر الموازنة على بياض كما يدعى آخرون.

حصلنا على مستحقات دستورية وغيرنا فى أرقام الموازنة لصالح المواطن المصرى، فى المقابل يجب أن نكون واقعيين هل مطلوب أن نقوم بإيقاف الموازنة والاعتراض عليها، فى ظل ما تشهده مصر من انهيار فى السياحة والتى هى مصدر رئيسى للدخل، لابد من الواقعية.

أبو العلا: الأهم مصلحة المواطن وليس أن يطلق علينا "معارضين"


وعن اتهامات القوى السياسية للحزب بأنه يسير فى ركاب دعم مصر، أو أن هناك اتفاق سرى بينه وبين "دعم مصر"، رد أيمن أبو العلا قائلا: ما يهمنا بالأساس هو مصلحة المواطن، وليس اتهامات القوى السياسية، تم تعديل العديد من بنود الموازنة، وتعهد رئيس الوزراء بتعهدات قوية حول الموازنة، ولذا جاءت موافقتنا.

وفى سؤال أخير لـ "برلمانى" للدكتور أيمن أبو العلا، حول هل سنرى إذن موقفا معارضا لحزب المصريين الأحرار وقويا، رد الدكتور أيمن أبو العلا، نعم، وحدث هذا من قبل فى مسألة نسبة الائتلافات فى اللائحة، والقول بأننا وصلنا لمساومة مع "دعم مصر" حول نسبة الائتلافات، أمر غير حقيقى بالمرة،نعم مرروا نسبتهم وهى الـ 25%، لكنهم رضخوا فى نسبة المحافظات المطلوبة فى الائتلافات.

واختتم ابو العلا حديثه قائلا: "الأهم هو مصلحة المواطن، ومصلحة الوطن، وليس أن يطلق علينا "معارضين".


print